دراسة: تناول كوب من القهوة يومياً مفيد للقلب

نادل يقدم كوبين من القهوة (أرشيفية - رويترز)
نادل يقدم كوبين من القهوة (أرشيفية - رويترز)
TT

دراسة: تناول كوب من القهوة يومياً مفيد للقلب

نادل يقدم كوبين من القهوة (أرشيفية - رويترز)
نادل يقدم كوبين من القهوة (أرشيفية - رويترز)

أظهرت دراسات قامت بتحليلها «جمعية القلب الأميركية» أن شرب كوب واحد أو أكثر يومياً من القهوة السوداء (من دون حليب) يحتوي على الكافايين يخفض خطر الإصابة بفشل القلب على المدى الطويل، وفقاً لثلاث دراسات رئيسية تستخدم أدوات تحليلية لمراجعة بيانات النظام الغذائي. ولم تشمل هذه الفائدة القهوة من دون الكافايين. ولكن عكس ذلك؛ وجد التحليل ارتباطاً بين القهوة من دون الكافيين وزيادة خطر الإصابة بقصور القلب.
ويحدث «قصور القلب» عندما يفشل في إمداد خلايا الجسم بالدم الكافي للحصول على الأكسجين اللازم للحفاظ على عمل الجسم بشكل صحيح. ويعاني الأشخاص المصابون بقصور القلب من التعب وضيق التنفس ويواجهون صعوبة في المشي أو صعود السلالم أو الأنشطة اليومية الأخرى، حسبما أفادت به شبكة «سي إن إن»
وقالت اختصاصية التغذية، أ.بيني كريس إثيرتون، الرئيسة السابقة لـ«لجنة القيادة» بـ«مجلس نمط الحياة وصحة القلب» في «جمعية القلب الأميركية»، في بيان إنها لم تشارك في البحث، وإنه «رغم عدم قدرتنا على إثبات العلاقة السببية، فمن المثير للاهتمام أن الدراسات الثلاث تشير إلى أن شرب القهوة يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بقصور القلب، وأن القهوة يمكن أن تكون جزءاً من نمط غذائي صحي إذا استهلكت من دون سكر مضاف أو منتجات ألبان غنية بالدهون مثل الكريم».
وذكرت دراسة اليوم الثلاثاء في شبكة «AHA Journal»، عن «معهد فرامنغهام للقلب»، بولاية ماساتشوستس الأميركية، أنها تابعت المعلومات الغذائية لأكثر من 5000 شخص لا يعانون من أمراض القلب المشخصة لمدة 72 عاماً على مدار 3 أجيال وشملت هؤلاء الأشخاص وذريتهم. وأيضاً قدمت الدراسة معلومات غذائية عن أكثر من 21 ألف بالغ أميركي، وشملت الدراسة الجديدة ومدتها 10 سنوات، أحدث الأدوات التحليلية من «منصة الطب الدقيق» التابعة لـ«جمعية القلب الأميركية»، لمقارنة بيانات «فرامنغهام» بدراسة مخاطر تصلب الشرايين في المجتمعات، ودراسة طولية ومتعددة المواقع وعرقية، ودراسة عن صحة القلب والأوعية الدموية، ودراسة مطولة عن مخاطر القلب لدى الأشخاص فوق 65 عاماً.
وأظهر التحليل أن خطر الإصابة بفشل القلب بمرور الوقت انخفض بنسبة تتراوح بين 5 و12 في المائة لكل فنجان قهوة يتم تناوله يومياً في دراسات «فرامنغهام» للقلب وصحة القلب والأوعية الدموية، مقارنة مع الأشخاص الذين لم يشربوا القهوة، وأيضاً وجد التحليل أن خطر الإصابة بقصور القلب ظل كما هو في حال عدم شرب القهوة أو كوب واحد يومياً في دراسة مخاطر تصلب الشرايين في المجتمعات. ولكن عندما يشرب الناس فنجانين أو أكثر من القهوة في اليوم، ينخفض الخطر بنحو 30 في المائة.
قال الدكتور ديفيد كاو، مدير «مركز كولورادو للطب الشخصي» في كلية الطب بجامعة كولورادو في أورورا: «كان الارتباط بين الكافايين والحد من أخطار قصور القلب مفاجئاً».
وأضاف كاو: «غالباً ما يعدّ عامة الناس أن القهوة والكافايين ضاران بالقلب؛ لأن الناس يربطونهما بخفقان القلب وارتفاع ضغط الدم وما إلى ذلك. العلاقة الثابتة بين زيادة استهلاك الكافايين وتقليل خطر الإصابة بقصور القلب، تقلب هذا الافتراض رأساً على عقب».
تحذر «جمعية القلب الأميركية» من أن كثيراً من الناس يضيفون منتجات الألبان والسكريات والنكهات والألبان التي تحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية والسكر والدهون المضافة مع فنجان القهوة السوداء، وأن هذا قد يؤدي إلى تقليل أي فوائد لصحة القلب. وأيضاً يجرى معظم الدراسات على فنجان قهوة يبلغ حجمه 8 أونصات فقط، وكوب «غراند» القياسي في المقهى هو ضعف ذلك؛ 16 أونصة.
إن طريقة تحضير قهوتك لها أيضاً عواقب صحية. على عكس ماكينات صنع القهوة المفلترة، فلقد أخفقت آلة الضغط الفرنسية أو القهوة التركية أو القهوة المغلية المشهورة في الدول الاسكندنافية في التقاط مركب يسمى «كافستول» في الجزء الدهني من القهوة، الذي يزيد من نسبة الكولسترول الضار (البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة).
وأظهرت دراسة أجريت عام 2017 أن الكافايين يمكن أن يكون خطيراً إذا جرى تناوله بإفراط لدى بعض الأشخاص. وارتبطت المستويات العالية من استهلاك القهوة (أكثر من 4 أكواب) أثناء الحمل بانخفاض الوزن عند الولادة والولادة المبكرة والإملاص (ولادة جنين ميت). بالنسبة للنساء اللاتي لديهن احتمالية أكبر لكسور العظام، فإن القهوة تزيد من هذا الخطر؛ ولم يكن الشيء نفسه ينطبق على الرجال.
واقترحت الدراسات السابقة أيضاً أن الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في النوم أو مرض السكري غير المنضبط، يجب عليهم مراجعة الطبيب قبل إضافة الكافايين إلى وجباتهم الغذائية. وبالطبع، لا تنطبق هذه الفوائد على الأطفال؛ ووفقاً لـ«الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال» يجب على الأطفال والمراهقين عدم شرب الكولا أو القهوة أو مشروبات الطاقة أو غيرها من المشروبات بأي كمية من الكافايين.
وفي ختام التقرير، قالت كريس إثيرتون إن المحصلة النهائية أن «تناول القهوة باعتدال في جزء من نمط غذائي صحي للقلب، يفي بالتوصيات الخاصة بالفواكه والخضراوات، والحبوب الكاملة، ومنتجات الألبان قليلة الدسم أو الخالية من الدسم، والتي تحتوي أيضاً على نسبة منخفضة من الصوديوم والدهون المشبعة والسكريات المضافة».
وأضافت: «من المهم أيضاً أن تدرك أن الكافايين منبه، وأن الإفراط في تناوله قد يسبب مشكلات تسبب التوتر ومشكلات النوم».


مقالات ذات صلة

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي ليس مجرد صداع عادي يعاني منه الجميع في وقتٍ ما، بل هو اضطراب عصبي معقد يمكن أن يُشعر المريض وكأن العالم قد توقف.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

ما تأثير تناول المغنيسيوم الغذائي بالعموم، أو أقراص مكملات المغنيسيوم، على النوم؟

د. حسن محمد صندقجي

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».