«الصحة العالمية» من ووهان: نتّبع العلم والحقائق

2.26 مليون وفاة و104.3 مليون إصابة في العالم

بن امبارك (وسط) مع زملائه في ووهان أمس (أ.ب)
بن امبارك (وسط) مع زملائه في ووهان أمس (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» من ووهان: نتّبع العلم والحقائق

بن امبارك (وسط) مع زملائه في ووهان أمس (أ.ب)
بن امبارك (وسط) مع زملائه في ووهان أمس (أ.ب)

تسبب فيروس «كورونا» في وفاة ما لا يقل عن مليونين و269 ألفاً و346 شخصاً في العالم منذ أن أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض في نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2019، حسب تعداد أجرته وكالة الصحافة الفرنسية، استناداً إلى مصادر رسميّة صباح أمس (الخميس)، فيما قال كبير خبراء منظمة الصحة العالمية بيتر بن امبارك، في ووهان، إن الفريق الذي يزور الصين أجرى مناقشات «صريحة جداً» مع العلماء الصينيين حول منشأ الفيروس المسبِّب لوباء «كوفيد - 19» بما في ذلك فرضية تسربه من مختبر للفيروسات.
وتأكدت رسمياً إصابة أكثر من 104.350.880 مليون شخص في العالم بالفيروس منذ ظهور الوباء، وشُفي من بينهم ما لا يقلّ عن 63.406.500 مليون شخص حتى الآن.
تستند الأرقام إلى التقارير اليومية الصادرة عن السلطات الصحية في كل بلد، وتستثني المراجعات اللاحقة من الوكالات الإحصائية، كما في روسيا وإسبانيا والمملكة المتحدة.
وتم إحصاء 15331 وفاة جديدة و501.061 ألف إصابة جديدة في العالم، أول من أمس (الأربعاء). والدول التي سجلت أكبر عدد من الوفيات اليومية هي: الولايات المتحدة التي أحصت 3540 وفاة، والمكسيك (1707) وبريطانيا (1322).
والولايات المتحدة هي أكثر البلدان تضرراً جراء الوباء، إذ سجلت 450.805 ألف وفاة من أصل 26.557.354 مليون إصابة، حسب تعداد جامعة «جونز هوبكنز».
وبعد الولايات المتحدة، أكثر الدول تضرراً هي البرازيل التي سجلت 227.563 ألف وفاة (9.339.420 مليون إصابة)، والمكسيك مع 161.240 ألف وفاة (1.886.245 مليون إصابة)، والهند مع 154.703 ألف وفاة (10.790.183 مليون إصابة)، والمملكة المتحدة مع 109.335 ألف وفاة (3.871.825 مليون إصابة). وبين الدول الأكثر تضرراً، سجّلت بلجيكا أعلى معدل للوفيات نسبةً لعدد السكان بلغ 183 وفاة لكل مائة ألف نسمة، تليها سلوفينيا (171) والمملكة المتحدة (161) والجمهورية التشيكية (157) وإيطاليا (149). وأحصت أوروبا أمس (الخميس)، عند الساعة 11:00 (ت غ) 757.137 ألف وفاة من أصل 33.988.060 مليون إصابة، وأميركا اللاتينية والكاريبي 606.045 ألف وفاة من أصل 19.196.419 مليون إصابة، والولايات المتحدة وكندا 471.160 ألف وفاة من أصل 27.347.005 مليون إصابة.
وسجلت آسيا 242.525 ألف وفاة من أصل 15.345.317 مليون إصابة، والشرق الأوسط 98.455 ألف وفاة من أصل 4.828.781 مليون إصابة، وأفريقيا 93079 وفاة من أصل 3.613.571 مليون إصابة، وأوقيانوسيا 945 وفاة من أصل 31729 إصابة.
ومنذ بدء تفشي الوباء ازداد عدد اختبارات الكشف بشكل كبير وتحسّنت تقنيات الفحص والتعقب، ما أدى إلى زيادة في عدد الإصابات المشخصة.
رغم ذلك، فإن عدد الإصابات المعلن قد لا يعكس إلا جزءاً بسيطاً من الإجمالي الفعلي، إذ لا يتم رصد نسبة كبيرة من الحالات الأقل خطورة أو التي لا تظهر عليها أعراض.
وأُعدّت هذه الحصيلة استناداً إلى بيانات جمعتها مكاتب وكالة الصحافة الفرنسية من السلطات الوطنية المختصة، وإلى معلومات نشرتها منظمة الصحة العالمية.
وبسبب التصحيحات التي تُجريها السلطات أو التأخر في نشر البيانات، فإن الأرقام اليومية قد لا تطابق تماماً البيانات الصادرة في اليوم السابق.
- متقصُّو الوباء
وفي ووهان الصينية، قال بن امبارك إن المحادثات مع الخبراء الصينيين تناولت مزاعم تناقلتها وسائل الإعلام العالمية على نطاق واسع، بعد يوم من زيارته وفريقه «مختبر ووهان للفيروسات».
ومن دون أن يتطرق إلى فرضيات محددة، وصف بن امبارك بعضها بأنه بعيد عن كل تصور عقلاني، مؤكداً أن المحققين لن يضيعوا الوقت في مطاردة أكثر المزاعم غرابة.
وقال اختصاصي سلامة الأغذية في منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، عبر الهاتف من ووهان، المدينة الواقعة في وسط الصين حيث سُجلت أولى الإصابات بفيروس «كورونا» في ديسمبر 2019: «كانت المناقشات صريحة للغاية».
وأضاف بن امبارك الذي عمل في مكتب منظمة الصحة العالمية في بكين لمدة عامين ابتداءً من عام 2009: «ناقشنا... الكثير من النظريات الشهيرة وما إلى ذلك وما جرى لشرحها».
بعد انتهاء الحجر الصحي الذي التزموا به لمدة 14 يوماً الأسبوع الماضي، زار خبراء منظمة الصحة العالمية عدداً من المواقع البارزة التي لها صلة بمنشأ الفيروس، بما في ذلك سوق للمأكولات البحرية حيث سُجلت أولى الإصابات.
كانت زيارة معهد ووهان للفيروسات أول من أمس (الأربعاء)، من أبرز المهام على جدول أعمال الخبراء بسبب فرضيات أثارت جدلاً بطرحها أنه مصدر الوباء.
ويجري علماء هذا المختبر أبحاثاً عن بعض أكثر الأمراض خطورة في العالم، بما في ذلك سلالات فيروسات تاجية تصيب الخفافيش مشابهة للفيروس المسبب لـ«كوفيد - 19». فقد سرت تكهنات في بداية انتشار الوباء بأن الفيروس قد يكون تسرب من طريق الخطأ من المختبر في ووهان، رغم عدم وجود دليل يدعم مثل هذه الفرضية.
واستغل الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب، وأنصاره تلك الشائعات وقاموا بتضخيمها من خلال نظريات مؤامرة مفادها أن الصين تعمدت تسريب الفيروس.
وقال بن امبارك إن المناقشات مع علماء المختبر كانت مفيدة لفهم موقف العاملين فيه «بالنسبة للكثير من هذه التصريحات والادعاءات التي شاهدها الجميع وقرأ عنها في الأخبار».
وبدا أنه يرفض بعض هذه الفرضيات بوصفه الكثير من التكهنات بأنها تنفع أن تكون «سيناريوهات ممتازة لأفلام ومسلسلات جيدة للسنوات المقبلة». كما أكد أن محققي منظمة الصحة العالمية «يتّبعون العلم والحقائق» للوصول إلى استنتاجاتهم.
وقال لوكالة الصحافة الفرنسية: «إذا بدأنا في ملاحقة سراب والجري خلفه هنا وهناك فلن نحقق أي تقدم على الإطلاق».
وأضاف: «لذا فهذه أيضاً خطوة مهمة أننا تمكنّا من فهم مصدر هذه القصص... ونحن قادرون، بطريقة عقلانية... على شرح لماذا يجانب بعضها المنطق تماماً، ولماذا يمكن أن يكون لبعضها معنى، ولماذا يمكن تفسير بعضها أو لا يمكن تفسيره». زار الفريق مختبر «بي4» في المعهد والخاضع لأقصى متطلبات السلامة البيولوجية في آسيا، كونه مجهّزاً للتعامل مع مسببات الأمراض الأخطر من الفئة 4 مثل إيبولا. وقال بن امبارك إن الرحلة إلى ووهان التي من المقرر أن تنتهي الأسبوع المقبل، لن تؤدي إلى استنتاج نهائي بشأن كيفية انتقال الفيروس من الحيوانات إلى البشر. وختم: «لن نتوصل إلى فهم كامل ونهائي لمَنشأ هذا الفيروس، لكنها ستكون خطوة أولى جيدة... ستكون أفضل طريقة قوية وواضحة جداً لشرح كيف يمكن المضي قدماً».


مقالات ذات صلة

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.