البرلمان التركي يعيد نائباً معارضاً بعد تعليق حكم بسجنه

البرلمان التركي (أرشيفية - أ.ف.ب)
البرلمان التركي (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

البرلمان التركي يعيد نائباً معارضاً بعد تعليق حكم بسجنه

البرلمان التركي (أرشيفية - أ.ف.ب)
البرلمان التركي (أرشيفية - أ.ف.ب)

أعاد البرلمان التركي، اليوم (الخميس)، نائبا من المعارضة إلى منصبه بعدما علّقت محكمة حكما بالسجن ضده أثار موجة من الغضب، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
وعاد أنيس بربر أوغلو عضو حزب المعارضة الرئيسي «حزب الشعب الجمهوري» تلقائيا إلى منصبه كنائب بعد تلاوة قرار المحكمة في مجلس النواب.
وأسقطت عضوية بربر أوغلو بعدما حكمت محكمة ابتدائية في تركيا عام 2018 عليه بالسجن لأكثر من خمس سنوات بتهمة «كشف أسرار الدولة» لأنه أرسل إلى الصحافة مقطع فيديو يعرض أجهزة الاستخبارات للخطر.
وأثار توقيفه وعزله من البرلمان ضجة كبيرة في تركيا حيث اتهمت المعارضة حكومة الرئيس رجب طيب إردوغان بمهاجمة السياسيين المعارضين في ظل تزايد القبضة الأمنية للسلطات التركية منذ محاولة الانقلاب في عام 2016.
وقدّم بربر أوغلو طعنا ضد القرار أمام المحكمة الدستورية، وهي أعلى محكمة في تركيا، مستنكرا «انتهاك حقوقه». وحكمت لمصلحته مرتين، في أكتوبر (تشرين الأول) ويناير (كانون الثاني).
وفيما تجاهل القضاء حكم المحكمة الدستورية الأول، وهو أمر أغضب المعارضة، امتثلت محكمة جنائية للحكم الثاني وأمرت الاثنين بتعليق الحكم الصادر بحق بربر أوغلو. لكن المحكمة الجنائية طالبت بإجراء محاكمة جديدة شرط رفع الحصانة البرلمانية التي استعادها بربر أوغلو خلال تصويت في مجلس النواب.
وبربر أوغلو ليس النائب المعارض الوحيد الذي أسقطت عضويته من مجلس النواب في السنوات الأخيرة، فمنذ عام 2016 أقيل أو أوقف عشرات النواب ورؤساء البلديات المؤيدين للأكراد.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.