يترقب لبنان نتيجة الحراك الخارجي المرتبط بمشاورات تشكيل الحكومة ولا سيما الفرنسي منه بعد لقاء عقد مساء أول من أمس بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الذي ستكون له كلمة في ذكرى اغتيال والده رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، بعد غد الأحد.
ولا تزال المواقف من قبل الأفرقاء السياسيين على حالها حيث عاد «التيار الوطني الحر» على لسان الوزير السابق غسان عطا الله، وأكد رفض حكومة مصغرة من 18 وزيرا، معتبرا «أن هذا الأمر بات محسوما بعدما أصبح التفاوض على حكومة من 20 أو 22 وزيرا»، في وقت قالت مصادر رئاسة الجمهورية لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا الأمر لم يحسم حتى الساعة في ضوء الاختلاف في مقاربة كل من رئيس الجمهورية ميشال عون الذي يطالب بـ20 وزيرا، والحريري الذي يتمسك بـ18 وزيرا».
وقال عطا الله في حديث تلفزيوني إن «الحديث هو عن حكومة من 20 أو 22 وزيرا، وحكومة 18 وزيرا باتت وراءنا، ولن يكون هناك ثلث معطل لأحد على الإطلاق»، مع تأكيده على ضرورة أن تتمثل كل الطوائف وتحديدا فيما يتعلق بالدروز والكاثوليك.
في المقابل، قالت مصادر في «الثنائي» الشيعي لـ«الشرق الأوسط» إن «الطرح الأبرز اليوم هو حكومة من 18 وزيرا تتوزع فيها الحصص على ثلاثة، أي ستة وزراء للحريري وستة لعون وستة للثنائي الشيعي (حركة أمل وحزب الله)، بناء على الطرح الأخير لرئيس البرلمان نبيه بري».
وفيما عاد نائب رئيس «تيار المستقبل» مصطفى علوش ورمى الكرة في ملعب رئيس الجمهورية، قالت المصادر إن الأهم يبقى في المرحلة المقبلة لعودة الحرارة بين عون والحريري، معتبرة أن الأيام القليلة القادمة ستكون حاسمة على أكثر من خط، أبرزها عودة الحريري إلى بيروت وسقف كلمته المرتقبة يوم الأحد التي لا بدّ أن تعكس ما ستكون عليه المرحلة المقبلة، إضافة إلى ما سيصدر رسميا من قبل «التيار الوطني الحر» بعد اجتماعه الدوري نهاية الأسبوع، وعما إذا كان سيظهر ليونة أم استمرارا في التصلب لا سيما في ضوء المعلومات التي تشير إلى اتصالات خارجية أجريت مع النائب جبران باسيل، في موازاة الدور الذي يلعبه الفاتيكان ويمثل البطريرك الماروني بشارة الراعي صوته التصعيدي في لبنان.
وقال علوش إن «زيارة الحريري لماكرون مساء أول من أمس، لن تحدث خرقاً حكومياً لأنها بحاجة إلى تفاهم بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية». وأكد «أن ما يحرّك الجمود هو مبادرة من الرئيس ميشال عون والتخلي عن فكرة السيطرة على الحكومة من خلال تسمية ستة وزراء زائد واحد، وإلا فكل حراك داخلي أو خارجي لن يؤدي الى أي نتائج».
وشدد علوش على أن الحقيقة هي عكس ما تنفيه الدائرة الإعلامية للقصر الجمهوري حول الثلث المعطل، مشيراً إلى أن الحريري مصر على أن يعرض هو تشكيلة كاملة من خارج الأحزاب فيما الرئيس عون مصرّ على اختيار من ينال موافقة النائب جبران باسيل.
وكان مكتب الحريري أعلن مساء الأربعاء أن رئيس الحكومة المكلف لبّى دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى عشاء عمل في قصر الرئاسة الفرنسية، وتناول اللقاء الذي دام ساعتين آخر التطورات الإقليمية ومساعي الحريري لحشد الدعم للبنان في مواجهة الأزمات التي يواجهها، إضافة إلى جهود فرنسا ورئيسها لتحضير الدعم الدولي للبنان فور تشكيل حكومة قادرة على القيام بالإصلاحات اللازمة لوقف الانهيار الاقتصادي وإعادة إعمار ما تدمر في بيروت جراء انفجار المرفأ في أغسطس (آب) الماضي. ولفت البيان إلى أن الحريري وماكرون بحثا الصعوبات الداخلية التي تعترض تشكيل الحكومة والسبل الممكنة لتذليلها.
الحريري وماكرون بحثا تذليل الصعوبات في وجه تشكيل الحكومة
الحريري وماكرون بحثا تذليل الصعوبات في وجه تشكيل الحكومة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة