إصابات «ألفية» بـ«كوفيد ـ 19» في ليبيا... وزيادة الوفيات

توصية بفرض غرامات مالية على المخالفين للإجراءات

اجتماع اللجنة العلمية لمكافحة جائحة «كورونا» بغرب ليبيا (اللجنة)
اجتماع اللجنة العلمية لمكافحة جائحة «كورونا» بغرب ليبيا (اللجنة)
TT

إصابات «ألفية» بـ«كوفيد ـ 19» في ليبيا... وزيادة الوفيات

اجتماع اللجنة العلمية لمكافحة جائحة «كورونا» بغرب ليبيا (اللجنة)
اجتماع اللجنة العلمية لمكافحة جائحة «كورونا» بغرب ليبيا (اللجنة)

زاد فيروس «كوفيد - 19» من تغوله في ليبيا، أمس (الثلاثاء)، تاركاً بصماته في 46 مدينة وبلدية بعموم البلاد، وسط حملات توعوية مكثفة تقوم عليها السلطات الطبية، في وقت أوصت اللجنة العلمية الاستشارية لمكافحة جائحة «كورونا» بغرب ليبيا بفرض غرامات مالية على المخالفين للإجراءات الاحترازية بعد تسجيل ألف إصابة، أمس، ووقف السفر إلى الدول التي ظهرت بها السلالة الجديدة لـ«كورونا».
وفي تطور لافت، أعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض، أمس، عن حصر 1032 إصابة جديدة بعد فحص العينات المقدمة إليه في 20 مختبراً طبياً، لترتفع الإحصائية الإجمالية إلى 120434 إصابة، بالإضافة إلى تعافي 100593 حالة.
وأوضحت لجنة التواصل والإعلام الصحي بالمركز أن الإصابات الجديدة أظهرت تصدر العاصمة طرابلس بـ497 حالة، تلتها مدينتا مصراتة والزاوية. كما كشف المركز عن تسجيل 13 وفاة، ليصبح العدد الكلي 1896 حالة منذ أن ظهر الفيروس بالبلاد في شهر فبراير (شباط) 2020.
ويواصل فيروس كورونا حصد مزيد الأرواح في ليبيا، ونعت الأوساط الطبية الليبية الدكتور صلاح الدين مصطفى التريكي، مدير إدارة الصيدلة والمعدات والمستلزمات الطبية بالمركز، «بعد صراع مرير» مع الفيروس.
وتوقعت اللجنة العلمية الاستشارية لمكافحة جائحة «كورونا» بغرب ليبيا، زيادةً في معدلات الوباء نتيجة ارتفاع عدد الحالات المصابة، بالإضافة إلى «الأنشطة المجتمعية»، وقالت اللجنة في اجتماعها مساء أول من أمس، إنه من دراسة الأوضاع في المدن، ظهر أن بعضها شهد تصاعداً في الوضع الوبائي خلال الأسبوع الماضي، منها جنوب طرابلس وقصر بن غشير وسوق الخميس والعزيزية.
وحذرت اللجنة العلمية من أنه «إن لم تطبق الإجراءات الاحترازية والجهوزية والمتابعة الدقيقة لجميع قطاعات الدولة، فإن الوضع سيكون قلقاً، ويحتاج إلى إجراءات صارمة».
وأوصت اللجنة، بشكل عاجل، بوضع قيود وضوابط من الجهات المختصة لتطبيق الإجراءات الاحترازية، ومنع التجمعات بالمصارف ومواقع العمل والمطاعم والمقاهي والأسواق والمآتم والأفراح والمعارض والمؤتمرات. وشددت على ضرورة فرض الغرامات المالية على المخالفين للإجراءات الاحترازية، ووقف السفر إلى الدول التي ظهرت بها السلالة الجديدة لـ«كورونا»، بالإضافة إلى الاهتمام برفع الكفاءة الصحية بمراكز العزل.
في السياق ذاته، بدأت السلطات الأمنية في شرق ليبيا، حسب إدارة الإعلام بوزارة الصحة بالحكومة المؤقتة، تفعيل قرار رئيس اللجنة العليا لمكافحة وباء «كورونا» رئيس الأركان العامة التابعة للقيادة العامة، الفريق عبد الرازق الناظوري، بفرض غرامات مالية على المخالفين للتدابير الاحترازية والوقائية التي تمنع انتشار الجائحة بالاستناد إلى القانون الصحي رقم 160 لسنة 1973.
كان رئيس اللجنة العليا قرر فرض 50 ديناراً غرامةً على كل شخص لا يرتدي الكمامة في الأماكن العامة، وعشرة آلاف دينار غرامة على كل صاحب نشاط تجاري يسمح للمواطنين بالدخول دون ارتداء الكمامة، كما قرر فرض غرامة مماثلة على الأندية الرياضية التي تسمح لجمهورها بحضور الأنشطة. ويناط بجهاز الحرس البلدي، وفقاً لقرارات اللجنة، فرض الغرامات وجبايتها.


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.