مرسوم من إردوغان بإنشاء كلية لجامعة تركية شمال سوريا

قصف متبادل في أعزاز... وأنقرة تخسر طائرة استطلاع في عين عيسى

صورة لمرسوم إحداث جامعة تركية شمال سوريا
صورة لمرسوم إحداث جامعة تركية شمال سوريا
TT

مرسوم من إردوغان بإنشاء كلية لجامعة تركية شمال سوريا

صورة لمرسوم إحداث جامعة تركية شمال سوريا
صورة لمرسوم إحداث جامعة تركية شمال سوريا

أصدر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مرسوما بافتتاح كلية طب ومعهد عال للعلوم الصحية بلدة الراعي الوقعة ضمن ما يعرف بمنطقة «درع الفرات» بريف محافظة حلب شمال سوريا. كما وقعت اشتباكات مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في أعزاز، وقرب عين عيسى في شمال الرقة شمال شرقي الفرات حيث أسقطت قسد طائرة استطلاع تركية.
وجاء في المرسوم أنه سيتم افتتاح كلية طب ومعهد عال للعلوم الصحية في بلدة الراعي التي تقع ضمن درع الفرات، يتبعان جامعة العلوم الصحية التركية بإسطنبول ونشرت الجريدة الرسمية في تركيا، أمس (السبت)، المرسوم الذي حمل توقيع إردوغان، في سابقة هي الأولى التي يصدر فيها مرسوم رئاسي بشأن شمال سوريا، فيما اعتبر إعلانا رسميا لتبعية مناطق سورية لتركيا.
وسيطر الجيش التركي عبر عملية «درع الفرات» التي أطلقها في 24 أغسطس (آب) 2016 على مساحة 2055 كيلومترا مربعا من الأراضي محافظة حلب شمال سوريا، وتتواجد بها قواته إلى جانب الفصائل السورية الموالية لأنقرة. وعملت تركيا منذ العام 2018، الذي شهد عملية عسكرية أخرى في عفرين باسم «غصن الزيتون» استهدفت مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية «قسد» ولحقت بها عملية ثالثة باسم «نبع السلام» في منطقة شرق الفرات شمال شرقي سوريا في أكتوبر (تشرين الأول) 2019 تم خلالها السيطرة على تل أبيض في الرقة ورأس العين في الحسكة، شمال شرقي سوريا، على ترسيخ تبيعة هذه المناطق وإلحاقها إداريا بالولايات التركية الحدودية (هطاي، شانلي أورفا، غازي عنتاب).
وفتحت السلطات التركية فروعا لهيئة البريد وتم تعميم التعامل بالليرة التركية، فضلا عن افتتاح المدارس وإدخال اللغة التركية بها وكليات تتبع بعض الجامعات كجامعة حران في شانلي أورفا تحت ستار مساعدة السوريين في مناطق سيطرتها.
وفي أحدث خطوة في هذا الاتجاه، افتتحت مؤسسة البريد التركية، الشهر الماضي، فرعا لها بمدينة تل أبيض، الواقعة ضمن منطقة «نبع السلام» شمال شرقي سوريا، بحضور والي شانلي أورفا، عبد الله أران، ومدير مؤسسة البريد مصطفى كارغين، ورئيس المجلس المحلي لمدينة تل أبيض، وائل حمدو.

كما وضع الوالي حجر الأساس لمستشفى النساء والولادة الجديد، الذي سيتم إنشاؤه في تل أبيض. وكانت الفرق التابعة لمديرية صحة ولاية شانلي أورفا، العاملة في شمال شرقي سوريا، قد افتتحت وحدة عناية مركزة لحديثي الولادة بتل أبيض في 13 يناير (كانون الثاني) الحالي. وتواصل تركيا تقديم الدعم في مجالات متعددة، تشمل المواصلات والبنية التحتية والتعليم والأمن والصحة، لمدينة تل أبيض التي تم انتزاع السيطرة عليها من يد قوات «قسد». من ناحية أخرى، تبادلت القوات التركية، بعد منتصف ليل الجمعة – السبت، قصفا صاروخيا مع قوات قسد جنوب مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي.
وكانت القوات التركية قصفت بالمدفعية الثقيلة، أول من أمس، قرية مرعناز وشمالي مدينة تل رفعت ضمن مناطق قسد بريف حلب الشمالي، تزامنًا مع اشتباكات متبادلة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة بين قوات «قسد» والفصائل الموالية لتركيا، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف الطرفين، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية، أمس، مقتل 3 من عناصر «قسد»، إثر استهدافهم مزارعين في مدينة أعزاز أثناء قيامهم بجمع الزيتون. كما ألقت الشرطة الموالية لتركيا أمس القبض على 3 أشخاص أثناء محاولتهم الدخول إلى مدينة أعزاز وبحوزتهم عبوات ناسفة. وقال المرصد إن شعبة مخابرات أعزاز قامت بتفجير عبوتين ناسفتين عند مدخل المدينة، حيث تشهد المنطقة تصاعدا كبيرا للانفلات الأمني عبر تفجيرات متتالية شهدتها مختلف مناطق النفوذ التركي بريف حلب خلال الأيام الماضية.
وفي شرق الفرات، تمكنت قوات «قسد»، أمس، من إسقاط طائرة استطلاع تركية مسيرة كانت تحلق في أجواء الريف الغربي لبلدة عين عيسى، شمال الرقة. وأفاد الرسد السوري بأن قوات قسد نفذت، ليل الجمعة – السبت، قصفا صاروخيا استهدف تجمعات القوات التركية في 3 نقاط عسكرية تنشئها قرب طريق حلب – اللاذقية ليرتفع عدد النقاط العسكرية قرب خطوط التماس مع «قسد» إلى 10 نقاط، في قرى معلق والصيدا وجهبل واستراحة صقر واستراحة النخيل حول مركز عين عيسى.



طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

TT

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)
قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)

قال الجيش السوري ومصادر من قوات المعارضة إن قوات جوية روسية وسورية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، اليوم (الخميس)، لصد هجوم لقوات المعارضة استولت خلاله على أراضٍ لأول مرة منذ سنوات.

ووفقاً لـ«رويترز»، شن تحالف من فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً، أمس (الأربعاء)، اجتاح خلاله 10 بلدات وقرى تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب، شمال غربي البلاد.

وكان الهجوم هو الأكبر منذ مارس (آذار) 2020، حين وافقت روسيا التي تدعم الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي تسبب في تشريد ملايين السوريين المعارضين لحكم الأسد.

وفي أول بيان له، منذ بدء الحملة المفاجئة قال الجيش السوري: «تصدَّت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وكبَّدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح».

وأضاف الجيش أنه يتعاون مع روسيا و«قوات صديقة» لم يسمِّها، لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.

وقال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا، وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مشارف مدينة حلب، وعلى بُعد بضعة كيلومترات من بلدتَي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين بهما حضور قوي لجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران.

كما هاجموا مطار النيرب، شرق حلب، حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.

وتقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم (الخميس)، أن البريجادير جنرال كيومارس بورهاشمي، وهو مستشار عسكري إيراني كبير في سوريا، قُتل في حلب على يد قوات المعارضة.

وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الصراع هناك. وبينما شمل هؤلاء عناصر من الحرس الثوري، الذين يعملون رسمياً مستشارين، فإن العدد الأكبر منهم من عناصر جماعات شيعية من أنحاء المنطقة.

وقالت مصادر أمنية تركية اليوم (الخميس) إن قوات للمعارضة في شمال سوريا شنَّت عملية محدودة، في أعقاب هجمات نفذتها قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسَّعت عمليتها بعد أن تخلَّت القوات الحكومية عن مواقعها.

وأضافت المصادر الأمنية أن تحركات المعارضة ظلَّت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019، بهدف الحد من الأعمال القتالية بين قوات المعارضة وقوات الحكومة.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن تركيا تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، واتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان أمن القوات التركية هناك.

ولطالما كانت هيئة تحرير الشام، التي تصنِّفها الولايات المتحدة وتركيا منظمة إرهابية، هدفاً للقوات الحكومية السورية والروسية.

وتتنافس الهيئة مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، وتسيطر هي الأخرى على مساحات شاسعة من الأراضي على الحدود مع تركيا، شمال غربي سوريا.

وتقول قوات المعارضة إن أكثر من 80 شخصاً، معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة.

وتقول دمشق إنها تشن حرباً ضد مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة، وتنفي استهداف المدنيين دون تمييز.