شهدت فعاليات المؤتمر الـ12 للندوة العالمية للشباب الإسلامي، الذي احتضنته مدينة مراكش المغربية على مدى 3 أيام، واختتمت أشغاله أمس، إعادة انتخاب الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي أمينا عاما للندوة العالمية للشباب الإسلامي لدورة ثالثة، ليحافظ على منصبه الذي يشغله منذ سنة 2002.
وتواصلت أمس أشغال المؤتمر بمداخلات عدد من العلماء والباحثين والمهتمين بالشباب، ركزوا في كلمتهم على المحاور الـ4 للملتقى، التي أولها «الشباب والتغيير»، وثانيها «الشباب والمتغيرات الاقتصادية»، وثالثها «الشباب والمتغيرات الثقافية والاجتماعية»، ورابعها «الشباب والآفاق المستقبلية».
وشدد الدكتور جميل بن حبيب اللويحق في «ندوة الشباب والعلماء: تجاذب في العلاقة» على أن العلماء هم هداة الناس الذين لا يخلو منهم عصر، فيما لاحظ الدكتور أبو زيد عبد الله الإدريسي أن الشبان أصبحوا يعانون من أزمات شخصية عدة، كما يعانون من علماء لا يصنعون لهم القدوة التي يتطلعون إليها، ولا يرون في كثير من العلماء مرجعية تملأ العين. وأكد الإدريسي أن أخطر ما يعانيه الشباب اكتفاؤهم بـ«غوغل» شيخا لهم، مبينا أن هناك عدة أسباب أوجدت فجوة بين الشباب والعلماء، أبرزها عدم إقامة حلقات للدروس والاكتفاء بالمحاضرات، وعدم خفض الجناح من قبل العلماء، وعدم التوريث والخلف.
من جهته، تحدث الدكتور عبد اللطيف محمود آل محمود، خلال ندوة عن «الانتماء الوطني لدى الشباب» وعن تتعدد انتماءات الفرد الواحد، حيث يمكن أن ينتمي إلى قريته أو لغته أو دينه ومهنته، مشيرا إلى أن ارتباط الفرد بوطنه فكرا ووجدانا يؤثر في أحاسيسه وتوجهاته، وإلى أن الانتماء الوطني نوع من عمارة الأرض وإصلاحها ونشر للعدل، وبمعنى آخر فالانتماء هو مصلحة من المصالح وتكليف من التكاليف وتحقيق للأولويات.
وقال الدكتور أحمد الراوي في مداخلته عن الانتماء الوطني لدى المسلمين في أوروبا، إن «المسلمين بصفتهم مواطنين أوروبيين، يعملون من أجل الصالح العام، يؤدون واجباتهم مقابل حقوق ينالونها. لكن يتوجب عليهم أن يكونوا فاعلين ومنتجين في مجتمعاتهم، مع إدراك الواجبات والوعي بالحقوق»، داعيا مسلمي أوروبا للاندماج الإيجابي والحفاظ على حقوقهم، مع المشاركة السياسية بفاعلية في المجتمعات المحلية، واحترام القوانين والسلطة القائمة، والالتزام بحياد الدولة، الذي يمكن معتنقي الأديان من ممارسة شعائرهم.
من جانبه، عدد الدكتور عصام البشير في الشق المتعلق بـ«الشباب ومتغيرات العصر»، 3 أمور يتوجب إرشاد الشباب على ضوئها، وهي العلم والتربية والتشبث بالواقع، مشددا على أن عصرنا هو عصر ثورات الاتصال والتكنولوجيا والإعلام، بدليل أن مسلسلا واحدا يشاهده الملايين يستطيع أن يبلغ من التأثير ما لم تبلغه ملايين الخطب للعلماء والدعاة.
وتحدث الدكتور عبد الحليم محمود زيدان عن أهمية الثقة في تطلعات الشباب، وشدد على أهمية التطبيق العملي لمفهوم القدوة، وتعزيز الثقة في نفوس الناشئة والشباب، ذاكرا نماذج شبابية تحملت أدوارا قيادية في سن مبكرة كزيد بن ثابت، كاتب الوحي، وأسامة بن زيد، الذي تأمر على جيش فيه الأشياخ من الصحابة كأبي بكر وعمر. وعدد زيدان أهم ما يعزز الثقة بالنفس لدى الشاب المسلم، مركزا على التحصين الثقافي، والتفاؤل ونبذ العنف، واليقين بالله، والتواضع، وبناء الإرادة، والصدق، والصبر.
وفضلا عن الحضور والمتابعة الشبابية، تميزت الندوة بحضور نسائي لافت، حيث حضرت ممثلات العمل النسوي والشبابي من مختلف دول العالم، وقدمت الدكتورة نورة بنت عبد الله العدوان ورقة في محور «الشباب والانتماء الوطني»، ناقشت من خلالها منظومة حقوق الإنسان الدولية في جوانبها الثقافية والاجتماعية، واستحقاقاتها على الهوية والانتماء والمواطنة، كما قدمت الدكتورة عالية صالح القرني بحثا عن «الشباب والحريات العامة: حقيقتها وضوابطها»، أشارت من خلالها إلى أن الفهم الخاطئ للحرية يؤدي إلى التسيب الأخلاقي والإلحاد الفكري والخروج على الأمن الاجتماعي، مشددة على أن مفهوم الحرية هو التصرف بحرية في أمر مشروع، تحت مفهوم العبودية لله، دون اعتداء على حقوق الآخرين.
إعادة انتخاب صالح الوهيبي أمينا عاما للندوة العالمية للشباب الإسلامي بمراكش
تميزت بحضور كبير للسيدات وممثلات العمل النسوي من مختلف دول العالم
إعادة انتخاب صالح الوهيبي أمينا عاما للندوة العالمية للشباب الإسلامي بمراكش
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة