لجنة مغربية تستمع لعائدين من «داعش» في سوريا والعراق

بهدف تجميع المعطيات حول أوضاع العالقين ببؤر التوتر

TT

لجنة مغربية تستمع لعائدين من «داعش» في سوريا والعراق

استمعت اللجنة النيابية الاستطلاعية، التي شكلها مجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى في البرلمان)، مساء أول من أمس، لعائدين من بؤر القتال في سوريا والعراق، من أجل تجميع المعطيات الكافية حول أوضاع مئات المغاربة العالقين في المخيمات بشمال سوريا على الخصوص.
وقال النائب المغربي عبد اللطيف وهبي، رئيس اللجنة النيابية المنتمي لفريق الأصالة والمعاصرة المعارض، لـ«الشرق الأوسط» إنه جرى الاستماع إلى ستة أشخاص من العائدين، منهم امرأتان، ضمنهم من قضوا بعد عودتهم عقوبات سجنية في المغرب تصل إلى 5 سنوات.
وأفاد وهبي بأن اللقاء، الذي عقد في مقر المجلس الوطني لحقوق الإنسان، جرى فيه الاستماع لقصص هؤلاء، وكيف التحقوا بتنظيم «داعش» في سوريا، وكيف عادوا للمغرب، والتجارب المريرة التي مروا منها، لدرجة أنه في لحظات تحول اللقاء إلى حالة من التأثر والبكاء بسبب المعاناة بعض هؤلاء العائدين.
وكانت اللجنة البرلمانية، التي تشكلت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قد استمعت في يناير (كانون الثاني) الماضي لوزير الخارجية ناصر بوريطة حول وضعية العالقين، وتحديات إرجاعهم، ثم إلى أعضاء من عائلات العالقين في سوريا والعراق. كما التقت بعدد من المنظمات الدولية التي تتابع هذا الملف. وينتظر أن تلتقي أيضا وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، ورئيس النيابة العامة محمد عبد النباوي، وعددا من الخبراء في الشأن الديني.
وجاء تشكيل اللجنة البرلمانية، إثر طلب تقدم به الفريق النيابي لحزب الأصالة والمعاصرة، بعد تلقيه رسائل من عائلات مغربية تطالب بإعادة ذويها من سوريا والعراق. ووافق مجلس النواب على الطلب، نظراً «لأبعاده الوطنية والإنسانية، والتضامنية».
وأوضح الفريق النيابي ذاته أن الدولة المغربية «تتحمل المسؤولية تجاه مواطنيها، المتورطين في الحروب، سواء في سوريا أو العراق، والتي خلفت وراءها العديد من الضحايا في صفوف الأطفال والنساء، وكذلك أسر بكاملها».
ويطالب الفريق النيابي بالاطلاع على الإجراءات والتدابير، التي اتخذتها الحكومة، للقيام بتأطير استثنائي لأطفال ونساء مغربيات، يوجدون في بؤر التوتر، سواء من الناحية التعليمية والنفسية والصحية والاجتماعية.
وينتظر أن تعد اللجنة في ختام أشغالها، المقرر في أبريل (نيسان) المقبل تقريرا حول أوضاع العالقين، سيتم الكشف عن مضامينه للرأي العام، وسيكون موضوع مناقشة في لجنة الخارجية بمجلس النواب، كما سيتضمن التقرير توصيات للحكومة حول كيفية التعامل مع هذا الملف.



«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه «كارثي».

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب في غزة، قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لجأ تقريباً جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.

وأضاف، في مؤتمر صحافي بمقرّ المنظمة في جنيف: «الآن، يعيش 90 في المائة منهم في خيم».

وأوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية».

وحذّر تيدروس من أن الوضع مروِّع بشكل خاص في شمال غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة، مطلع أكتوبر الماضي.

وكان تقريرٌ أُعِدّ بدعم من الأمم المتّحدة قد حذّر، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة؛ حيث اشتدّ القصف والمعارك، وتوقّف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريباً.

وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها، هذا الأسبوع، بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت ثلاثة أيام، وجالَ خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً.

وقال تيدروس إن الفريق رأى «عدداً كبيراً من مرضى الصدمات، وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج». وأضاف: «هناك نقص حادّ في الأدوية الأساسية».

ولفت المدير العام إلى أن منظمته «تفعل كلّ ما في وسعها - كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله - لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات».

من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحافيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة، قدّمت طلبات بشأنها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرى تسهيل تسع مهام فقط.

وأضاف أنّه من المقرّر أن تُجرى، السبت، مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين، اللذين ما زالا يعملان «بالحد الأدنى» في شمال قطاع غزة؛ وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معرباً عن أمله في ألا تحدث عرقلة لهذه المهمة.

وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين «بحاجة إلى كل شيء»، ويعانيان بالخصوص نقصاً شديداً في الوقود، محذراً من أنّه «دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق».

وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت، هذا الأسبوع، إخلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، يُفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج.

وأوضح أن هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو (أيار) الماضي.

لكنّ نحو 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون، في القطاع، إجلاءهم لأسباب طبية، وفقاً لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع.

وقال: «إذا استمررنا على هذا المنوال، فسوف نكون مشغولين، طوال السنوات العشر المقبلة».