«صندوق النقد» ينهي مراجعة لبرنامج قروض مع أوكرانيا

«صندوق النقد» ينهي مراجعة لبرنامج قروض مع أوكرانيا
TT

«صندوق النقد» ينهي مراجعة لبرنامج قروض مع أوكرانيا

«صندوق النقد» ينهي مراجعة لبرنامج قروض مع أوكرانيا

أنهى صندوق النقد الدولي مراجعة عن بعد لبرنامج قروض بقيمة خمسة مليارات دولار مع أوكرانيا، لكن لم يسمح بالشريحة التالية من المساعدات، نظرا لأنه لم يتم الوفاء بالشروط، وفقا لما ذكرته بلومبرغ السبت.
وعقد الصندوق ومقره واشنطن مناقشات مع الحكومة الأوكرانية لأكثر من شهر، حيث طلبت البلاد صرف مبلغ بقيمة 700 مليون دولار، كان مقررا له في الأصل سبتمبر (أيلول) 2020.
وكانت التوقعات تشير إلى مد أجل القرض، الذي تم التوقيع عليه في يونيو (حزيران) عام 2020، وانتهى أجله في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لمدة ستة أشهر.
وتركزت المحادثات على مجالات، بما فيها تعزيز الحوكمة في البنك المركزي وتحسين الإطار التشريعي والتنظيمي للرقابة المصرفية وتعزيز نظم مكافحة الفساد، طبقا لما ذكره الصندوق.
وقال جويستا ليونجمان، رئيس مكتب الصندوق في أوكرانيا في بيان أمس السبت: «كانت المناقشات بناءة، لكن هناك حاجة لمزيد من التقدم لتعزيز استكمال المراجعة الأولى، بموجب البرنامج». وأضاف «ستتواصل المناقشات».
وتريد أوكرانيا الجزء المقبل من مساعدات الصندوق للمساعدة في تخفيف الأضرار التي لحقت باقتصادها جراء أزمة جائحة فيروس كورونا، حيث تخرج البلاد البالغ عدد سكانها 40 مليون نسمة من أحدث إغلاق تم فرضه الشهر الماضي.
ويتم وقف صرف الجزء المقبل من المساعدات بسبب مخاوف تتعلق بتراجع جهود مكافحة الكسب غير المشروع. وعادت أوكرانيا، ديسمبر (كانون الأول) الماضي، إلى أسواق الدين الدولية، بدخول سوق السندات الدولارية، بعد أيام فقط من تأمين قرض من الاتحاد الأوروبي.
وعرضت أوكرانيا سندات بقيمة 500 مليون دولار بفائدة تبلغ 7.253 في المائة تستحق في عام 2033.
كانت أوكرانيا قد حصلت على قرض بقيمة 600 مليون يورو (727 مليون دولار) من الاتحاد الأوروبي أوائل شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وقال رئيس الوزراء دينيس شيمهال وقتها إنه يتوقع إعلانا من بعثة صندوق النقد الدولي قريبا بشأن تحقيق تقدم من أجل استئناف برنامج إقراض بقيمة 5 مليارات دولار. واعتمد البرلمان الأوكراني موازنة عام 2021 وهي خطوة مطلوبة من قبل صندوق النقد.



لاغارد: عملية خفض التضخم تسير على المسار الصحيح

رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد تعقد مؤتمراً صحافياً في فرنكفورت 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد تعقد مؤتمراً صحافياً في فرنكفورت 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

لاغارد: عملية خفض التضخم تسير على المسار الصحيح

رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد تعقد مؤتمراً صحافياً في فرنكفورت 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد تعقد مؤتمراً صحافياً في فرنكفورت 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، إن قرار مجلس الإدارة بخفض أسعار الفائدة الرئيسية الثلاثة للمركزي الأوروبي بمقدار 25 نقطة أساس، يستند إلى التقييم المحدث لآفاق التضخم، وديناميكيات التضخم الأساسي، وقوة انتقال السياسة النقدية. وأشارت، في المؤتمر الصحافي عقب إصدار القرار، إلى أن عملية خفض التضخم تسير وفق المسار المخطط لها.

ويتوقع موظفو البنك أن يكون متوسط التضخم الرئيسي 2.4 في المائة خلال 2024، و2.1 في المائة خلال 2025، و1.9 في المائة خلال 2026، و2.1 في المائة خلال 2027، عندما يبدأ العمل بنظام تداول الانبعاثات الموسّع في الاتحاد الأوروبي. وبالنسبة للتضخم، الذي يستثني الطاقة والطعام، يتوقع الموظفون متوسطاً يبلغ 2.9 في المائة خلال 2024، و2.3 في المائة خلال 2025، و1.9 في المائة في كل من 2026 و2027.

وأضافت لاغارد: «يشير معظم مقاييس التضخم الأساسي إلى أن التضخم سيستقر حول هدفنا متوسط المدى البالغ 2 في المائة بشكل مستدام. وعلى الرغم من انخفاض التضخم المحلي قليلاً، فإنه لا يزال مرتفعاً. ويرجع ذلك، في الغالب، إلى أن الأجور والأسعار في بعض القطاعات لا تزال تتكيف مع الزيادة السابقة في التضخم بتأخير ملحوظ».

وتابعت: «جرى تسهيل شروط التمويل، حيث أصبح الاقتراض الجديد أقل تكلفة للشركات والأُسر تدريجياً نتيجة خفض الفائدة الأخير. لكن هذه الشروط لا تزال مشددة؛ لأن سياستنا النقدية تظل تقييدية، والفوائد المرتفعة السابقة لا تزال تؤثر على رصيد الائتمان القائم».

ويتوقع الموظفون، الآن، تعافياً اقتصادياً أبطأ من التوقعات السابقة في سبتمبر (أيلول) الماضي. وعلى الرغم من تسارع النمو، خلال الربع الثالث من هذا العام، تشير المؤشرات إلى تباطؤه خلال الربع الحالي. ويتوقع الموظفون أن ينمو الاقتصاد بنسبة 0.7 في المائة خلال 2024، و1.1 في المائة خلال 2025، و1.4 في المائة خلال 2026، و1.3 في المائة خلال 2027.

وقالت لاغارد: «نحن ملتزمون بضمان استقرار التضخم بشكل مستدام عند هدفنا متوسط المدى البالغ 2 في المائة. سنتبع نهجاً يعتمد على البيانات ويعتمد على الاجتماع تلو الآخر لتحديد السياسة النقدية المناسبة. بشكل خاص، ستكون قراراتنا بشأن الفائدة مبنية على تقييمنا لآفاق التضخم في ضوء البيانات الاقتصادية والمالية الواردة، وديناميكيات التضخم الأساسي، وقوة انتقال السياسة النقدية. نحن لا نلتزم مسبقاً بمسار معين للفائدة».

النشاط الاقتصادي

نما الاقتصاد بنسبة 0.4 في المائة، خلال الربع الثالث، متجاوزاً التوقعات. وكان النمو مدفوعاً أساساً بزيادة الاستهلاك، جزئياً نتيجة العوامل الفريدة التي عزّزت السياحة في الصيف، وبناء الشركات للمخزونات. لكن أحدث المعلومات يشير إلى فقدان الاقتصاد الزخمَ. وتشير الاستطلاعات إلى أن التصنيع لا يزال في حالة انكماش، وأن نمو الخدمات يتباطأ. وتُحجم الشركات عن زيادة الإنفاق على الاستثمار في ظل الطلب الضعيف وآفاق غير مؤكَّدة. كما أن الصادرات ضعيفة، مع مواجهة بعض الصناعات الأوروبية صعوبة في الحفاظ على قدرتها التنافسية.

ووفق لاغارد، لا تزال سوق العمل مرنة، حيث نما التوظيف بنسبة 0.2 في المائة خلال الربع الثالث، متجاوزاً التوقعات. وظلَّ معدل البطالة عند أدنى مستوى تاريخي له بنسبة 6.3 في المائة خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وفي الوقت نفسه، لا يزال الطلب على العمل في تراجع، حيث انخفض معدل الوظائف الشاغرة إلى 2.5 في المائة خلال الربع الثالث، وهو أقل بمقدار 0.8 نقطة مئوية من ذروته. وتشير الاستطلاعات أيضاً إلى تقليص خلق الوظائف في الربع الحالي.

تقييم المخاطر

أشارت لاغارد إلى أن المخاطر الاقتصادية تظل مائلة نحو الجانب السلبي، حيث يمكن أن تؤثر الاحتكاكات التجارية والتوترات الجيوسياسية على نمو منطقة اليورو، وتقلل من الصادرات وتضعف الاقتصاد العالمي. كما قد يعوق تراجع الثقة تعافي الاستهلاك والاستثمار. في المقابل، قد يتحسن النمو إذا أسهمت الظروف المالية الميسَّرة وانخفاض التضخم في تسريع التعافي المحلي.

وأضافت: «قد يرتفع التضخم إذا زادت الأجور أو الأرباح أكثر من المتوقع، كما أن التوترات الجيوسياسية قد تدفع أسعار الطاقة والشحن إلى الارتفاع، وتؤثر سلباً على التجارة العالمية. علاوة على ذلك، قد تؤدي الأحداث المناخية المتطرفة إلى زيادة أسعار المواد الغذائية بشكل أكبر. في المقابل، قد ينخفض التضخم إذا أدى انخفاض الثقة والمخاوف الجيوسياسية إلى إبطاء تعافي الاستهلاك والاستثمار، أو إذا كانت السياسة النقدية تعوق الطلب أكثر من المتوقع، أو إذا تفاقم الوضع الاقتصادي عالمياً. كما يمكن أن تزيد التوترات التجارية من عدم اليقين بشأن آفاق التضخم في منطقة اليورو».