وفاة حارس ابن لادن... {السجين الأول} في غوانتانامو

إبراهيم إدريس ألقي القبض عليه في باكستان هارباً من معركة تورا بورا وأعيد إلى السودان عام 2013

السوداني إدريس لدى إعادته من غوانتانامو إلى وطنه في ديسمبر 2013 (نيويورك تايمز)
السوداني إدريس لدى إعادته من غوانتانامو إلى وطنه في ديسمبر 2013 (نيويورك تايمز)
TT

وفاة حارس ابن لادن... {السجين الأول} في غوانتانامو

السوداني إدريس لدى إعادته من غوانتانامو إلى وطنه في ديسمبر 2013 (نيويورك تايمز)
السوداني إدريس لدى إعادته من غوانتانامو إلى وطنه في ديسمبر 2013 (نيويورك تايمز)

توفي المعتقل السوداني إبراهيم عثمان إبراهيم إدريس، أول من أمس، في مدينة بورتسودان السودانية عن عمر 60 عاما. كان إدريس قد نقل إلى سجن غوانتانامو في كوبا في اليوم الأول لافتتاح معتقل «أكس راي» باعتباره حارساً شخصياً مشتبهاً به لأسامة بن لادن، وأطلق سراحه بعد ذلك من قبل إدارة أوباما باعتباره أضعف من أن يشكل تهديداً على الولايات المتحدة.
كان فريق العمل المعني بمراجعة معتقلي غوانتانامو قد أوصى في يناير (كانون الثاني) 2010 بنقل إبراهيم عثمان إبراهيم إدريس إلى السودان، لكن التوصية لم تنفذ سوى في 18 ديسمبر (كانون الأول) 2013.
وعزا كريستوفر كوران، المحامي الذي يمثل المصالح السودانية في واشنطن، الوفاة إلى «المضاعفات الطبية الناجمة عن فترة اعتقاله في غوانتانامو» وفق «نيويورك تايمز» أمس. وفيما لم يعرف السبب الدقيق للوفاة، فقد أوردت التقارير أن إدريس كان قعيد الفراش في منزل والدته في مسقط رأسه في بورتسودان، بحسب السجين السوداني السابق وزميله في غوانتانامو سامي الحاج، وزعم أن إدريس تعرض للتعذيب في القاعدة البحرية الأميركية في غوانتانامو.
وكان إدريس قد اعتقل في باكستان إثر هروبه من معركة تورا بورا في ديسمبر عام 2001، تحديدا بعد ثلاثة أشهر من اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 الإرهابية.
وكان يعتقد في البداية أنه أحد المقربين من بن لادن، وأنه يملك التفاصيل الأمنية له، بحسب تسريب استخباراتي أميركي لملفه الشخصي يعود لعام 2008، غير أنه لم يوجَّه له اتهام بارتكاب جريمة، ونفى هذه المزاعم. كان إبراهيم عثمان إدريس من بين 20 سجيناً في غوانتانامو في 11 يناير 2002. وكان السجين الأول لافتتاح المعتقل في الهواء الطلق والذي أطلق عليه ابن ذلك، اسم «معسكر أكس راي» باعتباره مكاناً لاعتقال واستجواب «المقاتلين الأعداء»، وهو المعتقل الذي انتشرت صوره برجال راكعين على ركبهم في ملابس برتقالية اللون مقيدين من المعصمين ومعصوبي العينين بين سورين من الأسلاك الشائكة. وأظهرت السجلات الطبية أن إدريس قضى فترات طويلة في «وحدة الصحة السلوكية بالسجن»، حيث خلص الطبيب النفسي في الجيش إلى أنه يعاني من الفصام، بالإضافة إلى إصابته بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم.
وفي 18 ديسمبر 2013 تمت إعادته إلى وطنه، في حالة نادرة لم تعارض فيها الحكومة الالتماس المقدم إلى محكمة فيدرالية للإفراج عن سجين في غوانتانامو.
واستند الالتماس إلى بنود القانون المحلي والدولي الذي ينص على أنه «إذا كان المعتقل مريضاً لدرجة أنه لا يستطيع العودة إلى ساحة المعركة، فيمكن إعادته إلى وطنه». ووصفه محاموه بأنه مريض جداً لدرجة أنه لا يمكن أن يشكل تهديداً لأي شخص، ولم تطعن الولايات المتحدة على القرار. وقال إيان سي موس، الدبلوماسي السابق في وزارة الخارجية الذي رتب لنقل إدريس، أول من أمس: «بالنظر إلى مرضه، كان من الواضح أنه يقيم في المنزل وسط عائلته، حيث يحصل على أفضل رعاية».
وكان السودان في ذلك الوقت لا يزال على قائمة الدول الراعية للإرهاب، لكنه أعيد إلى بلاده رغم ذلك نظراً لصدور قرار الإفراج عنه من محكمة فيدرالية.


مقالات ذات صلة

غوانتانامو... ما سبب بقائه مفتوحاً حتى الآن؟!

تحليل إخباري خفض البنتاغون مؤخراً عدد العاملين في السجن بأكثر من النصف (نيويورك تايمز)

غوانتانامو... ما سبب بقائه مفتوحاً حتى الآن؟!

لم يبق في السجن سوى 15 معتقلاً، بعد أن كان يضم مئات الأشخاص عند افتتاحه قبل 23 عاماً. لكن العملية المكلفة قد تستمر لسنوات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أفريقيا جنود ماليون خلال تدريبات عسكرية على مواجهة الإرهاب (أ.ف.ب)

تنظيم «القاعدة» يهاجم مدينة مالية على حدود موريتانيا

يأتي الهجوم في وقت يصعّد تنظيم «القاعدة» من هجماته المسلحة في وسط وشمال مالي، فيما يكثف الجيش المالي من عملياته العسكرية ضد معاقل التنظيم.

الشيخ محمد (نواكشوط)
الولايات المتحدة​ سجين في مركز الاحتجاز رقم 6 بخليج غوانتانامو في عام 2019 - يوجد الآن 15 رجلاً متبقين في السجن (نيويورك تايمز)

واشنطن ترسل 11 من سجناء غوانتانامو لعمان

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الاثنين، أن الجيش أرسل 11 سجيناً يمنياً من سجن غوانتانامو إلى عمان، كي يبدأوا حياة جديدة، ليتبقى بذلك 15 رجلاً بالسجن.

كارول روزنبرغ
أفريقيا تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)

وفاة زعيم محلي في مالي اختطفه تنظيم «القاعدة»

أعلن تنظيم «القاعدة» أن زعيم مجموعة محلية يتمتع بنفوذ واسع في مالي وغرب أفريقيا توفي حين كان رهينة بحوزة مجموعة تابعة للتنظيم في حادثة أثارت ردود فعل غاضبة

الشيخ محمد (نواكشوط )
أفريقيا وزير الدفاع التونسي خالد السهيلي بجلسة عمل مع ممثل البنتاغون في سياق التنسيق الأمني والعسكري بين سلطات البلدين (من موقع وزارة الدفاع التونسية)

تونس: إيقاف متهمين بالانتماء إلى «تنظيم إرهابي»

كشفت مصادر أمنية رسمية تونسية عن أن قوات مكافحة الإرهاب والحرس الوطني أوقفت مؤخراً مجموعة من المتهمين بالانتماء إلى «تنظيم إرهابي» في محافظات تونسية عدة.

كمال بن يونس (تونس)

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».