«أنا طفلة»... غضب أميركي من سوء تعامل الشرطة مع أبناء السود

لقطة من فيديو يرصد تعامل الشرطة الأميركية من الطفلة (أ.ب)
لقطة من فيديو يرصد تعامل الشرطة الأميركية من الطفلة (أ.ب)
TT

«أنا طفلة»... غضب أميركي من سوء تعامل الشرطة مع أبناء السود

لقطة من فيديو يرصد تعامل الشرطة الأميركية من الطفلة (أ.ب)
لقطة من فيديو يرصد تعامل الشرطة الأميركية من الطفلة (أ.ب)

أثارت واقعة استخدام ضابط شرطة أميركي رذاذ الفلفل ضد طفلة سوداء عمرها 9 سنوات كانت مكبلة اليدين في مدينة روتشستر بولاية نيويورك، غضبا باعتبارها أحدث مثال على سوء معاملة رجال الأمن للسود والتي أظهرت أن حتى الأطفال السود ليسوا بمنأى عنها، بحسب شبكة «إيه بي سي» الأميركية.
وتعود أحداث الواقعة عندما صرخت الطفلة في وجه الشرطي بعدما رشها برذاذ الفلفل وهي مكبلة الأيدي في المقعد الخلفي لسيارة شرطة: «أنا طفلة».
وكانت والدة الطفلة اتصلت بالشرطة في 29 يناير (كانون الثاني) بعد مشادة مع زوجها، وقالت إنها طلبت من الضباط الاتصال بخدمات الصحة العقلية عندما أصبحت ابنتها مستاءة بشكل متزايد.
لكن فيديو سجلته كاميرا جسم الشرطة يظهر تواجد الضباط في مكان الحادث، حيث قاموا بتقييد يدي الفتاة خلف ظهرها وحاولوا إدخالها إلى سيارة الشرطة بالقوة بينما كانت ترفض وقال لها ضابط «أنت تتصرفين كطفلة»، فردت عليه: «أنا طفلة» ثم رشها بالفلفل الرزاز وظلت تصرخ «من فضلك، امسح عيني من فضلك».
وأوضحت الشبكة أن الولايات المتحدة كانت شهدت غضبا تجاه
وحشية الشرطة والظلم العنصري في أعقاب وفاة المواطن الأسود جورج فلويد في مايو (آذار) الماضي على يد شرطي، ولكن واقعة الفتاة توضح كيف أنه حتى الأطفال الصغار لم يسلموا من تلك المعاملة.
وكانت السلطات الأميركية أصدرت قرارا بإيقاف الضباط عن العمل لحين إجراء تحقيق.
وقالت الشبكة الأميركية إن الأبحاث تظهر أن الأطفال السود غالبا ما ينظر إليهم على أنهم أكبر سنًا مما هم عليه، وينظر إليهم كذلك على أنهم تهديد أو خطر.
ويذكر مدافعون عن الأطفال السود أن هذا الاعتقاد يؤدي إلى تعامل الشرطة مع هؤلاء الأطفال بطرق لا يعاملون بها الأطفال البيض.
ولفتوا إلى أن بعض حالات العنف أسفرت عن وفاة أطفال مثل مقتل الصبي الأسود تمير رايس (12 عامًا) برصاص ضابط شرطة أبيض في كليفلاند في عام 2014.
وقالت كريستين هينينج، أستاذة القانون ومديرة عيادة مبادرة عدالة الأحداث في جامعة جورج تاون: «لم يتم منح الأطفال السود أبدا فرصتهم ليكونوا أطفالًا».
وتابعت: «لقد كان ينظر إلى الأطفال السود على أنهم أكبر سنًا وأكثر ذنبًا وأقل قابلية لإعادة التأهيل وأقل استحقاقًا للمفاهيم الغربية للبراءة والطفولة».
وكذلك رصدت دراسة نشرت في مجلة Pediatrics خلال عام 2020 أن الأطفال والمراهقين السود أكثر عرضة بمقدار ستة أضعاف للموت برصاص الشرطة عن الأطفال البيض.
وكانت الدراسة حللت بيانات عن وقائع استخدام الشرطة للقوة ضد شبان تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاما من 2003 إلى 2018.
وقالت الشبكة الأميركية إن دراسات أخرى قالت إن احتمالات أن يسجن الشباب السود أكبر خمس مرات من الشباب البيض.
ووجدت دراسات أن المراهقين الملونين أكثر عرضة للاعتقال مقارنة بأقرانهم البيض، وأن الأمر لا يقتصر على الشرطة حيث إن الطلاب السود يواجهون معدلات أعلى من الطرد من المدرسة.


مقالات ذات صلة

لأول مرة... المفوض السامي لحقوق الإنسان يزور سوريا

المشرق العربي مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك (إ.ب.أ)

لأول مرة... المفوض السامي لحقوق الإنسان يزور سوريا

وصل مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إلى العاصمة السورية دمشق اليوم (الثلاثاء) في أول زيارة يقوم بها إلى البلاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شمال افريقيا سودانيون يحاولون الدخول إلى حافلة في بورتسودان (أ.ف.ب)

بلينكن يؤكد ارتكاب «الدعم السريع» إبادة في السودان

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن واشنطن تأكدت أن أعضاء «قوات الدعم السريع» والجماعات المتحالفة معها ارتكبوا إبادة جماعية في السودان.

المشرق العربي وقفة احتجاجية للمطالبة بمعلومات عن الناشطين السوريين سميرة خليل ورزان زيتونة ووائل حمادة وناظم الحمادي الذين اختطفهم مجهولون في ديسمبر 2013 (أ.ف.ب)

متظاهرون في دوما السورية يطالبون بمعرفة مصير ناشطين مفقودين منذ 11 عاماً

تجمّع عشرات المتظاهرين في دوما بريف دمشق، مطالبين بمعرفة مصير أربعة ناشطين فُقدوا قبل 11 عاماً في هذه المدينة التي كانت تسيطر عليها فصائل معارضة.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
خاص من معرض سويسري لصور الضحايا في «ملفات قيصر» (أ.ف.ب) play-circle 01:43

خاص «سامي»: في البداية كنت أبكي أمام صور ضحايا الأسد ثم تبلّدت مشاعري

في الحلقة الأخيرة من مقابلته الموسّعة مع «الشرق الأوسط»، يروي «مهرّب» ملفات «قيصر» أسامة عثمان، كيف عاش لسنوات مع صور ضحايا التعذيب «كأنهم أصدقائي».

غسان شربل (باريس)
المشرق العربي وزير الإعلام السوري محمد العمر يتحدث إلى وسائل الإعلام خلال اجتماع في دمشق (أ.ف.ب)

وزير الإعلام السوري يتعهّد بالعمل على تعزيز حرية الصحافة والتعبير

قال وزير الإعلام السوري الجديد محمد العمر إنه يعمل من أجل «بناء إعلام حر»، متعهداً بضمان «حرية التعبير» ببلد عانت فيه وسائل الإعلام لعقود من التقييد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

أكثر من نصفهم في غزة... عدد قياسي لضحايا الأسلحة المتفجرة في 2024

فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
TT

أكثر من نصفهم في غزة... عدد قياسي لضحايا الأسلحة المتفجرة في 2024

فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)

خلُص تقرير جديد إلى أن عدد ضحايا الأسلحة المتفجرة من المدنيين وصل إلى أعلى مستوياته عالمياً منذ أكثر من عقد من الزمان، وذلك بعد الخسائر المدمرة للقصف المُكثف لغزة ولبنان، والحرب الدائرة في أوكرانيا.

ووفق صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد قالت منظمة «العمل على الحد من العنف المسلح» (AOAV)، ومقرها المملكة المتحدة، إن هناك أكثر من 61 ألف مدني قُتل أو أصيب خلال عام 2024، بزيادة قدرها 67 في المائة على العام الماضي، وهو أكبر عدد أحصته منذ بدأت مسحها في عام 2010.

ووفق التقرير، فقد تسببت الحرب الإسرائيلية على غزة بنحو 55 في المائة من إجمالي عدد المدنيين المسجلين «قتلى أو جرحى» خلال العام؛ إذ بلغ عددهم أكثر من 33 ألفاً، في حين كانت الهجمات الروسية في أوكرانيا السبب الثاني للوفاة أو الإصابة بنسبة 19 في المائة (أكثر من 11 ألف قتيل وجريح).

فلسطينيون يؤدون صلاة الجنازة على أقاربهم الذين قُتلوا بالغارات الجوية الإسرائيلية في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح (د.ب.أ)

وشكّلت الصراعات في السودان وميانمار معاً 8 في المائة من إجمالي عدد الضحايا.

ووصف إيان أوفيرتون، المدير التنفيذي لمنظمة «العمل على الحد من العنف المسلح»، الأرقام بأنها «مروعة».

وأضاف قائلاً: «كان 2024 عاماً كارثياً للمدنيين الذين وقعوا في فخ العنف المتفجر، خصوصاً في غزة وأوكرانيا ولبنان. ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاهل حجم الضرر الناجم عن هذه الصراعات».

هناك أكثر من 61 ألف مدني قُتل أو أصيب خلال عام 2024 (أ.ب)

وتستند منظمة «العمل على الحد من العنف المسلح» في تقديراتها إلى تقارير إعلامية باللغة الإنجليزية فقط عن حوادث العنف المتفجر على مستوى العالم، ومن ثم فهي غالباً ما تحسب أعداداً أقل من الأعداد الحقيقية للمدنيين القتلى والجرحى.

ومع ذلك، فإن استخدام المنظمة المنهجية نفسها منذ عام 2010 يسمح بمقارنة الضرر الناجم عن المتفجرات بين كل عام، ما يُعطي مؤشراً على ما إذا كان العنف يتزايد عالمياً أم لا.