آفاق أضعف للاقتصاد الأوروبي مع تشديد الجائحة قبضتها على القارة

تتوقع المفوضية الأوروبية أن آفاق الأجل القريب للاقتصاد الأوروبي تبدو أضعف مما كان متوقعاً في الخريف الماضي (رويترز)
تتوقع المفوضية الأوروبية أن آفاق الأجل القريب للاقتصاد الأوروبي تبدو أضعف مما كان متوقعاً في الخريف الماضي (رويترز)
TT
20

آفاق أضعف للاقتصاد الأوروبي مع تشديد الجائحة قبضتها على القارة

تتوقع المفوضية الأوروبية أن آفاق الأجل القريب للاقتصاد الأوروبي تبدو أضعف مما كان متوقعاً في الخريف الماضي (رويترز)
تتوقع المفوضية الأوروبية أن آفاق الأجل القريب للاقتصاد الأوروبي تبدو أضعف مما كان متوقعاً في الخريف الماضي (رويترز)

قالت المفوضية الأوروبية إن اقتصاد منطقة اليورو سيشهد انتعاشاً أقل مما كان متوقعاً في وقت سابق نتيجة الركود الناجم عن جائحة «كورونا» هذا العام؛ إذ تضع موجة ثانية من الوباء الاقتصادات في عزل عام جديد، مضيفة أن النمو في 2022 سيكون أقوى مما كان يُعتقد سابقاً.
وتوقعت المفوضية الأوروبية نمواً اقتصادياً في الدول التسع عشرة التي تستخدم اليورو، قدره 3.8 في المائة هذا العام وفي 2022 أيضاً، ارتفاعاً من تراجع 6.8 في المائة في 2020. وكانت المفوضية قد توقعت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي نمواً لمنطقة اليورو في 2021 عند 4.2 في المائة، وفي 2022 عند 3 في المائة، مقابل تراجع 7.8 في المائة خلال 2020.
وقالت الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي في توقع اقتصادي مرحلي للتكتل الذي يضم 27 دولة: «آفاق الأجل القريب بالنسبة للاقتصاد الأوروبي تبدو أضعف مما كان متوقعاً في الخريف الماضي؛ إذ شددت الجائحة قبضتها على القارة». وأضافت: «بالتالي يُتوقع أن الاقتصاد الأوروبي اختتم عام 2020 وبدأ العام الجديد من موطئ قدم ضعيف. لكن الضوء لاح الآن في نهاية النفق، فمع اكتساب حملات التطعيم زخماً ومع انحسار الضغوط على الأنظمة الصحية، من المتوقع تخفيف إجراءات الاحتواء تدريجياً».
وأضافت أنه كلما زاد عدد المواطنين الذين تلقوا تطعيمات ضد «كورونا»، عزز ذلك من احتمالات تعافي اقتصاد منطقة اليورو لمستويات ما قبل اندلاع الجائحة، وهو المتوقع تحققه بحلول منتصف العام المقبل 2022. وقالت إن عملية التعافي لن تسير بالتوازي في دول المنطقة كافة، فمن المتوقع أن تتأخر في دول مثل إيطاليا وإسبانيا حتى نهاية 2022.
ومع استمرار فرض إجراءات العزل العام، سينكمش اقتصاد منطقة اليورو مجدداً في الربع الأول من 2021 بعد انكماشه في الربع الأخير من 2020. وقالت المفوضية إن نمو أسعار المستهلكين سيتسارع ليقترب أكثر من هدف البنك المركزي الأوروبي دون اثنين في المائة لكن قربه، في الأجل المتوسط. وتوقعت تضخماً 1.4 في المائة خلال 2021، و1.3 في المائة خلال 2022، ارتفاعا من 0.3 في المائة خلال 2020.
وتوقع صندوق النقد الدولي الشهر الماضي أن الاقتصادين الأميركي والياباني سيعودان إلى مستويات ما قبل الجائحة بحلول نهاية العام الحالي، لكن اقتصاد الدول التسع عشرة التي تتشارك في اليورو لن يلحق بهما حتى العام المقبل.
وقال فالديس دومبروفسكيس، نائب رئيس المفوضية الأوروبية، الذي يشرف على الشؤون الاقتصادية والتجارة، لـ«رويترز» يوم الاثنين الماضي، إن أوروبا أبطأ في التعافي؛ لأن سلطات الصحة العامة في الاتحاد الأوروبي استغرقت وقتاً أطول من الولايات المتحدة وبريطانيا في الموافقة على لقاحات للاستخدام العام. وأضاف: «نتوقع أن يعود الاقتصاد الأوروبي إلى مستويات ما قبل الأزمة في 2022». ومساء الثلاثاء، وافق أعضاء البرلمان الأوروبي على خطة «المرونة والتعافي» للتكتل، مما يمهد الطريق أمام الدول الأعضاء للوصول إلى نحو 700 مليار يورو (850 مليار دولار) في صورة قروض ومنح، للتغلب على الآثار الاقتصادية لأزمة فيروس «كورونا» المستجد.
وستوزَّع المنح، التي تبلغ قيمتها نحو 300 مليار يورو، للإنفاق على الاستثمارات والإصلاحات الخاصة بتحفيز اقتصادات الدول. وللوصول إلى المال، يتعين أن تقدم الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي خطط الإنفاق لديها بحلول 30 أبريل (نيسان) المقبل. وسيتعين على المفوضية ودول الاتحاد الأوروبي بعد ذلك الموافقة على كل خطة.



لبنان يُخطط لاجتماعات مع حاملي السندات خلال عام لإعادة هيكلة الدين

ياسين جابر خلال مقابلة مع «رويترز» في وزارة المالية ببيروت (رويترز)
ياسين جابر خلال مقابلة مع «رويترز» في وزارة المالية ببيروت (رويترز)
TT
20

لبنان يُخطط لاجتماعات مع حاملي السندات خلال عام لإعادة هيكلة الدين

ياسين جابر خلال مقابلة مع «رويترز» في وزارة المالية ببيروت (رويترز)
ياسين جابر خلال مقابلة مع «رويترز» في وزارة المالية ببيروت (رويترز)

قال وزير المالية اللبناني، ياسين جابر، الثلاثاء، إن المسؤولين في بيروت يأملون في عقد اجتماعات مع حاملي السندات الدولية خلال الاثني عشر شهراً المقبلة لمناقشة إعادة هيكلة الدين، لكنه أوضح أنه لا توجد خطط لعقد هذه اللقاءات خلال اجتماعات الربيع للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي الأسبوع المقبل.

وفي حديثه إلى «رويترز» قبيل توجهه إلى واشنطن للمشاركة في الاجتماعات، أكد جابر أن لبنان يسعى لإظهار تقدّم ملموس في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية، التي تهدف إلى معالجة الأسباب الجذرية للانهيار المالي الذي ضرب البلاد منذ عام 2019، بعد سنوات من الفساد وسوء الإدارة المالية. وكان لبنان قد تخلَّف عن سداد ديونه الدولية البالغة 31 مليار دولار في مارس (آذار) 2020.

وردّاً على سؤال حول خطط لقاء حاملي السندات العام المقبل، قال جابر: «بالتأكيد، هذه هي المسألة الجوهرية. لا مفر من معالجتها في نهاية المطاف، ولبنان ملتزم بحل هذه الأزمة».

وشدد على أن استئناف المحادثات يتطلب أولاً تحقيق تقدم في ملفات الإصلاح، خصوصاً في القطاع المصرفي، وتعزيز الإيرادات الحكومية من خلال تحديث النظامين الضريبي والجمركي. وقال: «كان علينا أن ننجز واجباتنا أولاً، وأن نضع مسار الإصلاح على السكة الصحيحة. لا يمكننا التفاوض في حين بيتنا غارق في الفوضى».

وتُعد هذه المشاركة أول ظهور للحكومة اللبنانية الجديدة في اجتماعات مؤسسات «بريتون وودز» منذ تسلمها السلطة في فبراير (شباط)، وقد تعهّدت بالسعي للتوصل إلى برنامج جديد مع صندوق النقد الدولي. وأشار جابر إلى أنها ستكون المرة الأولى منذ أكثر من عقد التي يشارك فيها وزير مالية لبناني في هذه الاجتماعات.

ومن المقرر أن يُقدم وزير الاقتصاد، عامر بساط، عرضاً حول آفاق الاقتصاد اللبناني خلال مؤتمر للمستثمرين تنظمه «جيه بي مورغان» على هامش الاجتماعات، حسب وثائق اطلعت عليها «رويترز».

وكانت مجموعة الدائنين -التي تضم أسماء بارزة مثل «أموندي»، و«أشمور»، و«بلاك روك»، و«بلو باي»، و«فيديليتي»، و«تي رو برايس»، إلى جانب عدد من صناديق التحوّط- قد عيّنت مؤخراً مستشاراً مالياً استعداداً للدخول في مفاوضات مع لبنان. وتملك هذه المجموعة «حصة تعطيلية» تفوق 25 في المائة في عدد من سندات لبنان، ما يمنحها ثقلاً مؤثراً في أي عملية إعادة هيكلة.

يُذكر أن جزءاً كبيراً من هذه السندات مملوك للبنوك التجارية المحلية أو لمصرف لبنان، الذي اشترى في 2019 ديوناً سيادية بقيمة 3 مليارات دولار من حكومة سابقة.

وتتداول سندات لبنان حالياً عند مستويات متعثرة للغاية، تتراوح بين 15 و16 سنتاً للدولار، لكن هذا يُعد ارتفاعاً ملموساً مقارنة بالمستويات التي كانت دون 10 سنتات قبل العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في لبنان.

وكان مجلس الوزراء اللبناني قد مدّد في يناير (كانون الثاني) الماضي قانون تقادم الدعاوى القضائية المتعلقة بسندات «اليوروبوند» لثلاث سنوات إضافية، وهي خطوة وصفها جابر بأنها «طمأنة ضرورية لحاملي السندات».

وامتنع الوزير عن تحديد ما إذا كانت الحكومة ستلجأ إلى تخفيض الديون أو تمديد آجالها أو شطب جزء منها، مشيراً إلى أن التركيز في هذه المرحلة ينصب على تنفيذ الإصلاحات.

وفيما يتعلّق بخسائر النظام المالي، التي تُقدّر بنحو 84 مليار دولار، أوضح جابر أن حاكم مصرف لبنان الجديد يدرس عدداً من المقاربات لمعالجتها، مؤكداً أن الحكومة لا تُفكر حالياً في بيع احتياطياتها من الذهب التي بلغت 286 طناً، حسب تقديرات أبريل (نيسان) 2022، وارتفعت قيمتها مع صعود أسعار الذهب إلى مستويات قياسية هذا العام.