«الإفتاء المصرية» تحسم الجدل بشأن عرض المومياوات في المتاحف

«الإفتاء المصرية» تحسم الجدل بشأن عرض المومياوات في المتاحف
TT

«الإفتاء المصرية» تحسم الجدل بشأن عرض المومياوات في المتاحف

«الإفتاء المصرية» تحسم الجدل بشأن عرض المومياوات في المتاحف

حسمت دار الإفتاء المصرية الجدل الدائر بين عدد من علماء الآثار والفقهاء حول عرض المومياوات الأثرية في المتاحف، مؤكدة «مشروعية عرضها بما لا يخل بحقوق الموتى».
وقالت دار الإفتاء، في بيان صحافي، مساء أول من أمس، إنّه «لا مانع شرعاً من قيام الهيئات المختصة بدراسة الآثار عن طريق إخراج المومياوات القديمة، وعرضها في المتاحف، مع الاحتياط التام في التعامل معها بما لا يخلّ بحقوق الموتى في التكريم»، مستشهدةً بآيات من القرآن الكريم من بينها قوله تعالى: ﴿فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ ببدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَة وَإِنَّ كَثِيرا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ﴾، «الآية: 92 من سورة يونس».
وبدأ الجدل بتصريحات تلفزيونية للدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، حرم فيها فتح القبور، وقال: إنّ «فتح مقابر الفراعنة، واستخرج المومياوات وعرضها في المتاحف حرام»، ليبدأ الجدل بين مؤيد ومعارض، وجدد الدكتور بسام الشماع، المرشد السياحي والباحث في علم المصريات، حملته الخاصة بإعادة المومياوات للمقابر، تحت عنوان «العودة للأبدية... تكريم المصري القديم».
وقال الشماع لـ«الشرق الأوسط» إنّ «للميت حرمة، والمومياء ليست حجراً، بل إنسان يستحق أن يحظى بالاحترام والتكريم بدلاً من انتهاكه بعرضه في فتارين زجاجية، وثقبه أو تقطيعه لأغراض بحثية»، مؤكداً أنه «مستمر في حملته بغضّ النظر عن رأي دار الإفتاء».
من جانبه يقول الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، لـ«الشرق الأوسط»: إننا «نتعامل مع المومياوات كآثار من منظور علمي وتتم دراستها لمعرفة تاريخ الأقدمين، حيث عرفنا سبب وفاة توت عنخ آمون ومن هو والده، ونبحث عن مومياء نفرتيتي».
وقالت مونيكا حنا، القائمة بأعمال عميد كلية الآثار والنقل البحري بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، لـ«الشرق الأوسط»: إنّ «المسألة مرتبطة بثقافة المجتمع ومدى تقبله لعرض المومياوات من عدمه، وهو ما تؤكده أخلاقيات عرض البقايا البشرية في المجلس العالمي للمتاحف (أيكوم)، إضافة إلى معتقدات المصري القديم وهل كان يرغب في عرض جثامين موتاه».
ووضع المجلس الدولي للمتاحف كوداً أخلاقيا لعرض البقايا البشرية والمومياوات في المتاحف، أكد فيه «ضرورة عرضها بشكل يتماشى مع الاعتبارات الثقافية والمهنية في المجتمع ومعتقداته الدينية والعرقية، وأن تُعرض بشكل يحترم كرامة الإنسان».
وهذه ليست المرة الأولى التي تُثار فيها هذه المسألة، ففي نهاية العام الماضي قال الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، في تصريحات صحافية، إن «الرئيس المصري الراحل أنور السادات رفض عرض المومياوات في المتاحف، وكان يريد إعادتها للمقابر، حتى إنه أصدر قراراً بإغلاق قاعة المومياوات في المتحف المصري بالتحرير عام 1980 وظلت مغلقة لمدة سبع سنوات».
في السياق، انتقل الجدل الديني والأثري إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تم تداول صورة من خبر صحافي في إحدى الصحف القديمة، في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) 1925، يقول إنّ أحد أعضاء مجلس الشيوخ ويدعى لويس فانوس أرسل تلغرافاً طالب فيه الملك بإصدار أمر ملكي يمنع تفكيك أربطة مومياء توت عنخ آمون في أثناء الكشف عليها، والاكتشاف باستخدام الأشعة، وذلك احتراماً لشعور الأمة، واحتراماً لكرامة توت بصفته كان أحد ملوك مصر.
وأشار الشماع إلى أنّ «شيخ الأزهر الأسبق جاد الحق علي جاد الحق، أفتى بأن (من أحكام الإسلام تكريم الإنسان بعد موته بدفنه، وأن الفقهاء لم يجيزوا نبش القبور بعد الدفن فيها إلا لضرورة مثل أن يكون الدفن في أرض مغصوبة ولم يرضَ مالكها ببقاء المدفون فيها)، بينما أيّد الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، (حُرمة فتح مقابر المصريين القدماء، ونبش مقابرهم، وعرض مومياواتهم في المتاحف)»، ووصف الحديث عن استخدام ذلك لأغراض علمية ولعرض أسرار التحنيط بأنها «حجج واهية، فما الفائدة من ذلك؟ وهل ترضى أن يحدث ذلك لجدك أو جدتك؟ ومن الممكن استبدال مستنسخات بها».
لكن عبد البصير أكد رفضه الدخول في جدل ديني حول المسألة، «فعرض المومياوات ليست به إساءة، ومن غير المنطقي إثارة الموضوع الآن بشكل يعيدنا للوراء»، مؤكداً أن «المومياوات الملكية المصرية ستُعرض على أعلى مستوى في متحف الحضارة».
وأكدت حنا أن «الجدل حول عرض المومياوات أمر صحي، ولا بد أن يمتد إلى حوار مجتمعي لتكوين رأي في الموضوع، خصوصاً أن الرأي في هذه الأمور عادةً ما يُبنى على اعتبارات شخصية، وهل نشعر بصلة قرابة مثلاً مع أصحاب هذه المومياوات»، مؤكدة: «ضرورة التعامل مع المومياوات كبشر وليس كأشياء».
وأشارت حنا إلى أنّ «فكرة منع عرض البقايا البشرية انتشرت في أميركا وأستراليا وبعض الدول الأفريقية، وتمت إعادة دفن بعض البقايا في حضارات مثل الهنود الحمر وغيرهم بعد أن أظهرت الأبحاث صلات قرابة مع أشخاص من الجيل الحالي».



بيروت تتخلّى عن عتمتها لتتألق من جديد

«كريسماس أون آيس» على الواجهة البحرية في بيروت (الشرق الأوسط)
«كريسماس أون آيس» على الواجهة البحرية في بيروت (الشرق الأوسط)
TT

بيروت تتخلّى عن عتمتها لتتألق من جديد

«كريسماس أون آيس» على الواجهة البحرية في بيروت (الشرق الأوسط)
«كريسماس أون آيس» على الواجهة البحرية في بيروت (الشرق الأوسط)

بين ليلة وضحاها، تغيّر مشهد العاصمة اللبنانية بيروت. وبعد تنفيذ قرار وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تراجع منظمو المعارض والعروض الفنية والترفيهية عن قرارهم إلغاء مشروعاتهم، مما جعل بيروت تتألّق من جديد خالعة عن نفسها أجواء العتمة والحرب.

بيروت تشهد عرض التزلج على الجليد (كريسماس أون آيس)

«كريسماس أون آيس»

للسنة الثانية على التوالي تشهد بيروت عرض التزلج على الجليد «كريسماس أون آيس». منظم العرض أنطوني أبو أنطون فكّر في إلغائه قبل أسبوعين؛ بيد أنه مع بداية تطبيق قرار وقف إطلاق النار، حزم أمره لإطلاقه من جديد.

تبدأ عروض «كريسماس أون آيس» في 26 ديسمبر (كانون الأول) الحالي حتى 5 يناير (كانون الثاني) 2025. تستضيفه صالة «سي سايد أرينا» على الواجهة البحرية لبيروت. ويمتد على مساحة ضخمة تتسّع لنحو 1400 شخص. والعرض قصة شيّقة تختلف عن قصة العام الماضي. وتتخلّلها 30 لوحة استعراضية من رقص وألعاب بهلوانية وتزلّج على حلبة من الجليد الاصطناعي. ويُشير مُنظم العرض أنطوني أبو أنطون لـ«الشرق الأوسط» إلى أن عرض العام الحالي توسّعت آفاقه. ويتابع: «يُشارك فيه نحو 30 فناناً أجنبياً من دول أوروبية. وسيستمتع بمشاهدته الكبار والصغار».

وفي استطاعة رواد هذا العرض الترفيهي التوجه إلى مكان الحفل قبل موعد العرض. ويوضح أبو أنطون: «ستُتاح لهم الفرصة لتمضية أجمل الأوقات مع أولادهم. وقد بنينا قرية (ميلادية) ومصعدَ (سانتا كلوز). وبإمكانهم التزلج على الجليد الاصطناعي. واستقدمنا مؤدي شخصية (سانتا كلوز) خصيصاً من فنلندا ليجسدها ويكون شبيهاً لما يتخيله الأطفال حولها».

يذكر أن الشركتين المنظمتين للحفل «كريزي إيفنت»، و«آرتيست آند مور» قرّرتا التبرع بـ10 في المائة من مقاعد الصالة للأولاد المهمشين والفقراء. ويختم أنطوني أبو أنطون: «سيُلوّنون بحضورهم جميع الحفلات بعد أن اخترنا جمعيات خيرية عدّة تعتني بالأطفال»؛ من بينها «مركز سرطان الأطفال»، و«سيزوبيل»، و«تمنى»... وغيرها.

معرض «كريسماس إن آكشن» واحة من التسلية (الشرق الأوسط)

«كريسماس إن آكشن»

الاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة في لبنان يختصره معرض «كريسماس إن آكشن» في مركز «فوروم دي بيروت» بالعاصمة. فمساحته الشاسعة التي تستقبل يومياً آلاف الزائرين تتلوّن بأسواقٍ ومنتجات لبنانية. وكذلك بعروضٍ ترفيهية خاصة بالأطفال على مساحة 10 آلاف متر مربع.

ويلتقي الأطفال في هذه العروض بشخصيتَي «لونا وغنوة»؛ ويتخلّلها عرضٌ حيٌّ لفرق وجوقات غنائية وموسيقية.

تُعلّق سينتيا وردة، منظمة المعرض، لـ«الشرق الأوسط»: «عندما أُعلنَ وقف إطلاق النار في لبنان قرّرنا تنظيم المعرض في بيروت. وخلال 10 أيام استطعنا إنجاز ذلك. هذه السنة لدينا نحو 150 عارضاً لبنانياً. وخصصنا ركناً لمؤسّسة الجيش اللبناني، هدفه توعية الزائرين بكيفية الحفاظ على سلامتهم، وتنبيههم إلى حوادث تتعلق بألغام وأجسام غريبة خلّفتها الحرب الأخيرة. وهو بمثابة تحية تكريمية لجيش بلادنا».

يستقبل «كريسماس إن آكشن» زائريه يومياً حتى 23 ديسمبر الحالي. ويتضمّن سوق الميلاد لمصممين وتجار لبنانيين ورواد أعمال طموحين. كما يخصّص ركناً لـ«سوق الأكل»، ويضمّ باقة من أصناف الطعام الغربية واللبنانية.

«خيال صحرا» على مسرح «كازينو لبنان»

مسرحية «خيال صحرا»

في شهر أغسطس (آب) الماضي، عُرضت مسرحية «خيال صحرا» في «كازينو لبنان». وأعلن منظّموها يومها أنها ستعود وتلتقي مع جمهورها من جديد، في فترة الأعياد. وبالفعل أُعلن مؤخراً انطلاق هذه العروض في 18 ديسمبر الحالي حتى 26 يناير 2025. وهي من بطولة جورج خباز وعادل كرم، وإنتاج «روف توب برودكشن» لطارق كرم. وتعكس المسرحية في مضمونها المشهد الثقافي والوجودي في البلد. وتقدّم، في حبكة مشوّقة ومؤثرة في آن، جرعة عالية من الكوميديا، فتعرض الهواجس والرسائل الوطنية بأسلوب ممتع. وهي من كتابة وإخراج جورج خباز الذي يتعاون لأول مرّة مع زميله عادل كرم في عمل مسرحي.

«حدث أمني صعب» مسرحية كوميدية في «بيروت هال»... (الشرق الأوسط)

مسرحية «حدث أمني صعب»

بمناسبة الأعياد، يعود الثُّنائي الكوميدي حسين قاووق ومحمد الدايخ في عمل مسرحي جديد بعنوان: «حدث أمني صعب». ينطلق في 25 ديسمبر الحالي حتى 27 منه على مسرح «بيروت هال» بمنطقة سن الفيل. والمسرحية من نوع «ستاند أب كوميدي» وتزخر بالكوميديا بأسلوب ساخر. والمعروف أن الثنائي قاووق ودايخ سبق أن تعاونا معاً في أكثر من عمل مسرحي. كما قدّما الفيلم السينمائي «هردبشت».

مسرحية «كتاب مريم» تتوجه للأطفال (الشرق الأوسط)

مسرحية «كتاب مريم»

ضمن موضوع يواكب العصر وعلاقة الأطفال بالهاتف الجوال، تدور مسرحية «كتاب مريم». وهي من تأليف الكاتبة جيزال هاشم زرد، وتُعرض على مسرحها «أوديون» في جل الديب. وتروي المسرحية قصة فتاة تقضي كل وقتها منشغلة بِجَوَّالها. وفي يوم من الأيام تجد نفسها مسجونة داخل المكتبة دون الجوال، فتشعر بالملل، وسرعان ما يحدث أمرٌ غير متوقع وتدرك أنها ليست وحدها، وتسمع أصواتاً تهمس من بين الرفوف والكتب وتتحرك وتنبعث منها شخصيات. فماذا يحدث معها؟

العمل من إخراج مارلين زرد، ويُقدَّم خلال أيام محددة متفرقة من شهر ديسمبر الحالي حتى 29 منه.