الجيش الإسرائيلي يهدم قرية في الأغوار ومنازل بالقدس

تفكيك خيام ومساكن في حمصة الفوقا بالأغوار الشمالية (وفا)
تفكيك خيام ومساكن في حمصة الفوقا بالأغوار الشمالية (وفا)
TT

الجيش الإسرائيلي يهدم قرية في الأغوار ومنازل بالقدس

تفكيك خيام ومساكن في حمصة الفوقا بالأغوار الشمالية (وفا)
تفكيك خيام ومساكن في حمصة الفوقا بالأغوار الشمالية (وفا)

هدم الجيش الإسرائيلي خربة (قرية صغيرة) فلسطينية في منطقة الأغوار الشمالية بالضفة الغربية، للمرة الثانية، كما هدم مباني في القدس وجنين شمال الضفة.
واقتحم الجنود، أمس، خربة حمصة واعتقلوا معتصمين هناك، قبل أن يشرعوا في هدم خيام وبركسات للمرة الثانية خلال فترة بسيطة، في منطقة الأغوار الشمالية.
وقال معتز بشارات، مسؤول ملف الاستيطان في الأغوار، إن جرافات مدعومة بآليات وسيارات عسكرية، اقتحمت الخربة الصغيرة وأعلنتها منطقة عسكرية مغلقة، ثم هدمتها. وهذه هي المرة الثانية التي يتم فيها هدم المنطقة التي كان الفلسطينيون أعادوا بناءها سريعاً بعدما هدمتها إسرائيل خلال وقت قصير.
وأدان رئيس الوزراء محمد أشتية إقدام قوات الاحتلال على تنفيذ عملية تهجير قسري لإحدى عشرة أسرة من عائلتي العواودة وأبو الكباش، في قرية حمصة الفوقا البقيعة في الأغوار الشمالية، وذلك عبر هدم مساكنهم ومنشآتهم والاستيلاء على خيامهم وممتلكاتهم وبركساتهم وحظائر الأغنام، التي تعود للعائلتين وتتكون من 85 فرداً.
ووصف أشتية العملية بـ«بإرهاب الدولة المنظم، الذي ينطوي على تطهير عرقي لأصحاب الأرض الأصليين لصالح المستوطنين الطارئين، في إطار المزايدات التي تسبق الانتخابات الإسرائيلية الرابعة التي يدفع شعبنا ثمنها من أرضه وممتلكاته ووجع معاناته». وطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لإدانة تلك العملية، وتوفير الحماية للمواطنين في القرى والبلدات والخرب، التي تتعرض لأوسع عملية هدم لمساكنهم ومصادرة لأراضيهم.
وفي حين كانت إسرائيل تهدم الخربة الصغيرة، هدم جنودها كذلك منزلاً قيد الإنشاء، وأسواراً بطول 70 متراً، في منطقة مرج العناتي من أراضي بلدة عناتا شمال شرقي القدس المحتلة، فيما اضطر مقدسيون لهدم منزل ومنشأة صناعية، في حي رأس العامود بالمدينة المقدسة، بطلب من قوات إسرائيلية.
وبحسب «مركز معلومات وادي حلوة»، فإن سلطات الاحتلال أجبرت المقدسي معتزل خليل، على هدم منزله الذي يعيش فيه منذ 10 أعوام مع أسرته، كما أجبرت المواطن إحسان أبو السعود، على هدم منشأة لتصليح المركبات في الحي ذاته، يمتلكها منذ 17 عاماً. ويضطر المقدسيون إلى هدم منازلهم بأيديهم لتجنب دفع تكاليف باهظة لصالح السلطات الإسرائيلية إذا هي هدمت المنزل.
وفي جنين شمال الضفة الغربية، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي 11 «كشكاً» في قرية عانين غرب جنين، للمرة الثانية. وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال هدمت 11 «كشكاً» تُستخدم بقالات صغيرة في منطقة الظهر قرب «مدرسة ذكور عانين»، القريبة من جدار الفصل العنصري.



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.