«إياتا»: قطاع النقل الجوي ينزف و«الفحص الطبي» أفضل من «الحجر الصحي»

التراجع أسرع 8 مرات من عام ما بعد «هجمات 11 سبتمبر»

طائرات متوقفة على مدرج المطار في ديسمبر الماضي بعد تفشي فيروس «كورونا» المستجد في هونغ كونغ (رويترز)
طائرات متوقفة على مدرج المطار في ديسمبر الماضي بعد تفشي فيروس «كورونا» المستجد في هونغ كونغ (رويترز)
TT

«إياتا»: قطاع النقل الجوي ينزف و«الفحص الطبي» أفضل من «الحجر الصحي»

طائرات متوقفة على مدرج المطار في ديسمبر الماضي بعد تفشي فيروس «كورونا» المستجد في هونغ كونغ (رويترز)
طائرات متوقفة على مدرج المطار في ديسمبر الماضي بعد تفشي فيروس «كورونا» المستجد في هونغ كونغ (رويترز)

قال «الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)» إن عام 2020 جلب تحدياً غير مسبوق لقطاع الطيران، وذلك من حدود مغلقة، وضوابط صارمة على السفر، وثقة منخفضة للمسافرين بالسفر الدولي؛ حيث انخفض طلب المسافرين على السفر الدولي بنسبة كبيرة بلغت 76 في المائة مقارنة بعام 2019؛ أسرع بثماني مرات من السنة التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 التي تعدّ أشد أزمة واجهها قطاع الطيران قبل عام 2020.

- شركات الشرق الأوسط
وذكر تقرير لـ«الاتحاد» أن شركات الطيران في الشرق الأوسط سجلت أكبر انخفاض في الطلب الدولي في عام 2020 (- 72.9 في المائة) بسبب اعتمادها على المسارات الدولية طويلة المدى، والتي لا تزال مغلقة إلى حد كبير. وانخفضت السعة السنوية بنسبة 63.9 في المائة. أما بالنسبة للشحن الجوي، فسجلت شركات النقل الجوية في الشرق الأوسط انخفاضاً في الطلب بنسبة 9.5 في المائة خلال عام 2020 مقارنة بعام 2019.
وبين «إياتا» أن ضعف الربط الدولي في المنطقة أدى إلى الإضرار بشركات الطيران، حيث لا تزال شركات الطيران في المنطقة تعاني من ضعف شديد في الطلب على السفر، إضافة إلى إنهاك في الميزانية، مشيراً إلى أن شركات الطيران في الشرق الأوسط تسلمت طائرات أقل بنسبة 44 في المائة خلال عام 2020 مقارنة بالعام السابق عليه.
وقال محمد البكري، نائب الرئيس الإقليمي في أفريقيا والشرق الأوسط لدى «إياتا»: «نتفهم حرص الدول على منع عودة انتشار الوباء، إلا إن (الاتحاد) يعمل جنباً إلى جنب مع الحكومات لزيادة حماية المسافرين»، مشيراً إلى أن «القطاع لم يكن - ولن يكون - السبب الرئيسي في إعادة انتشار الوباء، في ظل وجود الفحوصات الطبية والإجراءات الاحترازية الأخرى»، وقال: «حديثنا مع الدول أنه لا يمكن الاستمرار في تعليق الرحلات وغلق الحدود، وعن التأثير السلبي وخسارة القطاع والملايين من الوظائف».
وأضاف البكري خلال مؤتمر صحافي افتراضي عقد أمس: «يجب تبني منهجية مع المنهجية التي تبنتها الدول لمكافحة الجائحة وتوزيع اللقاح، ونطالب الدول بوضع خطة بأنه ما إن يتم الوصول إلى مستويات متدنية من الإصابات، فيجب أن تكون هناك خطة واضحة لعودة قطاع النقل الجوي، والأمن والسلامة للمسافرين».
وأشارت توقعات «إياتا» الأساسية لعام 2021 إلى تحسن بنسبة 50.4 في المائة عن الطلب في عام 2020، والذي من شأنه رفع الصناعة إلى 50.6 في المائة من مستويات 2019. وفي حين أن وجهة النظر هذه لم تتغير، فهناك خطر شديد على هذه التوقعات إذا استمرت قيود السفر الأكثر صرامة، والتي تضعها الحكومات استجابةً لتحورات فيروس «كورونا» المستجد، في حال تحقق مثل هذا السيناريو.

- توفير الإغاثة المالية للقطاع
وقال «الاتحاد» في تقرير، أمس، إن «حزم الإغاثة كانت بمثابة شريان حياة حيوي لشركات الطيران في جميع أنحاء العالم؛ حيث قدمت الحكومات 200 مليار دولار للمساعدة في الحفاظ على استمرارية الصناعة، ولكن حتى هذا المبلغ لن يشهد استمرار الصناعة إذا كانت لدينا قيود سفر صارمة حتى عام 2021... ستكون هناك حاجة إلى مزيد».
وأضاف: «عندما لا تمتلك الحكومات الموارد، فقد تحتاج منظمات التمويل الدولية - مثل بنوك التنمية - إلى التدخل». وأوضح أن غياب تدابير الإغاثة الحكومية يعرض مئات الآلاف من وظائف شركات الطيران للخطر.

- اللجوء إلى إجراء الفحوصات بديلاً للحجر الصحي
وما زالت 24 دولة في أفريقيا والشرق الأوسط تطبق إجراءات الحجر الصحي بالإضافة إلى الفحوصات. وأوضح «إياتا» أن إجراءات الحجر الصحي تعادل إبقاء الحدود مغلقة، مما يحد من ثقة ورغبة المسافرين في السفر الدولي.
ودعا «الاتحاد الدولي للنقل الجوي» إلى إجراء الفحوصات الممنهجة للمسافرين دون الحاجة إلى إجراءات الحجر الصحي عند الوصول، حيث سيمكن ذلك الحكومات من فتح الحدود بأمان، آخذة في الحسبان الآثار الاجتماعية والاقتصادية لقطاع الطيران ودعم جهود التعافي بشكل أفضل.
وقال «إياتا» إن هناك 4 مجالات رئيسية قدمها «الاتحاد الدولي للنقل الجوي» لدعم الحكومات لتسهيل اتباع نهج عالمي متسق وفعال، تتمثل في «اللقاحات» من خلال إعفاء الأفراد الذين جرى تطعيمهم على الفور من قيود السفر، بما في ذلك الحجر الصحي، وتطبيق عدد من الحكومات أنظمة فحوصات لتسهيل السفر، وهو ما يدعمه «الاتحاد الدولي للنقل الجوي»، فيما يوصي بإعفاء الطاقم من عمليات الاختبار والقيود المصممة للركاب، وأخيراً إجراء التدابير الحيوية مثل ارتداء الكمامات.


مقالات ذات صلة

الجيشان الروسي والصيني ينفّذان دورية جوية مشتركة فوق بحر اليابان

العالم تظهر هذه الصورة التي التقطتها قوات الدفاع الجوي اليابانية قاذفة صينية من طراز «H  -6» تحلق فوق بحر الصين الشرقي في 24 مايو 2022 (رويترز)

الجيشان الروسي والصيني ينفّذان دورية جوية مشتركة فوق بحر اليابان

قال التلفزيون المركزي الصيني (سي سي تي في)، إن الجيشَين الصيني والروسي نفَّذا الدورية الجوية الاستراتيجية المشتركة التاسعة في المجال الجوي فوق بحر اليابان.

«الشرق الأوسط» (بكين - موسكو)
الاقتصاد شعار «طيران الإمارات» على طائرة ركاب بمطار دبي الدولي (رويترز)

«طيران الإمارات»: تأخير تسليم طائرات بوينغ عرقل قدرتنا على التوسع

قال رئيس «طيران الإمارات» إن الشركة «محبَطة» لأنها تحتاج إلى طائرات، مضيفاً أنه لو جرى تسليم طائرات بوينغ 777-9 إكس في الموعد المحدد لكُنا قد حصلنا على 85 طائرة

«الشرق الأوسط» (دبي)
يوميات الشرق طائرة تابعة لشركة «ساوث ويست» الأميركية (أ.ب)

إخلاء طارئ لطائرة بعد اشتعال النيران في هاتف أحد الركاب واحتراق مقعد

تمكن طاقم طائرة من إجلاء أكثر من 100 راكب بعد أن اشتعلت النيران في هاتف أحد المسافرين على متن طائرة تابعة لشركة «ساوث ويست» الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد الشيخ الدكتور عبد الله بن أحمد آل خليفة خلال جولته في معرض البحرين الدولي للطيران (بنا)

وزير المواصلات لـ«الشرق الأوسط»: البحرين تتجه للاستثمار في الطائرات الكهربائية

تتخذ البحرين خطوات مستمرة للاستثمار في التكنولوجيا الحديثة، والاعتماد على الحلول البيئية المستدامة؛ مثل الطائرات الكهربائية والطاقة المتجددة في تشغيل المطارات.

عبد الهادي حبتور (المنامة)
الاقتصاد تستمر أعمال معرض البحرين الدولي للطيران حتى الجمعة (الموقع الرسمي)

شركات طيران: المنطقة بحاجة إلى السلام والهدوء

على هامش معرض البحرين الدولي للطيران، أجرت «الشرق الأوسط» مقابلات مع عدد من مسؤولي شركات الطيران الذين شددوا على حاجة المنطقة إلى السلام.

عبد الهادي حبتور (المنامة)

«المركزي التركي» يؤكد استمرار سياسته المتشددة تماشياً مع توقعات التضخم

رئيس البنك المركزي التركي فاتح كارهان متحدثاً خلال اجتماع الجمعية العمومية لغرفة صناعة إسطنبول (إعلام تركي)
رئيس البنك المركزي التركي فاتح كارهان متحدثاً خلال اجتماع الجمعية العمومية لغرفة صناعة إسطنبول (إعلام تركي)
TT

«المركزي التركي» يؤكد استمرار سياسته المتشددة تماشياً مع توقعات التضخم

رئيس البنك المركزي التركي فاتح كارهان متحدثاً خلال اجتماع الجمعية العمومية لغرفة صناعة إسطنبول (إعلام تركي)
رئيس البنك المركزي التركي فاتح كارهان متحدثاً خلال اجتماع الجمعية العمومية لغرفة صناعة إسطنبول (إعلام تركي)

أكد البنك المركزي التركي استمرار دعم الموقف المتشدد في السياسة النقدية من خلال السياسات الاحترازية الكلية بما يتماشى مع تراجع التضخم.

وأكد البنك في تقرير الاستقرار المالي للربع الثالث من العام أنه «في واقع الأمر، مع مساهمة الإطار الاحترازي الكلي الذي قمنا بتعزيزه، يتحرك نمو الائتمان بما يتماشى مع تراجع التضخم».

وأضاف التقرير، الذي أعلنه البنك، الجمعة، أنه بينما يتم تعزيز آلية التحويل النقدي، يتم تشكيل التسعير في الأسواق المالية بما يتماشى مع سياسة سعر الفائدة والتوقعات.

وفي تقييمه للسياسة الاقتصادية الحالية، قال رئيس البنك المركزي التركي، فاتح كاراهان في التقرير، إن «أسعار الفائدة على الودائع ستبقى عند مستويات داعمة لمدخرات الليرة التركية».

وأضاف كاراهان أن «استمرار عملية خفض التضخم يزيد من الاهتمام والثقة في أصول الليرة التركية، وأن الزيادة المطردة في حصة ودائع الليرة التركية مستمرة، وأدى الانخفاض الكبير في رصيد الودائع المحمية من تقلبات سعر الصرف إلى تعزيز قوة العملة التركية».

رئيس البنك المركزي التركي فاتح كاراهان (موقع البنك)

وتابع كاراهان أن «مزيج السياسات الحالي يدعم تحسين تصور المخاطر تجاه الاقتصاد التركي وانخفاض علاوة المخاطر، وانعكاساً لذلك؛ تعززت قدرة الاقتراض الأجنبي للشركات والبنوك».

وأوضح أنه بمساهمة انخفاض مستوى ديون الشركات، كان انعكاس تشديد الأوضاع المالية على مؤشرات جودة الأصول محدوداً، بالإضافة إلى التدابير الحكيمة وسياسات توفير البنوك والاحتياطيات القوية لرأس المال والسيولة بقيت المخاطر عند مستوى يمكن التحكم فيه.

كان كاراهان أكد، في كلمة خلال الاجتماع العادي لجمعية غرفة صناعة إسطنبول، الخميس، أهمية سياسات البنك المركزي بالنسبة للصناعة والإنتاج والاستقرار المالي، مشيراً إلى أن القدرة على التنبؤ ستزداد فيما يتعلق باستمرار عملية تباطؤ التضخم وما يتبعها من استقرار الأسعار.

وأضاف: «وبالتالي، يمكن اتخاذ قرارات الاستثمار والإنتاج والاستهلاك من منظور طويل الأجل».

وفي معرض تأكيده على أن عملية خفض التضخم مستمرة، قال كاراهان: «انخفض معدل التضخم السنوي لأسعار المستهلكين إلى 48.6 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو انخفاض كبير مقارنة بذروته في مايو (أيار)، ونتوقع أن ينخفض ​إلى 44 في المائة في نهاية العام.

وأضاف أن الاتجاه الرئيس للتضخم يتحسن التضخم، على الرغم من أنه أبطأ مما توقعنا في أشهر الصيف، وسيستمر التضخم، الذي انخفض بسرعة بسبب التأثير الأساسي، في الانخفاض مع تحسن التضخم الشهري في الفترة المقبلة، ونهدف إلى خفض التضخم إلى 21 في المائة بحلول نهاية عام 2025.

مسار التضخم الأساسي وتوقعاته تدفع «المركزي التركي» للحفاظ على سياسته النقدية المتشددة (إعلام تركي)

وتابع: «موقفنا الحازم في سياستنا النقدية سيستمر في خفض الاتجاه الرئيس للتضخم الشهري من خلال موازنة الطلب المحلي، وارتفاع قيمة الليرة التركية الحقيقية، وتحسن توقعات التضخم، لقد حافظنا على سعر الفائدة الذي رفعناه إلى 50 في المائة في مارس (آذار)، ثابتاً لمدة 8 أشهر، وسنواصل موقف سياستنا النقدية المتشددة حتى يتحقق الانخفاض وتتقارب توقعات التضخم مع النطاق المتوقع على المدى المتوسط (5 في المائة)».

بالتوازي، أعلن معهد الإحصاء التركي أن اقتصاد تركيا سجَّل نمواً بنسبة 2.1 في المائة في الربع الثالث من العام على أساس سنوي.

وكان اقتصاد تركيا سجل نمواً في الربع الأول من العام بنسبة 5.3 في المائة، وفي الربع الثاني بنسبة 2.4 في المائة.

وظلت توقعات النمو للعام الحالي ثابتة عند 3.1 في المائة، بحسب نتائج استطلاع المشاركين في السوق لشهر نوفمبر (تشرين الثاني)، الذي نشره البنك المركزي التركي، الأربعاء، في حين تراجعت التوقعات من 3.3 في المائة إلى 3.2 في المائة لعام 2025.