بعد ربع قرن.. دبلوماسي مصري يكشف أسرار 9 سنوات مثيرة في تل أبيب

معلومات السفير الأنصاري أفسدت خطة إسرائيل لاجتياح لبنان ومحاولة اغتيال عرفات

بعد ربع قرن.. دبلوماسي مصري يكشف أسرار 9 سنوات مثيرة في تل أبيب
TT

بعد ربع قرن.. دبلوماسي مصري يكشف أسرار 9 سنوات مثيرة في تل أبيب

بعد ربع قرن.. دبلوماسي مصري يكشف أسرار 9 سنوات مثيرة في تل أبيب

حتى أيام قليلة مضت، لم يكن أحد يعلم عن السفير المصري رفعت الأنصاري إلا أنه دبلوماسي مصري تقلد العديد من المناصب، بينها عمله في سفارة بلاده لدى إسرائيل في مطلع الثمانينات من القرن الماضي لمدة 9 سنوات، إلا أن الأنصاري فاجأ الجميع بكتاب جديد صدر الأسبوع الماضي، قلب الأمور رأسا على عقب، حيث كشف من خلاله أسرارا مثيرة حول تلك الفترة من حياته، متضمنا الكثير من الحكايات التي لم يكشف عنها من قبل حول علاقاته وأسراره في تل أبيب، والتي وصلت إلى حد اعتباره جاسوسا لمصر في إسرائيل، وهو الأمر الذي ينفيه الأنصاري بشدة؛ مؤكدا أنه «قام بمبادرة، ولم يكلف بها من أية جهة».
ويسرد الأنصاري قصته في كتابه «حكايتي في تل أبيب (أسرار دبلوماسي مصري)»، التي يحكي فيها ذكرياته في إسرائيل بعد أن وثقها على 11 شريط كاسيت بناء على نصيحة والده، وحولها إلى كتاب جمعه في 6 سنوات بعد موافقات أمنية مصرية ليكشف عن أسرار انتظر 30 عاما ليعلنها.
تعرف الأنصاري أثناء دراسته في ليبيا على الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، الذي كان برتبة ملازم أول حينها، ثم رجع إلى مصر مع والده، ليلتحق بالسلك الدبلوماسي بعد نجاحه في اختبار الخارجية، ليعمل بعدها بالسفارة المصرية في لندن مسؤولا عن الشأن الإسرائيلي. كما تحدث السفير، في كتابه الصادر عن الدار المصرية اللبنانية في 384 صفحة، عن ذكرياته مع نائب رئيس مصر آنذاك حسني مبارك، الذي كان يبدأ يومه بلعب الإسكواش.
وفي عام 1981، استدعاه سفير مصر بلندن للعمل كدبلوماسي في إسرائيل. لكن والده الذي كان يعمل أستاذا جامعيا، بعث له رسالة طويلة يحذره فيها من العمل بإسرائيل حين علم بالأمر.. إلا أن الأنصاري قبل المهمة، وإثر ذلك طلبت زوجته الطلاق لرفضها السفر.
شق الأنصاري طريقه إلى إسرائيل منفردا بسيارته في أوائل الثمانينات بعد ترك أسرته، ليقيم بفندق هناك، ثم حضر احتفال إسرائيل بالعيد القومي باعتباره سكرتير السفير المصري بتل أبيب. وهناك، التقى للمرة الأولى الدبلوماسية البريطانية رونا ريتشي، التي كانت طرف الخيط الذي قاده إلى أخطر فصول حياته.
ويسرد الأنصاري في كتابه المكون من 9 فصول أنه وطد علاقته مع ريتشي التي كان يرى بعينها إسرائيل، نظرا لخبرتها الكبيرة بالمجتمع هناك. وبصرته ريتشي بعيوب المجتمع والشخصيات العامة في تل أبيب، وطلبت منه عدم اللقاء منفردين تفاديا للمشكلات؛ فاتفقا على اللقاء في شاطئ عام، حيث كانا يلتقيان بعيدا عن الأنظار إلا في حضور كلب من نوع جيرمان شيبرد.
ويتابع الأنصاري قصته المثيرة، موضحا أنه انتقل من الإقامة في الفندق إلى شقة خاصة، بعد اكتشافه عن طريق سيدة كولومبية أن غرفة الفندق الذي يقيم فيه بها أجهزة تنصت يزرعها الأمن الإسرائيلي، ويتنصت من خلال غرفة أمنية بالفندق لا يدخلها إلا رجال الأمن فقط.
لكن التنصت على الأنصاري استمر في شقته الجديدة، التي رشحها له عميل تابع لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد، وهي حيلة مخابراتية متبعة، وذلك من خلال وضع أجهزة تنصت كشفها خبراء مصريون جاءوا لمسح مبنى السفارة المصرية، فطلبهم للكشف على منزله.
ويشير السفير إلى أن ريتشي، مصدر المعلومات المهم للأنصاري، رفضت إطلاعه على مصادرها وحرصت على إمداده فقط بالمعلومات، في الوقت الذي كون فيه الأنصاري علاقات مع ضباط بالجيش الإسرائيلي بينهم عدد من النساء، مثل الملازم أول إيريت والنقيب يوديت، بعد التأكد من أنهن غير مدفوعات عليه من قبل أجهزة الأمن الإسرائيلية. فاضحا كيف أعلمته النقيبة يوديت من دون قصد نية إسرائيل اجتياح جنوب لبنان.
ويوضح الأنصاري أنه ربط بين ما قالته يوديت، ومعلومة عن فصل أحد السائقين بالمكتب الحربي لطلبه إجازة في شهر فبراير (شباط)، وأيضا الاتصال بباقي أصدقائه بالجيش الإسرائيلي الذين تحججوا بسفرهم؛ وهو ما أكد ظنونه حول صدق المعلومة، فأبلغ السلطات المصرية التي أفشلت الحرب. كما تطرق إلى نجاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات من محاولة اغتيال في مقر حركة فتح الفلسطينية بعد رصده لمعلومات حول ذلك.
ولمح السفير الأنصاري إلى أن الإسرائيليين اختاروه رئيسا للجنة تحكيم لاختيار ملكة جمال إسرائيل في إحدى السنوات، كما أوضح أنه اقترح عليهم إنشاء جمعية للدبلوماسيين الأجانب. ويروي عن ثقة قادة إسرائيل فيه لدرجة أنه أثناء أحد الاحتفالات، تحدث مع موشى ديان حول معرفته بشخص يعمل بالآثار، فكشف ديان عن أسرار امتلاكه آثارا مصرية وجدها في سيناء بعد حرب 1967، كما نفى له ديان فكرة امتلاك إسرائيل خريطة أرض الأحلام من النيل للفرات.
ولكن الأمور تعقدت بعد قبض السلطات البريطانية على رونا ريتشي بتهمة التجسس لصالح مصر، والأسوأ من ذلك اتهام السفير الأنصاري بالجاسوسية لحساب مصر، وعلى أثر ذلك شنت الصحافة الإسرائيلية والبريطانية حملة شرسة ضده هو وريتشي أدت إلى تعامل الإسرائيليين بحذر معه، إلا أنه رفض مغادرة إسرائيل كونه ليس جاسوسا.
وفي سياق متصل، كشف السفير المصري لدى إسرائيل في ذلك الوقت سعد مرتضى عن أن إسرائيل اتهمته بالتجسس بعد أن قبضت المخابرات المصرية على السكرتير الأول لسفير إسرائيل بالقاهرة في قضية تجسس، إلا أن مصر تأخرت في الإعلان عن ذلك فقامت إسرائيل بخطوة استباقية.
وواجه الدبلوماسي المصري 3 محاولات اغتيال نجا منها، الأولى كانت محاولة دهسه بسيارة مجهولة، والثانية كانت محاولة صعقه بالكهرباء، ثم الثالثة بعد كسر أنبوب الغاز الطبيعي في شقته ولكن تم إنقاذه، ليتلقى أوامر من القاهرة بضرورة هروبه سرا.
وقبل رحيله من تل أبيب، عرضت مجلة إسرائيلية على الأنصاري كتابة مذكراته مقابل مليون دولار، فمزق العرض وذهب إلى منزله. كما أفصحت له خبيرة السياحة الإسرائيلية شولاميت عن طريقة الموساد في التجنيد، عبر نشر عيون ترصد تحركات الأشخاص المرغوب في تجنيدهم، حتى خلال وجودهم بمطاعم الوجبات السريعة أو محطات الوقود.
ويروي الأنصاري أنه هرب من إسرائيل في سياق أشبه بأفلام «الأكشن»، ويشير في فصل بالكتاب تحت عنوان «آخر يوم في تل أبيب»، إلى أنه سافر عبر خطوط «إير سيناء»، وعلى متن الطائرة سلمته مضيفة مصرية ورقة تقول: «من مصر ومن مصر للطيران لابن مصر البار؛ تقديرا لما قام به من أعمال».. وبعد وصوله إلى مصر استقبلته سيارة سوداء، وأبلغ مستقبله المسؤولين المصريين قائلا: «الأمانة وصلت سالمة من تل أبيب».
وعاد الأنصاري إلى أهله بعد 9 سنوات من العمل في إسرائيل وسط لهفة اللقاء بالمفاجأة.. أما رونا ريتشي، فقضت محكمة بريطانية بسجنها 9 أشهر مع إيقاف التنفيذ لمدة سنة.
وذكر الأنصاري أنه بعد عودته إلى مصر أدلى بإفادته إلى الجهات الأمنية على مدار 3 أسابيع، موضحا أنه بعد سرده للقصة 8 مرات، تذكر أنه أثناء وجوده مع رونا ريتشي على الشاطئ كان يصاحبهما دائما ذلك الكلب المجهول، الذي عرفا فيما بعد أنه مدسوس من أجهزة الأمن الإسرائيلي، وأنه مزود بمسجل خفي حول عنقه.. وكانت تلك التسجيلات دليل إدانة ضدها. وفي سياق مواز، نشر الإعلام الإسرائيلي خبر هروبه للقاهرة في 9 أبريل (نيسان) تحت عنوان «عودة الصديق المصري للدبلوماسية البريطانية سرا إلى القاهرة».
وحلل الدبلوماسي المخضرم دقائق السياسة الإسرائيلية، فقال إنها تعتمد كليا على مخابراتها عبر شبكة تجسس عالمية، ترتكز على العنصر البشري ثم اقتناص المعلومات بدقة؛ رغم تخبط أجهزتها الأمنية. وشرح أسلوب المخابرات الإسرائيلية، وهو مزيج من الأساليب الفرنسية والأميركية والبريطانية والسوفياتية.
كما نفى الأنصاري تكليف المخابرات المصرية له بالتجسس، موضحا عدم عمله بالجهاز؛ بيد أنه كان صديقا لهم، موضحا أن إسرائيل لم تستطع إثبات تهمة عليه فألصقتها بصديقته رونا التي رفضت العمل لصالح الموساد، ويطلب منها حاليا الظهور علنا لنفي التهمة.



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».