دعوة لإعادة ترتيب الاستثمار والتشغيل في قطاع الطيران السعودي

مختصون يدعون لفتح نشاط التأجير والتملك في ظل ظروف جائحة «كورونا»

مطالب بإعادة ترتيب أنظمة قطاع الطيران السعودية في خضم جائحة «كورونا» (الشرق الأوسط)
مطالب بإعادة ترتيب أنظمة قطاع الطيران السعودية في خضم جائحة «كورونا» (الشرق الأوسط)
TT

دعوة لإعادة ترتيب الاستثمار والتشغيل في قطاع الطيران السعودي

مطالب بإعادة ترتيب أنظمة قطاع الطيران السعودية في خضم جائحة «كورونا» (الشرق الأوسط)
مطالب بإعادة ترتيب أنظمة قطاع الطيران السعودية في خضم جائحة «كورونا» (الشرق الأوسط)

دعا خبراء في مجال الطيران السعودي، الجهات المعنية في البلاد للاستفادة من هذه المرحلة الصعبة في تحديث أنظمتها الخاصة بقطاع الطيران والتشغيل، وفتح المجال أمام المستثمرين المحليين والأجانب بتملك أساطيل من الطائرات وإعادة تأجيرها، مشددين على أن هذا نوع من الحراك في ظل جائحة «كورونا» يحتاج إلى دعم وتحديث في آليات وقوانين التشغيل والاستثمار الحالية.
وفرض (كوفيد - 19) على شركات الطيران وشركات الخدمات المساندة العالمية واقعا جديدا، للخروج من أزماتها المالية قبل الدخول في أتون الإفلاس والديون التراكمية التي تسببت فيها الجائحة على مدار عام كامل.
ومن الواقع المحتمل الجديد لشركات الطيران، الدخول في مفاوضات جادة بين شركات طيران ذات أسطول محدود، وشركات كبرى لإعلان حالة الاندماج بين الجانبين في الفترة القليلة المقبلة، بحسب ما يراه مختصون في هذا الشأن، الذين توقعوا أن تقوم شركات مختلفة كبيرة وصغيرة بإعلان اندماجها، أو بإعادة بيع الأصول وإدخال مستثمرين جدد للهروب من شبح الإفلاس، أو على أقل تقدير الخروج من السوق بعد الإيفاء بالتزاماتها المادية نحو الشركاء والعاملين فيها.
ويبدو أن صناعة الطيران أكثر القطاعات تضررا بسبب توقف حركة النقل بنسبة تزيد على 75 في المائة، كما يقول، الدكتور حسين الزهراني، رئيس لجنة الطيران والخدمات المساندة في الغرفة التجارية والصناعية بجدة، الذي رأى أن عمليات تطوير الأسطول وتحديثه في العام الماضي والحالي وفق الخطط المدرجة لشركات الطيران جرى إرجاؤه وترحيله للعام 2023 حتى تستقر الأوضاع، وتتضح الصورة لعموم الشركات.
وتابع الزهراني في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن استراتيجية التحديث كانت مبنية على التدفقات النقدية من بيع التذاكر، لأن عموم شركات الطيران لا تمتلك النقد، وتعتمد على استراتيجية الاقتصادات طويلة الأمد، ولم يكن لديها خطط بديلة لمواجهة جائحة «كورونا» التي ضربت صناعة السفر والطيران في أقوى صورها، وتسببت في خسائر كبيرة لا يمكن حصرها ولم تسجلها الصناعة منذ 70 عاما.
ولفت أن ما تواجهه الآن الشركات، يتمثل في عدم قدرتها لصيانة طائراتها الموجودة على الأرض، فكيف لها أن تحدث أسطولها ودفع أجور عامليها في مختلف التخصصات - على حد وصفه -، مستطردا «هذه تضغط على إدارة الشركات التي ليس لديها خيار سوى الخروج من السوق، أو الاندماج مع شركات أخرى، في حين تقوم شركات بإعادة بيع الأصول وإدخال مستثمرين جدد في الشركات.
وأشار رئيس لجنة الطيران إلى أن كثيراً من الشركات فتحت المجال للاستثمار في أصولها سواء عبر حقوق أولوية، أو تملك جزءا من الأسطول، أو الأسهم» وذلك بهدف تخفيف الأعباء، والوضع الحالي صعب على الشركات العاملة في هذا القطاع، موضحا أن هناك شركات سعودية ستعاني في هذه المرحلة التي يجب التعامل معها بدقة وسرعة.
وشدد الزهراني على أن المرحلة تحتاج إلى دعم قوي كي لا تدخل شركات الطيران السعودية في نفق الإفلاس، مع أهمية إعادة التموضع لشركات الطيران التي تحتاج إلى وقت مع دراسات طويلة، معتبرا أن هذه الفترة تمثل فرصة للطيران المدني في السعودية لأن يحدث الأنظمة التي منها السماح للشركات السعودية بتملك أساطيل وإعادة تأجيرها للشركات الصغيرة.
وقال: «الظروف الحالية ستساعد الشركات التي لديها عدد محدود من الطائرات بتأجير طائراتها لتعويض خسائرها، خاصة أن هذه التجربة معمول بها عالميا... السعودية منفتحة على الاستثمار، وهناك الكثير من الشركات التي ترغب للدخول في الاستثمار في هذا القطاع».
وكان الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) كشف في تقرير حديث صدر أخيراً، أن شركات الطيران في الشرق الأوسط، سجلت أكبر انخفاض في الطلب الدولي في عام 2020 بسبب اعتمادها على المسارات الدولية طويلة المدى، والتي لا تزال مغلقة إلى حد كبير، في وقت انخفضت السعة السنوية بنسبة 63.9 في المائة، أما الشحن الجوي فسجلت شركات النقل الجوية في الشرق الأوسط انخفاضا في الطلب بنسبة 9.5 في المائة خلال عام 2020 مقارنة بعام 2019.
من جهته، يرى خالد سلوم المختص في أنشطة قطاع الطيران، أن استمرار إغلاق الحدود، يدفع بقوة شركات الطيران للدخول في واقع جديد قد لا ترغب فيه، مع تزايد الديون وعدم قدرتها على دفع أجور موظفيها، من خلال الدخول السريع في مفاوضات للاندماج دون شروط مسبقة لضمان بقائها وإن اختلفت نسب الإدارة، علما بأن ما يؤرق الشركات هو إشهار الإفلاس الذي يعد نكسة كبيرة وانهياراً تاماً لهذه الشركة.
وأضاف سلوم لـ«الشرق الأوسط» أن على شركات الطيران الخاصة إعادة جدولة رحلاتها في هذه المرحلة وإدراج الرحلات الصغيرة، مع ضرورة السرعة في اختيار البدائل المتاحة للخروج من الأزمة سواء بالاندماج، أو تأجير أسطولها.
وأضاف «الشركات الرسمية أو ما يطلق عليها بـ(الوطنية) فهي في أضعف الحالات تعمل داخل الأجواء المحلية أن سمحت الظروف بالتجول والسفر الداخلي، وهذه الحركة تبقيها منتعشة وإن كان هذا الانتعاش نسبيا»، مشدداً على ضرورة أن تتكاثف الجهود مع الحكومات للخروج من هذا المنزلق.


مقالات ذات صلة

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

الاقتصاد جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

سطرت السعودية التاريخ بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد العوهلي متحدثاً للحضور في منتدى المحتوى المحلي (الشرق الأوسط)

نسبة توطين الإنفاق العسكري بالسعودية تصل إلى 19.35 %

كشف محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد العوهلي عن وصول نسبة توطين الإنفاق العسكري إلى 19.35 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)

التراخيص الاستثمارية في السعودية ترتفع 73.7%

حققت التراخيص الاستثمارية المصدرة في الربع الثالث من العام الحالي ارتفاعاً بنسبة 73.7 في المائة، لتصل إلى 3.810 تراخيص.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد نائب رئيس هيئة الأركان العامة وقائد القوات البحرية الملكية السعودية مع باتريس بيرا خلال الملتقى البحري السعودي الدولي 2024 (الشرق الأوسط)

«مجموعة نافال» تتعاون مع الشركات السعودية لتوطين صناعة السفن البحرية

أكد نائب رئيس المبيعات في الشرق الأوسط والمدير الإقليمي لـ«مجموعة نافال» في السعودية باتريس بيرا، أن شركته تنتهج استراتيجية لتطوير القدرات الوطنية في المملكة.

بندر مسلم (الظهران)
الاقتصاد جانب من الاجتماع الاستراتيجي لـ«موانئ» (واس)

«موانئ» السعودية تلتقي كبرى شركات سفن التغذية لتعزيز الربط العالمي

اجتمعت الهيئة السعودية العامة للموانئ (موانئ) مع كبرى شركات سفن التغذية العالمية، بهدف تعزيز الربط العالمي، وزيادة التنافسية على المستويين الإقليمي والدولي.

«الشرق الأوسط» (دبي)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.