الحوثي وأنصاره يعقدون مؤتمرًا بالتوازي مع مشاورات المبعوث الأممي

مصادر لـ «الشرق الأوسط»: قراراتهم جاهزة سلفًا.. وسيعلنون أنهم يمثلون الشعب

أتباع الحوثي يحتشدون في تجمع شعبي في صنعاء أمس (رويترز)
أتباع الحوثي يحتشدون في تجمع شعبي في صنعاء أمس (رويترز)
TT

الحوثي وأنصاره يعقدون مؤتمرًا بالتوازي مع مشاورات المبعوث الأممي

أتباع الحوثي يحتشدون في تجمع شعبي في صنعاء أمس (رويترز)
أتباع الحوثي يحتشدون في تجمع شعبي في صنعاء أمس (رويترز)

في الوقت الذي يشارك فيه الحوثيون في المشاورات الجارية بين القوى السياسية اليمنية برعاية أممية من أجل التوصل لحلول للأزمة التي تعصف باليمن، وفي حين يواصلون السيطرة على مؤسسات الدولة وإدارتها بشكل كامل، بدأ الحوثيون، أمس في صنعاء، عقد مؤتمر جامع لأنصارهم من مختلف المحافظات، قيل إنه يضم كل فئات المجتمع اليمني من السياسيين والعلماء وغيرهم، وأكدت مصادر يمنية لـ«الشرق الأوسط» أن الأطراف الرسمية والأحزاب السياسية الرئيسة والبارزة في الساحة اليمنية لم تشارك في مؤتمر الحوثي، مما يجعله محصورا على أنصار عبد الملك الحوثي والمتحالفين معه من القوى المحسوبة على الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وقال مصدر مقرب من الرئاسة اليمنية لـ«الشرق الأوسط» إنه «يفهم من حديث الحوثي ودعوته إلى هذا المؤتمر أنه في حال عدم التوافق في المشاورات الجارية التي يديرها المبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بنعمر، فإن قرارات ستصدر عن مؤتمر (الحوثي)، وهي قرارات مرتبة وجاهزة سلفًا، وسيقولون إن هذا هو مطلب الشعب وعلينا أن ننفذ إرادة الشعب».
من جهتها، نقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» خبر انعقاد «المؤتمر الوطني الموسع في صنعاء للوقوف أمام التطورات على الساحة الوطنية»، الذي بدأت أعماله في الصالة الرياضية المغلقة، «لتدارس التطورات على الساحة الوطنية وبلورة الرؤى لتجاوز التحديات الراهنة، تحت شعار (وطن نبنيه وشعب يحميه)، ويشارك فيه حشد من العلماء والناشطين السياسيين والأكاديميين والقيادات العسكرية والأمنية وممثلي عدد من المكونات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والنقابات والاتحادات والمشايخ والوجاهات الاجتماعية من عموم محافظات الجمهورية».
وفي كلمة ألقاها في الافتتاح، قال صالح الصماد، رئيس المجلس السياسي لجماعة «أنصار الله» (الحوثيين)، إن المؤتمر «يهدف إلى مناقشة الأوضاع التي يمر بها الوطن والخروج بقرارات تسهم في خلق الاستقرار الوطني وتجاوز الصعوبات والتحديات الراهنة، وإن انعقاد المؤتمر هو لتوضيح الصورة لأبناء الشعب حول ما جرى ويجري على الساحة الوطنية من تداعيات خطيرة». وقال إن «اليمن اليوم أمام فرصة تاريخية لاستعادة حضارته ومجده»، واتهم «القوى التي تسلطت على البلاد بتحويل ثورتي سبتمبر وأكتوبر إلى مصالحها»، وإن «المؤسسة العسكرية والأمنية كانت منحازة لرغبة الشعب في وجه النافذين»، وأردف أن من وصفها بـ«قيادة الثورة»، أو «الانقلاب» كما يصفه الطرف الآخر ، «أبلغت بأن شراكة الثوار غير مرحب بها من قبل قوى دولية، همها الوحيد هو عدم استقرار البلد وجر الوطن إلى صراعات داخلية لن تفضي إلا لمزيد من الأزمات»، مؤكدا أن «الثوار مصرون على الشراكة في إدارة البلاد رغم كل التجاوزات»، وأن «المؤتمر سيستمر لمدة 3 أيام للخروج بمقررات هامة».
وحسب الإعلام الحكومي، فقد «تناول رئيس المجلس السياسي لـ(أنصار الله) التطورات التي شهدتها الساحة اليمنية خلال الفترة الماضية والحيثيات والأسباب التي دفعت أبناء الشعب اليمني للخروج في ثورة 21 سبتمبر الماضي (يوم اجتياح العاصمة صنعاء)»، مشيرا إلى أن هناك قوى تسلطت على البلاد وحولت أهداف ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر إلى مصالح شخصية لها، وقال إن «التجاوزات التي أعقبت ثورة 21 سبتمبر 2014، وكذا التجاوزات التي ناقضت بنود اتفاق السلم والشراكة الموقع بين مختلف الأطياف والقوى السياسية، فضلا عن الأزمات المتوالية التي شهدها ويشهدها الوطن، دفعت بقوى المجتمع اليمني إلى التآزر والوقوف صفا واحدا إلى جانب إخوانهم في اللجنة الثورية لثورة 21 سبتمبر لحماية الوطن من الانجرار نحو الهاوية وحماية مكتسباته ومقدراته التي يحاول البعض النيل منها من خلال الالتفاف على مخرجات الحوار الوطني وبنود اتفاق السلم والشراكة».
وأكد القيادي الحوثي أن «مطالبتنا بالشراكة نابعة من حرصنا على اجتثاث الفساد الاقتصادي والسياسي ومنع احتكار وتفرد القوى السياسية الفاسدة بالحكم وضمان تصحيح الأوضاع الراهنة التي اكتوى بنارها المواطنون»، وتطرق إلى «الأوضاع اﻷمنية والاقتصادية وأبرز ما شهدته الساحة الوطنية خلال الفترة الماضية من تداعيات خطيرة تهدد حاضر الوطن ومستقبله، ومنها سوء الإدارة التي أسهمت في تنامي تدهور الأوضاع المعيشية، واتساع رقعة التفجيرات والعمليات الإرهابية التي طالت جنود الوطن في المؤسستين الأمنية والعسكرية وكل مقدرات الدولة».
ولمح الصماد إلى الاستمرار فيما يسمونه «الثورة» وحمل خطابه نبرة تهديد لبقية القوى باسم الشعب الذي قال إنها إما أن تسير مع الشعب أو يلفظها، على حد تعبيره.
وأكد مهتمون بالشأن اليمني أن معظم رجال القبائل الذين شاركوا في المؤتمر الذي دعا إليه الحوثي، جرت استمالتهم «بنفس طريقة النظام السابق، أي بدفع الأموال وإتاحة النفوذ لهم في مناطقهم، مقابل تنفيذ سياسة الحوثي وما تقرره اللجان الشعبية أو الميليشيات التابعة له في المحافظات».
وأكد محللون يمنيون أن «معظم الوجوه ترجع إلى حقبة حكم علي عبد الله صالح لليمن، وهم إعادة إنتاج طبيعي للثورة المضادة التي تهدف إلى الإطاحة بالمبادرة الخليجية والتسوية السياسية برمتها»، حسب المحللين الذين أبدوا استغرابهم لنشر وكالة الأنباء الرسمية «خبر هذا المؤتمر كخبر رئيسي، في وقت تتجاهل فيه الوكالة أخبار المشاورات الجارية بين القوى السياسية بإشراف أممي لوضع الحلول والمخارج للحالة اليمنية».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.