مبادرة أوروبية لإطفاء نيران التوتر الحدودي بين السودان وإثيوبيا

TT

مبادرة أوروبية لإطفاء نيران التوتر الحدودي بين السودان وإثيوبيا

ينتظر أن يصل الخرطوم يوم غد (الأحد)، وفد رفيع من الاتحاد الأوروبي، لتقصي الأحداث على الحدود السودانية - الإثيوبية، وقضية سد النهضة مع الحكومة الإثيوبية، قبل أن يغاد الثلاثاء إلى أديس أبابا للقاء الجانب الإثيوبي لمناقشة القضايا ذاتها.
وقالت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا)، إن الزيارة تستهدف التعرف على ما يدور على الحدود السودانية والإثيوبية، وبحث القضايا الحدودية ودعوة الطرفين للوصول إلى حل سلمي، إلى جانب مناقشة قضية سد النهضة. وتستغرق الزيارة مدة يومين، ينتقل بعدهما الوفد إلى أديس أبابا لبحث الموضوع ذاته مع الجانب الإثيوبي.
ومنذ إعادة الجيش السوداني لانتشاره في منطقة «الفشقة» في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، شهدت العلاقات بين البلدين توتراً لافتاً، وحشد كل طرف قواته العسكرية على جانبي الحدود.
وتقول الخرطوم إنها استردت مناطق سودانية، استولت عليها إثيوبيا منذ عام 1995، وأقامت قرى ومعسكرات ومزارع في منطقة «الفشقة» الخصيبة، وإن الجيش السوداني داخل أراضيه ولن يغادرها، وإن قضية الحدود محسومة وفقاً لاتفاقيات دولية وثنائية بين البلدين.
وتزعم إثيوبيا أن الجيش السوداني استغل انشغالها في الحرب ضد «جبهة تحرير تيغراي»، واستولى على أراضيها، وتطالب بعودة الأوضاع لما كانت عليه قبل نوفمبر، لحل النزاع سلمياً، وهو ما يرفضه السودان، وفشلت لجان الحدود المشتركة في التوصل إلى حل تفاوضي عليه.
وقتل ما لا يقل عن 50 جندياً إثيوبياً في اشتباكات مع القوات السودانية بمنطقة الفشقة الحدودية المتنازع عليها، حسبما ذكرت مصادر بالجيش السوداني أمس (الجمعة).
وقال ضابطان رفيعا المستوى بالجيش السوداني في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، شريطة عدم الكشف عن هويتهما، إن القتال بدأ بعد أن شن جنود إثيوبيون هجمات متفرقة على الجيش السوداني في إحدى مناطق الفشقة أول من أمس (الخميس). وأضاف الضابطان أن جندياً سودانياً لقي حتفه أيضاً خلال الاشتباكات.
ونظم السودان حملات دبلوماسية، طاف خلالها عدداً من الدول الشقيقة والصديقة في الإقليم، لكسب التأييد لقضيته مع إثيوبيا، شرح خلالها للدول التي زارتها الوفود السيادية، طبيعة الأوضاع على الحدود وعدم رغبته في الدخول في حرب مع إثيوبيا، وفي الوقت ذاته تمسكه بالأراضي التي أعاد الجيش انتشاره فيها.
وزار عضو مجلس السيادة محمد حسن التعايشي دولة كينيا لثلاثة أيام، بحث خلالها مع الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بين البلدين، وقدم له شرحاً حول الأوضاع على الحدود مع إثيوبيا، ومفاوضات سد النهضة.
وقال المدير التنفيذي للخارجية السفير إبراهيم بشرى، الذي رافق عضو مجلس السيادة، في تصريحات صحافية، إن التعايشي سلم كينياتا رسالة خطية من رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، تتعلق بالعلاقات الثنائية وسبل تطويرها.
وأوضح أن عضو مجلس السيادة قدم للرئيس الكيني، شرحاً وافياً حول موقف السودان من قضية سد النهضة وقضية الحدود الشرقية مع إثيوبيا، التي نجمت عقب انتشار القوات المسلحة السودانية داخل أراضيها.
ووفقاً للبشرى، تطرق لقاء التعايشي - كينياتا لسير تنفيذ مهام الفترة الإنتقالية والإنجازات التي تحققت، وتضمنت توقيع اتفاق سلام السودان في عاصمة جنوب السودان (جوبا)، ومشاركة القوى السياسية في كل هياكل الحكم بالبلاد.
وأوضح البشرى أن الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، أكد خلال اللقاءات أهمية معالجة قضايا القارة داخل البيت الأفريقي، وأبدى استعداد بلاده الدائم لدعم ومساندة السودان في المستويات الإقليمية والدولية كافة.
وتعد زيارة التعايشي لكينيا آخر حملة العلاقات العامة الدبلوماسية التي يقوم بها السودان، وقد سبقه عدد آخر من أعضاء مجلس السيادة بزيارات لكل من المملكة العربية السعودية، وإريتريا، وجيبوتي، وتشاد، ومصر، وغيرها من دول الإقليم، قدموا خلالها شرحاً للأوضاع المتوترة على الحدود مع إثيوبيا.



«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.