التئام البرلمان الليبي المنقسم... أولى عقبات منح الثقة لحكومة دبيبة

صالح دعا إلى الاجتماع في طبرق... ونواب يفضلون صبراتة أو سرت

التئام البرلمان الليبي المنقسم... أولى عقبات منح الثقة لحكومة دبيبة
TT
20

التئام البرلمان الليبي المنقسم... أولى عقبات منح الثقة لحكومة دبيبة

التئام البرلمان الليبي المنقسم... أولى عقبات منح الثقة لحكومة دبيبة

وسط مطالبات بسرعة عقد جلسة موحدة للبرلمان في أي مدينة ليبية تنهي الانقسام الذي أحدثته حرب العاصمة طرابلس، وجه رئيسه المستشار عقيلة صالح دعوة إلى أعضاء المجلس لحضور «جلسة تشاورية» في مدينة طبرق منتصف فبراير (شباط) الحالي، بهدف وضع الترتيبات اللازمة لبحث منح الثقة للحكومة الجديدة، برئاسة عبد الحميد دبيبة.
وتأتي هذه الدعوة على خلفية تحركات موازية من غالبية النواب المنتمين لمدن غرب وجنوب البلاد لعقد جلسة في مدينة صبراتة القريبة من طرابلس. وقال عضو مجلس النواب ميلود الأسود لـ«الشرق الأوسط» إن «أي إجراء من صالح لا يفسره النواب إلا بأنه محاولة للتشويش على اللقاء الذي نعد له في صبراتة، كما فعل سابقاً حين اجتمعنا في مدينة غدامس».
ورأى الأسود، العضو بـ«تجمع تيار الوسط النيابي»، أن عدد النواب الذين أبدوا موافقتهم على الاجتماع في صبراتة بلغ 105 نواب حتى الآن، وقال بهذا الخصوص: «عقيلة لا يهمه توحد المجلس، أو وضعية الحكومة الجديدة، بقدر ما يفكر في بقائه في منصبه مهما كان الثمن».
وفي السياق ذاته، دعا نائبا رئيس مجلس النواب المنعقد في طبرق، فوزي طاهر النويري وحميد حومة، إلى «البدء في المشاورات، بهدف تشكيل الحكومة وتقديمها لمجلس النواب» حتى يتسنى لهم «دعوة أعضاء المجلس لجلسة خاصة لمنح الثقة لها، وإدخالها ضمن الإطار الدستوري والقانوني لقيادة المرحلة المقبلة».
وتعليقاً على هذه الدعوة، ذكر المحلل السياسي الليبي، فرج فركاش، بالمادة (137) من اللائحة الداخلية لمجلس النواب، وقال إنها تعطي لنائبي الرئاسة مجتمعين الحق القانوني في الدعوة لجلسة مكتملة النصاب في أي مدينة ليبية يختارانها.
ومنذ مطلع مايو (أيار) 2019، قاطع نحو 60 نائباً جلسات البرلمان المنعقد في طبرق، برئاسة صالح، وبدأوا في عقد جلسات موازية في فندق «ريكسوس» الشهير بالعاصمة، علماً بأن مجلس النواب المنتخب عام 2014 الذي يحظى باعتراف دولي يضم 188 نائباً، وهو يمارس مهامه إلى جانب الحكومة المؤقتة في الشرق، برئاسة عبد الله الثني، في موازاة حكومة «الوفاق» المعترف بها دولياً التي يرأسها فائز السراج.
ومن جهته، رأى الأكاديمي الليبي جبريل العبيدي أن مدينة سرت «مكان مناسب لانعقاد جلسة شرعية لمجلس النواب لمنح الثقة للحكومة الموحدة... ونرجو تغليب مصلحة الوطن على المناكفات الشخصية والفئوية».
وكان عدد من النواب قد اتفقوا في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) على عقد جلسة التئام للبرلمان الليبي بمدينة غدامس (450 كيلومتراً جنوب غربي طرابلس)، حال عودتهم من اجتماعات مدينة بوزنيقة المغربية، لإنهاء الانقسام بمجلس النواب، لكن هذه المساعي أجهضت.
وقال الدكتور أبوبكر مصطفى بعيرة، عضو مجلس النواب عن مدينة بنغازي، إن الاتفاق السياسي على تشكيل السلطة التنفيذية «بارقة أمل أمام الليبيين للخروج من مختنق المراحل الانتقالية»، لكنه شدد على أن الأمر يتطلب «حلَ عقدة التئام مجلس النواب الليبي في جسم موحد، وبنصاب كامل، من أجل منح الاعتماد والثقة لحكومة الوحدة الوطنية الجديدة»، داعياً أعضاء البرلمان إلى «التفكير ملياً في مواقفهم، ووضع مصلحة الوطن فوق أي اعتبار آخر... والعمل بجدية من أجل لم شمل البرلمان، والالتقاء في جلسة قانونية مكتملة النصاب بمدينة ليبية محددة».
وتحدث في هذا السياق عن إمكانية عقدها افتراضياً، في ظل ظروف جائحة كورونا، بهدف «تذليل الصعاب التي تواجههم، واتخاذ ما يلزم من قرارات يتفقون عليها بخصوص تطورات المشهد السياسي الحالي، ومن أجل تنفيذ الاستحقاقات الوطنية، وعلى رأسها منح الثقة للسلطة التنفيذية الجديدة، وتسهيل عملية الانتقال الديمقراطي».
وطبقاً لما اتفق عليه بمخرجات الحوار السياسي فيما يتعلق بتشكيل حكومة الوحدة، يتعين على رئيس الوزراء المكلف تشكيل حكومته، وتقديم برنامج عمله لمجلس النواب للمصادقة الكاملة عليه خلال 21 يوماً، ثم الانتظار 21 يوماً أخرى لنيل الثقة، لكن إذا فشل في تمرير وإقرار الحكومة يكون مصيرها بيد أعضاء لجنة الحوار الـ75.
والخلاف المرتقب يتمحور حول أحقية إقليم فزان (جنوب) في رئاسة البرلمان، وفقاً لترتيبات الاتفاق الذي جرى على أساسه اختيار السلطة التنفيذية الجديدة، ونصت على أنه حال حصول شرق البلاد على رئاسة المجلس الرئاسي، والغرب على رئاسة الحكومة، فإن رئاسة البرلمان تؤول للجنوب.
وقال صالح إن جلسة البرلمان التي دعا إليها تهدف إلى «وضع الترتيبات اللازمة للنظر في منح الحكومة الجديدة الثقة فور تقديم تشكيلتها، لتتمكن من مباشرة المهام الملقاة على عاتقها»، معتبراً أن الوصول إلى تشكيل المجلس الرئاسي الجديد، برئاسة محمد المنفي وعضوية موسى الكوني وعبد الله اللافي، بالإضافة إلى رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد دبيبة «مرحلة مهمة من مراحل الاتفاق السياسي».



وفيات الكوليرا في اليمن ترتفع 37 %

نقص التمويل في اليمن أغرق 47 مركزاً لعلاج الإسهال و234 مركزاً للتغذية (إعلام محلي)
نقص التمويل في اليمن أغرق 47 مركزاً لعلاج الإسهال و234 مركزاً للتغذية (إعلام محلي)
TT
20

وفيات الكوليرا في اليمن ترتفع 37 %

نقص التمويل في اليمن أغرق 47 مركزاً لعلاج الإسهال و234 مركزاً للتغذية (إعلام محلي)
نقص التمويل في اليمن أغرق 47 مركزاً لعلاج الإسهال و234 مركزاً للتغذية (إعلام محلي)

زادت الوفيات بالكوليرا في اليمن بنسبة 37 في المائة، في الوقت الذي أظهرت فيه بيانات حكومية وأخرى أممية ارتفاع عدد الإصابات بمرض حمى الضنك إلى أكثر من 1400 حالة خلال أول شهرَيْن من العام الحالي، إذ احتلّت محافظة حضرموت الصدارة في عدد الإصابات المسجلة.

ووفق بيانات منظمة الصحة العالمية، تمّ رصد 1456 حالة اشتباه بحمى الضنك في المحافظات الجنوبية الشرقية من اليمن منذ بداية هذا العام، ولهذا دشنت حملة جديدة لمكافحة الحمى في 8 محافظات بدعم من إدارة الحماية المدنية وعمليات المساعدات الإنسانية التابعة للاتحاد الأوروبي، وبهدف القضاء على مواقع تكاثر البعوض الناقل للمرض.

وتظهر بيانات المنظمة أن المحافظات الجنوبية الشرقية من اليمن سجلت العام الماضي 9901 حالة إصابة بحمى الضنك، من بينها 9 وفيات، في حين أكدت دائرة الترصد الوبائي في مكتب الصحة في منطقة ساحل حضرموت تسجيل 331 حالة اشتباه بالإصابة بحمى الضنك والكوليرا والحصبة، منذ بداية هذا العام وحتى 4 مارس (آذار) الحالي.

وحسب بيان دائرة الترصد الوبائي، فإن أغلب حالات الإصابة كانت بحمى الضنك بعدد 167 حالة، وتصدّرت مدينة المكلا عاصمة المحافظة القائمة في عدد الإصابات المسجلة بـ68 حالة، تلتها مديرية بروم ميفع بـ40، وغيل باوزير بـ19، ثم حجر بـ15، وأرياف المكلا 14، وتوزّعت بقية الحالات على مديريات الديس وغيل بن يمين، والشحر.

التصدي للكوليرا في اليمن يتطلّب تدخلات عاجلة وشاملة (الأمم المتحدة)
التصدي للكوليرا في اليمن يتطلّب تدخلات عاجلة وشاملة (الأمم المتحدة)

وأظهرت البيانات الحكومية ارتفاع حالات الاشتباه بالكوليرا إلى 81 حالة، سجلت أغلبها في مديرية حجر بعدد 36 حالة، ثم مديرية بروم ميفع 32، ومدينة المكلا 4 حالات، ومثلها في غيل باوزير، في حين بلغت حالات الاشتباه بالحصبة 83 حالة، أغلبها في عاصمة المحافظة 23 حالة، ثم مديرية غيل باوزير بـ21، ثم مديرية الديس بـ17، والشحر 11 حالة، وتوزّعت بقية الحالات على بقية مديريات ساحل حضرموت.

تعافي الحالات

مع ذلك، أكدت دائرة الترصد الوبائي أن نحو 99 في المائة من حالات الإصابة المسجلة بهذه الأمراض تماثلت للتعافي، بعدد 329، في حين تبيّن أن 57 في المائة من حالات الحصبة كانت لمصابين غير مطعّمين ولم يتلقوا أي جرعة من اللقاحات.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد ذكرت أن اليمن يتحمّل العبء الأكبر من حالات الإصابة بالكوليرا على الصعيد العالمي، مشيرة إلى أن البلاد عانت من سريان الكوليرا بصفة مستمرة لسنوات عديدة، وسجلت بين عامي 2017 و2020 أكبر فاشية للكوليرا في التاريخ الحديث.

57 % من حالات الإصابة بالحصبة في اليمن كانت لأطفال غير مطعّمين (الأمم المتحدة)
57 % من حالات الإصابة بالحصبة في اليمن كانت لأطفال غير مطعّمين (الأمم المتحدة)

وبيّنت أنه حتى 1 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أبلغ اليمن عن 249 ألف حالة مشتبه في إصابتها بالكوليرا، وحدوث 861 وفاة مرتبطة بهذا المرض منذ بداية العام الماضي. وذكرت أن هذا العدد يشكّل 35 في المائة من العبء العالمي للكوليرا، و18 في المائة من الوفيات المبلغ عنها عالمياً.

وقالت المنظمة الأممية إن عدد الحالات والوفيات المبلغ عنها ارتفع قبل نهاية العام الماضي بنسبة 37 في المائة و27 في المائة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الذي سبقه، وأعادت أسباب ارتفاع أرقام الإصابات والوفيات إلى إضافة بيانات أكثر تفصيلاً من جميع المحافظات اليمنية.

نقص التمويل

أكد ممثل منظمة الصحة العالمية ورئيس بعثتها لدى اليمن، أرتورو بيسيغان، أن فاشيات الأمراض المنقولة بالمياه، مثل الكوليرا والإسهال المائي الحاد، تفرض عبئاً إضافياً على النظام الصحي الذي يعاني بالفعل من فاشيات أمراض متعددة.

وقال إن على المنظمة والجهات الفاعلة في مجال العمل الإنساني أن تبذل جهوداً مضنية لتلبية الاحتياجات المتزايدة في ظل النقص الحاد في التمويل. ونبه إلى أن «عدم الحصول على مياه الشرب المأمونة، وسوء ممارسات النظافة العامة في المجتمعات المحلية، ومحدودية فرص الحصول على العلاج في الوقت المناسب؛ تزيد من عرقلة الجهود الرامية إلى الوقاية من المرض ومكافحته».

صغار السن أكثر عرضة للإصابة بالإسهالات الحادة والكوليرا في اليمن (الأمم المتحدة)
صغار السن أكثر عرضة للإصابة بالإسهالات الحادة والكوليرا في اليمن (الأمم المتحدة)

وذكر المسؤول الأممي أن التصدي للكوليرا في اليمن يتطلّب تدخلات عاجلة وشاملة تشمل التنسيق، والترصد، والقدرات المختبرية، والتدبير العلاجي للحالات، ومبادرات المشاركة المجتمعية، والمياه والصرف الصحي والنظافة العامة، والتطعيمات الفموية ضد الكوليرا، مشيراً إلى أن الاستجابة للكوليرا في اليمن تواجه فجوة تمويلية قدرها 20 مليون دولار.

تدريب وتطعيم

وفق بيانات المنظمة الأممية، أُغلق 47 مركزاً لعلاج الإسهال و234 مركزاً للتغذية الفموية، بسبب نقص التمويل خلال العام الماضي، وقد دعّمت المنظمة أكثر من 25 ألف بعثة لفرق الاستجابة السريعة لاستقصاء الإنذارات وبدء تدابير المكافحة على المستوى المحلي، ووفّرت الكواشف واللوازم المختبرية لدعم جهود تأكيد حالات العدوى في 12 مختبراً مركزياً للصحة العامة.

وقالت المنظمة إنها اشترت الأدوية الأساسية والإمدادات الطبية وإمدادات المياه والصرف الصحي والنظافة العامة والوقاية من العدوى ومكافحتها ووزّعتها على المرافق الصحية، ومنها مراكز علاج الإسهال الثمانية عشر المدعومة من المنظمة.

وإلى جانب ذلك، درّبت منظمة الصحة العالمية أكثر من 800 عامل، ودعّمت وزارة الصحة العامة والسكان بحملة تطعيم فموي ضد الكوليرا لتوفير الحماية لنحو 3.2 مليون شخص في 34 مديرية في ست محافظات يمنية.