المخابرات المغربية تلقى إشادة من «إف بي آي» و«سي آي إيه»

نبّهت واشنطن بشأن أنشطة جندي أميركي له صلة بـ«داعش»

TT

المخابرات المغربية تلقى إشادة من «إف بي آي» و«سي آي إيه»

تلقت المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني المغربية (مخابرات داخلية) رسائل تهنئة وامتنان من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إف بي آي)، في نيويورك، ومن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، يشيدان فيها بمستوى التعاون المتميز والشراكة المتقدمة، التي تجمعهما مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، بما يضمن سلامة وأمن مواطني كلا البلدين.
وذكر بيان للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، التي تعرف اختصارا بـ«دي إس تي»، أمس، أن المسؤول عن مكتب التحقيقات الفيدرالي بولاية نيويورك أبدى امتنانه وشكره العميقين للتعاون والدعم المهم، اللذين قدمتهما المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، خصوصاً المعلومات الاستخباراتية الدقيقة التي تم توفيرها في الوقت المناسب، مما مكن من تحييد الخطر الإرهابي، وتسريع البحث الذي باشره مكتب التحقيقات الفيدرالي في قضية الجندي الأميركي، الذي كان يرتبط بتنظيم «داعش»، ويحضّر للقيام بعملية إرهابية بغرض قتل جنود أميركيين.
وأضاف البيان أن رسالة مكتب التحقيقات الفيدرالي شددت على أنه «بفضل التعاون والشراكة القوية التي تجمع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، ومكتب التحقيقات الفيدرالي، يمكننا معاً ضمان أمن بلدينا، وسلامة مواطنينا وصون الأمن للجميع»، مشيراً إلى أن الرسالة ذاتها جددت التأكيد على اعتراف وعرفان مكتب التحقيقات الفيدرالي بالدعم المتواصل، الذي تسديه المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.
وكان مصدر أمني مغربي قد كشف في 27 من يناير (كانون الثاني) الماضي كيف أنقدت المخابرات الداخلية المغربية الولايات المتحدة من عملية إرهابية ليلة تنصيب الرئيس الأميركي جو بايدن.
وقال حبوب الشرقاوي، مدير المكتب المركزي للتحقيقات القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وهو المكتب الذي يطلق عليه «إف بي آي المغرب»، إنه في إطار الالتزام الدولي في مجال التصدي للإرهاب، قدمت المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني معلومات دقيقة لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي حول الجندي الأميركي، الذي تم اعتقاله في 19 يناير الماضي. موضحاً أن حالة الجندي الأميركي كول بريدجز، الذي جرى اعتقاله لتورطه في التخطيط لتنفيذ أعمال إرهابية، وعلاقته مع عناصر منتمية لتنظيم داعش، كانت قد أثارت انتباه المخابرات المغربية الصيف الماضي، جراء توجهاته الجهادية وتشبعه بالفكر المتطرف، وهو ما استوجب إخبار الـ«إف بي آي» في سبتمبر (أيلول) الماضي، وتزويدها بمعلومات دقيقة حول هذا الجندي، وكل ما يتعلق بنشاطه المتطرف.
واتهم الجندي بريدجز بالتخطيط لهجوم إرهابي على النصب التذكاري لأحداث 11 سبتمبر في مانهاتن بنيويورك. كما أنه متهم بمحاولة تقديم دعم مادي لتنظيم داعش، ومحاولة اغتيال عسكريين أميركيين.
بدورها، عبرت وكالة الاستخبارات المركزية بواشنطن في رسالة عن امتنانها «للريادة والمهنية العالية للمدير العام لمراقبة التراب الوطني، ضمن الجهود الأمنية المشتركة، بما فيها المساعي المبذولة في مجال مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة»، معبرة عن تقديرها للشراكة القوية التي تجمعها بمصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.
وحسب المصدر ذاته، فإن هذه الإشادة المشفوعة بالشكر والامتنان، تأتي في أعقاب المعلومات الاستخباراتية الدقيقة التي قدمتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني حول الأنشطة المتطرفة للجندي الأميركي. كما أنها تؤشر عن الالتزام الراسخ والثابت للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بتعزيز آليات التعاون الدولي لمكافحة مخاطر التهديد الإرهابي، الذي يحدق بمصالح المملكة، وبمصالح شركائها على المستويين الإقليمي والدولي.



طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

TT

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)
قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)

قال الجيش السوري ومصادر من قوات المعارضة إن قوات جوية روسية وسورية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، اليوم (الخميس)، لصد هجوم لقوات المعارضة استولت خلاله على أراضٍ لأول مرة منذ سنوات.

ووفقاً لـ«رويترز»، شن تحالف من فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً، أمس (الأربعاء)، اجتاح خلاله 10 بلدات وقرى تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب، شمال غربي البلاد.

وكان الهجوم هو الأكبر منذ مارس (آذار) 2020، حين وافقت روسيا التي تدعم الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي تسبب في تشريد ملايين السوريين المعارضين لحكم الأسد.

وفي أول بيان له، منذ بدء الحملة المفاجئة قال الجيش السوري: «تصدَّت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وكبَّدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح».

وأضاف الجيش أنه يتعاون مع روسيا و«قوات صديقة» لم يسمِّها، لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.

وقال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا، وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مشارف مدينة حلب، وعلى بُعد بضعة كيلومترات من بلدتَي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين بهما حضور قوي لجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران.

كما هاجموا مطار النيرب، شرق حلب، حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.

وتقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم (الخميس)، أن البريجادير جنرال كيومارس بورهاشمي، وهو مستشار عسكري إيراني كبير في سوريا، قُتل في حلب على يد قوات المعارضة.

وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الصراع هناك. وبينما شمل هؤلاء عناصر من الحرس الثوري، الذين يعملون رسمياً مستشارين، فإن العدد الأكبر منهم من عناصر جماعات شيعية من أنحاء المنطقة.

وقالت مصادر أمنية تركية اليوم (الخميس) إن قوات للمعارضة في شمال سوريا شنَّت عملية محدودة، في أعقاب هجمات نفذتها قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسَّعت عمليتها بعد أن تخلَّت القوات الحكومية عن مواقعها.

وأضافت المصادر الأمنية أن تحركات المعارضة ظلَّت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019، بهدف الحد من الأعمال القتالية بين قوات المعارضة وقوات الحكومة.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن تركيا تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، واتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان أمن القوات التركية هناك.

ولطالما كانت هيئة تحرير الشام، التي تصنِّفها الولايات المتحدة وتركيا منظمة إرهابية، هدفاً للقوات الحكومية السورية والروسية.

وتتنافس الهيئة مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، وتسيطر هي الأخرى على مساحات شاسعة من الأراضي على الحدود مع تركيا، شمال غربي سوريا.

وتقول قوات المعارضة إن أكثر من 80 شخصاً، معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة.

وتقول دمشق إنها تشن حرباً ضد مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة، وتنفي استهداف المدنيين دون تمييز.