أولمبياد طوكيو: تصريحات رئيس اللجنة المنظمة ضد النساء تعقّد الأمور أكثر

رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو يوشيرو موري (رويترز)
رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو يوشيرو موري (رويترز)
TT

أولمبياد طوكيو: تصريحات رئيس اللجنة المنظمة ضد النساء تعقّد الأمور أكثر

رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو يوشيرو موري (رويترز)
رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو يوشيرو موري (رويترز)

كأن تأجيل الألعاب الأولمبية الصيفية لمدة عام وما نجم عن ذلك من تبعات اقتصادية هائلة بالتزامن مع معارضة محلية لإقامة الحدث في ظل استمرار تفشي فيروس «كورونا»، لا يكفي اللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو لكي يضاف إلى كل هذه المشاكل معضلة أخرى تسبب بها رئيسها بتصريح في غير مكانه منحاز ضد النساء، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وبات مصير رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو يوشيرو موري مهدداً، إذ يعتزم القيمون على الألعاب الاجتماع هذا الأسبوع لمناقشة ردهم على ما أدلى به، بحسب وسائل الإعلام المحلية.
وأثار موري (83 عاماً) حفيظة الكثيرين الأسبوع الماضي ودفع بمئات المتطوعين إلى الانسحاب، بعدما قال إن النساء يتحدثن كثيراً في الاجتماعات.
وقد اعتذر موري عما بدر عنه، لكنه لم يتخذ القرار بالتخلي عن منصبه، في وقت اعتبرت فيه اللجنة الأولمبية الدولية أن القضية أقفلت بالنسبة لها.
وأفادت وسائل إعلام يابانية بأن اللجنة المنظمة لألعاب طوكيو 2020 تخطط لعقد اجتماع خاص، ربما الجمعة، لمناقشة ردها على ما بدر من رئيسها مع ازدياد الدعوات لاستقالة موري.
وعقب تصريحات موري، استقال 390 متطوعاً في الألعاب الأولمبية والألعاب البارالمبية، بحسب ما أكدت اللجنة المنظمة، لكنها أشارت إلى أن الانسحاب كان لأسباب متعددة ولا يتعلق حصراً بتصريح موري.
وتم تجنيد ما مجموعه 80 ألف متطوع من اليابان وخارجها للألعاب الصيفية.
وقالت الإذاعة العامة «إن إيتش كاي» إن شخصين انسحبا من المشاركة في رحلة الشعلة الأولمبية، فيما أجرى نحو 4 آلاف شخص مكالمات شكوى للمنظمين.
وتشكل هذه القضية مشكلة إضافية كان المنظمون في غنى عنها، لا سيما أنهم يكافحون لطمأنة الرأي العام المطالب بإرجاء الألعاب مرة أخرى أو حتى إلغائها بالكامل بسبب استمرار تفشي فيروس «كورونا».
وقد أظهرت استطلاعات أن أكثر من 80 في المائة من اليابانيين يعارضون إقامة الألعاب الصيف المقبل.
وحاول موري الخميس الماضي، تدارك الموقف، وقال إنه يرغب في التراجع عما أدلى به، لكنه بعد ذلك أصبح دفاعياً تحت ضغط الأسئلة، وأصرّ على أنه سمع شكاوى بأن النساء يتحدثن بإسهاب.
وبحسب يومية «أساهي شيمبون»، قال رئيس الوزراء السابق المعروف بزلاته العامة، إن «اجتماعات مجلس الإدارة التي تضم كثيراً من النساء تأخذ وقتاً طويلاً». وتابع: «عندما ترفع عدد النساء في الهيئة التنفيذية، يواجهن صعوبة في الانتهاء إذا لم يتم تقييد وقتهن إلى حدّ معيّن، وهذا مزعج»، فيما أضافت الصحيفة أن بعض أعضاء مجلس الإدارة ردّوا بالضحك على تعليقات موري.
وبينما تحتل اليابان مراكز الصدارة في مجموعة من المؤشرات العالمية، تتخلف باستمرار عن تعزيز المساواة بين الجنسين، حيث تحتل المركز 121 من بين 153 دولة، بحسب استطلاع حول الفجوة بين الجنسين صادر عام 2020 عن المنتدى الاقتصادي العالمي.
وأعلنت اللجنة الأولمبية اليابانية العام الماضي عن رغبتها بتوظيف 40 في المائة من النساء في مجلس الإدارة، لكن حتى نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وجدت خمس نساء فقط من أصل 24 عضواً.
وأضاف موري في اجتماع الأربعاء، الذي كان مفتوحاً أمام وسائل الإعلام: «لدينا نحو سبع نساء في اللجنة المنظمة، لكن الجميع يعرف موقعه».
وتابع موري: «السيدات قادرات على المنافسة. عندما يرفع أحدهم يده، يعتقد آخرون أنهم بحاجة إلى التحدّث أيضاً».
وأدى هذا الأمر إلى حملة على الإنترنت تدعو إلى اتخاذ إجراءات بحق موري حملت أكثر من 140 ألف توقيع، في وقت انتقدت فيه نجمة كرة المضرب ناومي أوساكا ما صدر عنه ووصفت تعليقاته بأنها «جاهلة».
وقال كبير المتحدثين باسم الحكومة كاتسونوبو كاتو إنه يتعين على المنظمين محاولة إقناع المتطوعين بالعودة، وأضاف بعد أيام على البيان الصادر عن اللجنة المنظمة الذي يجدد الالتزام بالمساواة والتنوع بين الجنسين: «من المهم أن تقدم اللجنة المنظمة تفسيراً دقيقاً للمتطوعين».
لكن المسؤول المؤثر في الحزب الحاكم توشيهيرو نيكاي قال إن المتطوعين «سيغيرون رأيهم عندما تهدأ الأمور»، ما أثار غضب سياسيين آخرين على صفحات الإنترنت.
ونقلت صحيفة «أساهي شيمبون» عن نيكاي قوله: «إذا كانوا يريدون حقاً الاستقالة، فسنحتاج إلى تجنيد أشخاص جدد».
وأفادت صحيفة «ماينيتشي شيمبون» بأن بعض الشركات الراعية للألعاب الأولمبية أبلغت المنظمين بأنها تلقت شكاوى وتهديدات بالمقاطعة بسبب تعليقات موري.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في شركة لم تذكر اسمها قوله: «نود الامتناع عن (الأداء) مع الرئيس موري» في الترويج للمنتجات.
ووصف ناتسو ياماغوتشي، رئيس حزب كوميتو الشريك في الائتلاف الحاكم، تصريحات موري بأنها «غير ملائمة بتاتاً ومؤسفة»، مضيفاً: «الأمر صحيح، هناك كثير من المتطوعين الذين قرروا الانسحاب، وعلى الرئيس موري أن يفكر بجدية في تصريحاته التي تسببت في مثل هذه الترددات».


مقالات ذات صلة

براونلي بطل الأولمبياد مرتين يعتزل لعبة «الثلاثي»

رياضة عالمية أليستير براونلي (أ.ب)

براونلي بطل الأولمبياد مرتين يعتزل لعبة «الثلاثي»

أعلن أليستير براونلي، الفائز بذهبيتين أولمبيتين في الثلاثي وبطل العالم مرتين، اعتزاله في عمر الـ36 عاماً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية آدم بيتي (رويترز)

بيتي: لست مستعداً لاتخاذ قرار المشاركة في «أولمبياد 2028»

قال السباح البريطاني آدم بيتي، بطل الأولمبياد 3 مرات، إنه غير مستعد الآن لاتخاذ قراره بشأن المشاركة في أولمبياد لوس أنجليس 2028، وذلك بعدما أصيب بالإحباط.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية الوكالة الدولية للاختبارات أن 10.3 في المائة من الرياضيين لم يتم اختبار تعاطيهم للمواد المنشطة في الأشهر الـ6 (أ.ف.ب)

67 فائزاً بميداليات لم يخضعوا لاختبارات المنشطات قبل «أولمبياد باريس»

ذكر تقرير صادر من الوكالة الدولية للاختبارات أن 3.‏10 في المائة من الرياضيين، بما في ذلك 67 رياضياً فازوا بميداليات.

«الشرق الأوسط» (لايبزغ)
رياضة عربية إيمان خليف وقعت ضحية جدل حول هويتها الجنسية منذ وصولها إلى باريس (رويترز)

الجزائرية إيمان خليف تتقدم بدعوى قضائية لمزاعم تسريب سجلات طبية

تقدمت الملاكمة الجزائرية ايمان خليف حاملة ذهبية وزن 66 كلغ في أولمبياد باريس الصيف الماضي بدعوى قضائية، الأربعاء، بسبب تقارير إعلامية عن سجلات طبية مسربة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية نواه لايلز (رويترز)

لايلز خارج قائمة المرشحين للفوز بجائزة أفضل رياضي على المضمار

لن يكون البطل الأولمبي في سباق 100 متر، الأميركي نواه لايلز، أحد مرشحَين نهائيَّين للفوز بجائزة أفضل رياضي على مضمار ألعاب القوى لهذا العام.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.