مع انتهاء محاكمة ترمب... الانقسام يخيم على واشنطن

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ف.ب)
TT

مع انتهاء محاكمة ترمب... الانقسام يخيم على واشنطن

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ف.ب)

تركت تبرئة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من اتهامات بالتحريض على هجوم دام على مبنى الكونغرس الأميركي (الكابيتول) انقساماً عميقاً بين الديمقراطيين والجمهوريين، اليوم (الأحد)، في الوقت الذي سعى فيه خليفته الديمقراطي جو بايدن للمضي قدماً في جدول أعماله السياسي والاقتصادي.
ويقول الديمقراطيون إنهم يعتزمون اللجوء للقضاء من أجل إمكانية توجيه اتهامات مدنية وجنائية للرئيس الجمهوري السابق فيما يتعلق بالهجوم الذي شنه أنصاره في السادس من يناير (كانون الثاني)، والذي أسفر عن سقوط خمسة قتلى.
واختُتمت، أمس (السبت)، المحاكمة التي أجراها مجلس الشيوخ لترمب بموافقة أغلبية 57 صوتاً مقابل 43 على إدانة ترمب وهو أقل من أغلبية الثلثين المطلوبة للإدانة.
وواجه بعض الجمهوريين السبعة، الذين انضموا إلى 48 من الديمقراطيين في مجلس الشيوخ واثنين من المستقلين في الموافقة على الإدانة، رد فعل سريعاً في ولاياتهم، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.
وقال السيناتور بيل كاسيدي، اليوم الأحد، إنه يعتقد أن تصويته سيحظى بتأييد المزيد من ناخبيه بمرور الوقت مع ظهور الحقائق. وصوت زعماء الحزب الجمهوري في ولاية لويزيانا مسقط رأس كاسيدي، يوم السبت، بالموافقة على توبيخه.
وعندما سُئل عن التوبيخ، قال كاسيدي في مقابلة أجرتها معه محطة «إيه بي سي»: «حظيت بالاطلاع على الحقائق... وحينما تتكشف تلك الحقائق أكثر وأكثر... وتتاح للناس فرصة النظر إليها بأنفسهم فسوف يصلون إلى ما وصلت إليه».
وقال كاسيدي: «أحاول تحميل الرئيس ترمب المسؤولية... أنا واثق بأن هذا سيكون رأي الناس مع مرور الوقت».
وتعرض السيناتور الجمهوري بات تومي لانتقادات من زعيم الحزب في ولاية بنسلفانيا لتصويته لصالح الإدانة.
وقال زعيم الحزب الجمهوري في بنسلفانيا لورانس تاباس في بيان يوم (السبت): «التصويت على التبرئة كان النتيجة الدستورية الصحيحة».
وأحجم كاسيدي عن القول عما إذا كان ينبغي توجيه اتهامات جنائية لترمب. لكن السيناتور الديمقراطي كريس كونز قال لمحطة «إيه بي سي» إنه يعتقد أن هذا يمكن أن يحدث.
وقال كونز: «أعتقد أن هناك سبباً لمزيد من الإجراءات المدنية والجنائية ضد الرئيس السابق ترمب». وأضاف أن البلاد بحاجة إلى تشكيل لجنة على غرار 11 سبتمبر (أيلول) للتحقيق في أحداث السادس من يناير (كانون الثاني) لكنه يعتقد أن محاكمة مجلس الشيوخ: «وصلت إلى نهايتها الطبيعية».
وأجبر الهجوم على مبنى الكابيتول أعضاء الكونغرس على إخلاء الغرف خوفاً على سلامتهم خلال جلسة التصديق على فوز بايدن في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني)، وهي الانتخابات التي دأب ترمب على الزعم دون دليل على أنه خسرها بسبب عمليات تزوير على نطاق واسع.
ودعا بايدن الذي تولى منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) إلى الوحدة من أجل «التعافي من هذه الحرب الهمجية وشفاء روح أمتنا»، قائلاً إن على كل أميركي مهمة ومسؤولية الدفاع عن الحقيقة.
من جهتها، وصفت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي المنتمية للحزب الديمقراطي الجمهوريين، الذين لم يؤيدوا الإدانة بأنهم «جبناء».
ومن بين أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين صوتوا لصالح الإدانة ريتشارد بور وسوزان كولينز وليزا موركوفسكي وميت رومني وبن ساسي.
وقالت موركوفسكي وهي من ولاية ألاسكا لصحيفة «بوليتيكو» بعد المحاكمة: «أنا متأكدة من أن هناك الكثير من سكان ألاسكا غير راضين تماماً عن تصويتي لكنني على ثقة من أن هناك الكثير أيضاً من سكان ألاسكا الذين يشعرون بالفخر بتصويتي».
وهدد ترمب مراراً بمطاردة الجمهوريين الذين لا يدعمونه من خلال تأييد المعارضين في انتخاباتهم الأولية. وأشار يوم (السبت) إلى أنه يفكر في مستقبله السياسي دون الكشف عن تفاصيل.


مقالات ذات صلة

سوريا بعد الأسد من منظور أميركي

خاص يرجح كثيرون أن يسحب ترمب القوات الأميركية من سوريا (أ.ب) play-circle 01:56

سوريا بعد الأسد من منظور أميركي

يستعرض «تقرير واشنطن»، وهو ثمرة تعاون بين «الشرق الأوسط» و«الشرق»، كيفية تعامل إدارة بايدن مع الأمر الواقع في سوريا وتوجهات إدارة ترمب.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يعتزم إلغاء التوقيت الصيفي في الولايات المتحدة

أعرب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، عن رغبته في إلغاء التحول إلى التوقيت الصيفي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ مؤسس شركة «أمازون» الأميركية العملاقة جيف بيزوس متحدثاً في لاس فيغاس (أ.ب)

عمالقة التكنولوجيا يخطبون ودّ ترمب… بالملايين

اصطف مليارديرات صناعة التكنولوجيا الأميركيون، وآخرهم مؤسس «أمازون» جيف بيزوس، لخطب ود الرئيس المنتخب قبل عودته للبيت الأبيض من خلال تبرعات بملايين الدولارات.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب في ولايته الأولى رئيساً للولايات المتحدة يلوح بيده خلال اجتماع ثنائي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان في 28 يونيو 2019 (رويترز)

ترمب ينتقد قرار بايدن إرسال صواريخ تستهدف العمق الروسي ويصفه بالأحمق

موسكو ترحب بانتقادات دونالد ترمب لقرار جو بايدن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أميركية بعيدة المدى ضد أهداف داخل عمق الأراضي الروسية

هبة القدسي (واشنطن)
المشرق العربي وزيرا الخارجية التركي هاكان فيدان والأميركي أنتوني بلينكن خلال إفادة صحافية مشتركة بعد مباحثاتهما في أنقرة الجمعة (رويترز)

«توافق عام» تركي - أميركي على مستقبل سوريا ما بعد الأسد

سيطر ملفان رئيسيان على مباحثات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في أنقرة؛ أولهما مستقبل سوريا ما بعد بشار الأسد، والثاني التباين حول مكافحة الإرهاب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».