القطاع غير النفطي السعودي لأعلى مستوى إنتاج منذ 15 شهراً

مصر والإمارات تسجلان استقراراً وقطر لقفزة طلبات جديدة وتواصل التدهور في لبنان

معدل الإنتاج والطلب بحسب مؤشر مشتريات القطاع الخاص السعودي يسجل نمواً في يناير الماضي (الشرق الأوسط)
معدل الإنتاج والطلب بحسب مؤشر مشتريات القطاع الخاص السعودي يسجل نمواً في يناير الماضي (الشرق الأوسط)
TT

القطاع غير النفطي السعودي لأعلى مستوى إنتاج منذ 15 شهراً

معدل الإنتاج والطلب بحسب مؤشر مشتريات القطاع الخاص السعودي يسجل نمواً في يناير الماضي (الشرق الأوسط)
معدل الإنتاج والطلب بحسب مؤشر مشتريات القطاع الخاص السعودي يسجل نمواً في يناير الماضي (الشرق الأوسط)

كشف تقرير مؤشر مديري المشتريات (بي إم آي) للسعودية التابع لمجموعة HIS MARKIT، عن تسارع نمو الإنتاج إلى أعلى مستوى في 15 شهراً خلال يناير (كانون الثاني) الماضي، مشيرا إلى أن نمو الاقتصاد غير المنتج للنفط ظل قوياً خلال الشهر الأول من العام الحالي.
وبحسب المؤشر، ارتفع النشاط التجاري السعودي في ظل زيادة مستويات الأعمال الجديدة وتحسن مبيعات الصادرات بشكل أسرع، مسجلا 57.1 نقطة بزيادة هامشية من 57 نقطة في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ليسجل أعلى قراءة له منذ نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2019.
وقال الباحث الاقتصادي في المجموعة ديفيد أوين، إن تسارع نمو نشاط الاقتصاد غير المنتج للنفط في العام الجديد يشير إلى استمرار تعافي الأوضاع التجارية في السعودية. مؤكداً أن المملكة استفادت من انخفاض عدد الحالات، في حين عانت أنحاء أخرى من العالم من ارتفاع الحالات التي تهدد بإعاقة تحسن الاقتصاد العالمي.
وبين أوين أن الطلب من العملاء في الأشهر الأخيرة ارتفع في السعودية، ولم ينعكس على زيادة أعداد الموظفين، حيث أشارت بيانات يناير إلى انخفاض طفيف في أعداد القوى العاملة، وأشارت الشركات إلى أن فائض القدرة الاستيعابية كان كافياً لتلبية الأعمال الواردة وتقليل الأعمال المتراكمة، كما نجا القطاع غير المنتج للنفط من تراجع سلاسل التوريد وارتفاع تضخم التكلفة المسجل في أماكن أخرى حول العالم.
إلى ذلك، أظهر مؤشر مديري المشتريات عن يناير تسجيل القطاع الخاص المصري غير منتج للنفط تحسنا طفيفا مقارنة بديسمبر (كانون الأول) الماضي، حيث سجل 48.2 نقطة، مقارنة بـ48.7 نقطة، ولكنه استمر عند مستويات أدنى من المستوى المحايد عند 50 نقطة والذي يفصل بين الانكماش والنمو.
وأوضح المؤشر أن تراجع معدلات الإنتاج والطلبات الجديدة جاء بشكل أبطأ من السابق، لكنه استمر مدفوعا بتراجع حجم الأعمال الجديدة وانخفاض إنفاق العملاء والاضطرابات الناتجة عن جائحة فيروس كورنا، وساعد الانتعاش الطفيف في الصادرات في التخفيف من حدة انخفاض المبيعات الإجمالية.
واستقر المؤشر في دولة الإمارات عند مستوى 51.2 نقطة، دون أي تغير عن شهر ديسمبر (كانون الأول) 2020. محافظا بذلك على أعلى قراءة له منذ شهر أغسطس (آب) 2019 إلا أن المؤشر لا يزال أقل بكثير من متوسطه البالغ 54.2 نقطة. وأشارت البيانات الأخيرة للمؤشر بدولة الإمارات، إلى تحسن طفيف في ظروف التشغيل للقطاع غير المنتج للنفط في بداية عام 2021، حيث ساهمت التوسعات في كل من الإنتاج والطلبات الجديدة في حدوث زيادة متجددة في التوظيف.
ومن جانب آخر، ارتفع مؤشر مديري المشتريات الرئيسي الخاص غير المرتبط بالطاقة في قطر خلال يناير إلى 53.9 نقطة، مسجلا قفزة من مستواه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي البالغ 51.8 نقطة. وارتفعت معدلات نمو مؤشرات الإنتاج والطلبات الجديدة بشكل ملحوظ، وتشير المعطيات إلى استمرار التعافي الاقتصادي لأن القطاع الخاص غير النفطي في قطر استعد لتكثيف عملية التوظيف لأطول فترة.
وعلى النقيض، أظهرت نتائج المؤشر في لبنان تدهوراً في وتيرة النشاط الاقتصادي لشركات القطاع الخاص اللبناني، هي الأسرع منذ خمسة أشهر. وأشارت إلى تراجع جديد في ظروف الطلب في شركات القطاع الخاص اللبناني.
وسجلت الطلبيّات الجديدة لدى شركات القطاع الخاص اللبناني انخفاضاً حاداً وبوتيرة هي الأسرع. ويُعزى انخفاض الطلبيات الجديدة جزئياً إلى ضعف الطلب الدولي، حيث واصلت المبيعات الدولية انخفاضها.


مقالات ذات صلة

«أرامكو» تحافظ على أكبر توزيعات أرباح في العالم

الاقتصاد قرر مجلس إدارة «أرامكو» توزيع أرباح بقيمة إجمالية 31.05 مليار دولار (رويترز)

«أرامكو» تحافظ على أكبر توزيعات أرباح في العالم

أبقت شركة «أرامكو السعودية» على توزيعاتها ربع السنوية بقيمة 31.05 مليار دولار، محافظةً بذلك على التوزيعات الأكبر في العالم. كما حققت دخلاً صافياً بقيمة 27.6.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد وزير التجارة السعودي متحدثاً للحضور في منتدى الأعمال التركي - السعودي (الشرق الأوسط)

السعودية تؤكد أهمية توسيع التكامل الاقتصادي بين دول «الكومسيك»

أكَّد وزير التجارة، الدكتور ماجد القصبي، أهمية مضاعفة الجهود لتوسيع آفاق التعاون المشترك، وتحقيق التكامل الاقتصادي بين الدول الأعضاء بمنظمة «الكومسيك».

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)
الاقتصاد جناح «أرامكو» في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار العالمي» المقام في الرياض (المؤتمر)

«أرامكو» تحافظ على توزيعات بقيمة 31 مليار دولار رغم تراجع أرباحها

احتفظت «أرامكو السعودية» بأكبر توزيعات في العالم، على الرغم من تراجع أرباحها في الربع الثالث من 2024 بنسبة 15 في المائة، نتيجة ضعف الطلب العالمي على النفط.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد المركز السعودي للأعمال (الشرق الأوسط)

110 تشريعات تعزز البيئة التجارية في السعودية

تمكنت السعودية من إصدار وتطوير أكثر من 110 تشريعات خلال الأعوام الثمانية الأخيرة، التي عززت الثقة في البيئة التجارية وسهلت إجراءات بدء وممارسة الأعمال.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد الزيادة الكبيرة في الطلبات الجديدة تؤكد نجاح التركيز الاستراتيجي لـ"رؤية 2030" (الشرق الأوسط)

نمو القطاع الخاص السعودي بأسرع وتيرة في 6 أشهر مدعوماً بقوة الطلب

دفع تحسن ظروف أعمال القطاع الخاص غير المنتج للنفط في السعودية، مؤشر مديري المشتريات لأعلى مستوى له منذ 6 أشهر خلال أكتوبر.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«تقدم ترمب» يضغط على السلع الأساسية بالأسواق

المرشح الجمهوري دونالد ترمب يحيي أنصاره في مؤتمر انتخابي في بالم بيتش (أ.ب)
المرشح الجمهوري دونالد ترمب يحيي أنصاره في مؤتمر انتخابي في بالم بيتش (أ.ب)
TT

«تقدم ترمب» يضغط على السلع الأساسية بالأسواق

المرشح الجمهوري دونالد ترمب يحيي أنصاره في مؤتمر انتخابي في بالم بيتش (أ.ب)
المرشح الجمهوري دونالد ترمب يحيي أنصاره في مؤتمر انتخابي في بالم بيتش (أ.ب)

تراجعت السلع الأساسية من النفط إلى المعادن والحبوب، الأربعاء، مع ارتفاع قيمة الدولار، وسط مؤشرات زائدة على فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وفاز ترمب بـ270 صوتاً انتخابياً على منافسته كامالا هاريس، وفقاً لـ«فوكس نيوز»، لكن مؤسسات إخبارية أخرى لم تعلنه بعد فائزاً، رغم أنه لا يزال في الصدارة.

وهبطت أسعار النفط وفول الصويا بنحو 1.5 في المائة، في حين انخفض النحاس بأكثر من 2 في المائة في التعاملات الآسيوية، تحت ضغط من ارتفاع الدولار الأميركي. واستقرت المعادن النفيسة، بما في ذلك الذهب.

وقال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع الأساسية في «ساكسو بنك» لـ«رويترز»: «هذه هي الاستجابة الأولية في أسواق السلع الأساسية لفرز الأصوات في الولايات المتحدة والنتائج الأولية لصالح فوز ترمب. التركيز الرئيسي هو أنه إذا رأينا سيناريو فوز ترمب بولاية ثانية، فمن المرجح أن نرى رسوماً جمركية على السلع الصينية، وهو أمر سلبي للمعادن؛ حيث تعد الصين المستهلك الأكبر للنحاس وخام الحديد والصلب. في حين انخفض النفط بسبب المخاوف بشأن النمو الاقتصادي؛ حيث إن الرسوم الجمركية ليست جيدة للطلب العالمي الإجمالي».

وقد تواجه صناعات المعادن الصناعية والصلب في الصين رياحاً معاكسة إذا عاد ترمب إلى منصبه. وتعهّد ترمب بفرض رسوم جمركية شاملة بنسبة 60 في المائة على السلع الصينية لتعزيز التصنيع الأميركي.

وقال جي شين، نائب المدير في مركز أبحاث الصلب (لانجي): «ستتعرض أسعار الصلب في الصين لمزيد من الضغوط الهبوطية إذا فاز ترمب في الانتخابات، وقد يواجه صناع الصلب المحليون خسائر أكثر حدة... هذا لأن ترمب سيكون أكثر عدوانية من حيث الإجراءات ضد الصين».

وقد تواجه إمدادات النفط العالمية اضطرابات إذا شددت إدارة ترمب العقوبات على شحنات النفط من إيران، التي تصدر نحو 1.3 مليون برميل يومياً.

وقال سول كافونيك، كبير محللي الطاقة في شركة «إم إس تي ماركي»، إن ترمب قد يدعم إسرائيل في تبني موقف عسكري أكثر صرامة ضد إيران، وهو ما ينذر بارتفاع مخاطر التصعيد العسكري في الأمد القريب، والذي قد يؤثر على العرض في المنطقة.

وبالنسبة للزراعة، قد تضطر بكين إلى الرد برسوم جمركية انتقامية على فول الصويا الأميركي إذا فاز ترمب، وفرض رسوماً جمركية جديدة على السلع الصينية... وفي حين قللت بكين من اعتمادها على واردات فول الصويا الأميركية، تظل البذور الزيتية أكبر صادرات زراعية أميركية إلى الصين.

واحتفظ الذهب الفوري بمكانته، بعد أن سجل أعلى مستوى قياسي عند 2790.15 دولار يوم الخميس الماضي. ويُعدّ الذهب تحوطاً ضد عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي، ويميل إلى الازدهار في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.

ويبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأميركي) الأربعاء اجتماعاً للسياسة النقدية لمدة يومين، ومن المتوقع أن يقدم خفضاً آخر لسعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، لكن فوز ترمب قد يعقد توقعات أسعار الفائدة الأميركية.

وقال مات سيمبسون، كبير المحللين في «سيتي إندكس»: «إن خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس -الذي يبدو من المرجح أن يحدث هذا الأسبوع- يوجه رسالة حمائمية؛ نظراً لأن سياسات ترمب تُعدّ تضخمية... وهذا قد يؤثر سلباً على الذهب في الأمد القريب، على الرغم من أنني أظن أن أي تراجع من المرجح أن يظل ضحلاً؛ حيث سيحتفظ الذهب بتدفقات الملاذ الآمن في الأيام الأولى من رئاسة ترمب».