المعارضة الصومالية ترفض الاعتراف بـ«رئاسة فرماجو»

الرئيس محمد عبد الله فرماجو لدى إعلان فوزه رئيساً في 8 فبراير 2017 (رويترز)
الرئيس محمد عبد الله فرماجو لدى إعلان فوزه رئيساً في 8 فبراير 2017 (رويترز)
TT

المعارضة الصومالية ترفض الاعتراف بـ«رئاسة فرماجو»

الرئيس محمد عبد الله فرماجو لدى إعلان فوزه رئيساً في 8 فبراير 2017 (رويترز)
الرئيس محمد عبد الله فرماجو لدى إعلان فوزه رئيساً في 8 فبراير 2017 (رويترز)

تبنت «حركة الشباب» الصومالية المتطرفة «هجوماً إرهابياً» أودى بحياة عدد من قوات الأمن، على طريق خارج بلدة صومالية، كان يجتمع فيها الزعماء السياسيون؛ لمحاولة حل الخلاف حول اختيار بديل للرئيس محمد عبد الله فرماجو، الذي أعلن قادة المعارضة الصومالية - على أثر انتهاء مدة ولايته - أنهم «سيتوقفون اعتباراً من أمس عن الاعتراف به»، عقب إخفاق اجتماع بين فرماجو وزعماء ولايات الصومال الفيدرالية الخمس في كسر الجمود حول طريقة للمضي قدماً لتنظيم انتخابات. وأفاد قادة المعارضة في بيان صدر في وقت متأخر من يوم الأحد «اعتباراً من الثامن من فبراير (شباط) 2021، لن يعترف مجلس مرشحي المعارضة بفرماجو رئيساً. لن يقبل المجلس بأي شكل من أشكال تمديد الولاية عبر الضغط».
وألقى فرماجو الذي يترشح لولاية ثانية، باللوم على منافسيه في التراجع عن اتفاق سابق أبرم في سبتمبر (أيلول) الماضي، حُدد بموجبه جدول زمني للاقتراع، بينما اتهمته جوبالاند، وهي منطقة من مناطق الصومال الخمس شبه المستقلة، بـ«عدم تقديم تنازلات وإفشال الاتفاق السابق». ودعا ائتلاف مرشحي الرئاسة المعارضين إلى إنشاء مجلس وطني انتقالي لقيادة البلاد خلال هذه الفترة، وحض فرماجو على احترام الدستور. وهذا الائتلاف متحالف ضد فرماجو، لكنه يضم مرشحين يتنافسون بشكل فردي على الرئاسة، من بينهم رئيسان سابقان للصومال.
وكان الصومال يعتزم في البداية إجراء أول انتخابات مباشرة فيه منذ أكثر من ثلاثة عقود هذا العام؛ لكن بسبب تأخر التجهيزات وعدم قدرة الحكومة على كبح جماح الهجمات اليومية التي يشنها متمردو «حركة الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، آثرت البلاد الانتقال لإجراء تصويت غير مباشر، حيث يختار الشيوخ النواب الذين سيختارون بدورهم رئيساً.
وكانت العاصمة مقديشو هادئة صباح الاثنين، بحسب صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية». لكن بعض الطرقات كانت مغلقة بعد توتر حصل ليل الأحد/الاثنين، حيث قام مناصرون للمعارضة بإطلاق النار للاحتفال بانتهاء ولاية فرماجو. وقال عبد الله علي، وهو أحد سكان المدينة «لم نتمكن من النوم الليلة الماضية بسبب إطلاق النار»، مضيفاً «لا نعلم ما قد يحصل اليوم». وقالت مصادر عدة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إنه من المرتقب عقد جلسة برلمانية للبحث في هذا الموضوع. وعقدت اجتماعات أيضاً في القصر الرئاسي وفي مكتب رئيس الوزراء، لكن الحكومة لم تدلِ بأي بيان حتى الآن.
في نهاية يناير (كانون الثاني) حذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى الصومال، جيمس سوان، من أن البلاد قد تواجه «وضعاً يصعب توقعه» إذا انتهت ولاية الرئيس من دون التوصل إلى اتفاق لتنظيم الانتخابات المقبلة. والأسبوع الماضي حذرت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي من أي محاولة لتنظيم انتخابات جزئية أو عبر عملية لا تكون موضع توافق في البلاد. وتشهد الصومال عدم استقرار منذ 1991 وسقوط النظام العسكري برئاسة الرئيس السابق سياد بري؛ ما أدى إلى تسريع غرق البلاد في حرب فصائل تلاها تمرد بقيادة حركة الشباب. بدورها، أعلنت الحركة التي يقول مراقبون إنها «حريصة على استغلال هذه الأزمة»، مسؤوليتها عن هجوم في بلدة دوسمريب، أسفر عن مقتل 12 من أفراد الأمن، من بينهم عبد الرشيد عبد النور، مسؤول جهاز الاستخبارات والأمن الوطني.
وقالت الحركة في بيان مقتضب بثته إذاعة «الأندلس» التابعة لها، إنها «قتلت 14 جندياً، بينهم قائد كبير». وأكد الجنرال مسعود محمود، أن «قنبلة أصابت قافلة تابعة لوحدات الاستخبارات الإقليمية في ولاية جالمودوج، كانت تسير بالقرب من مدينة دوسامارب بوسط الصومال على بعد 400 كيلومتر شمال العاصمة مقديشو»، مضيفاً «تلقينا تقارير مروعة عن مقتل 13 من رجال الأمن في الانفجار». في حسن قال الضابط محمد علي «نعتقد أن الآلية اصطدمت بلغم أرضي زرعه إرهابيون خارج دوسامارب»، مضيفاً أن «ثمانية من عناصر الأمن قتلوا» وأصيب اثنان آخران.
وطبقاً لرواية ضابط آخر، يدعى عبد الولي عدن، فإن «العناصر الأمنية كانت تنفذ عمليات في المنطقة عندما اصطدموا بقنبلة على جانب الطريق»، مشيراً إلى أن «الانفجار طال السيارة؛ ما أدى إلى مصرع معظم من كانوا فيها، باستثناء جندي أو اثنين تعرضا لإصابات خطيرة». ودمّر الجيش الصومالي حواجز أقامتها ميليشيات (الشباب) بين مدن لوق ودولو وبلد حواء بمحافظة جدو، بينما نفذت قوات الشرطة ووحدات من القوات الخاصة عملية أمنية في أحياء مدينة جوهر بولاية هيرشبيلي؛ بهدف تعزيز الأمن والاستقرار.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.