انطلاق التصويت لاختيار مسؤولي المرحلة الانتقالية في ليبيا

من فعاليات الحوار السياسي الليبي برعاية الأمم المتحدة بالقرب من جنيف (أ.ف.ب)
من فعاليات الحوار السياسي الليبي برعاية الأمم المتحدة بالقرب من جنيف (أ.ف.ب)
TT

انطلاق التصويت لاختيار مسؤولي المرحلة الانتقالية في ليبيا

من فعاليات الحوار السياسي الليبي برعاية الأمم المتحدة بالقرب من جنيف (أ.ف.ب)
من فعاليات الحوار السياسي الليبي برعاية الأمم المتحدة بالقرب من جنيف (أ.ف.ب)

أجرى المشاركون في الحوار الليبي برعاية الأمم المتحدة جولة اقتراع أولى لاختيار أعضاء مجلس رئاسي ثلاثي سيُكلفون ضمان عملية الانتقال في بلادهم التي تمزقها الحرب إلى حين حلول موعد الانتخابات المرتقبة في ديسمبر (كانون الأول).
والاقتراع جزء من عملية معقدة يؤمل أن تقود البلاد نحو السلام وتعزز هدنة هشة تضع حداً لأكثر من عقد من النزاع المدمر، حسب ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.
وغرقت ليبيا في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي إثر انتفاضة شعبية عام 2011. وبات البلد ممراً رئيسياً لعبور المهاجرين الفارين من الحروب والفقر سعياً للوصول إلى أوروبا.
وقام 75 مندوباً مشاركا في منتدى الحوار السياسي الليبي قرب جنيف، اختارتهم الأمم المتحدة ليمثلوا شرائح واسعة من المجتمع، بوضع بطاقات الاقتراع في ثلاثة صناديق، تمثل الأقاليم الثلاثة للدولة الواقعة بشمال أفريقيا، كما أظهرت مشاهد مباشرة بثتها الأمم المتحدة.
ولكن مع عدم حصول أي من المرشحين الـ24 على غالبية من 70 في المائة من الأصوات، ستُعقد جولة اقتراع ثانية.
والمناصب الثلاثة في مجلس الرئاسة، وهي رئيس ونائبان له، ستمثل أقاليم طرابلس في الغرب وبرقة في الشرق وفزان في الجنوب. ومن المتوقع صدور النتائج في وقت لاحق، اليوم الثلاثاء.
وألقى 24 مرشحاً للمناصب الثلاثة، خطباً انتخابية أمس (الاثنين) عبر تقنية الفيديو، ودعا العديد منهم إلى المصالحة وسحب القوات الأجنبية والمرتزقة المقدر عددهم بنحو 20 ألفاً، والذين ما زالوا على الأراضي الليبية.
وبحسب الأمم المتحدة ستوكل إلى المجلس الانتقالي المستقبلي مهمة «إعادة توحيد مؤسسات الدولة وضمان الأمن» حتى الانتخابات المقررة في ديسمبر (كانون الأول).
ويسيطر الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر على شرق البلاد، وفي الغرب تهيمن حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج التي تتّخذ طرابلس مقرّاً لها.
وبعد فشل هجوم شنّه الجيش الوطني الليبي في أبريل (نيسان) 2019 للسيطرة على طرابلس، توصّل طرفا النزاع إلى اتفاق على هدنة دائمة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي واستأنفا الحوار السياسي بدعم من الأمم المتحدة.
وحصل عقيلة صالح الرئيس الحالي لمجلس النواب الليبي، وأبرز المرشحين للمجلس في الشرق، على 9 أصوات (الثلاثاء).
وحصل مرشح المجلس لإقليم الغرب خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي والمتحالف مع حكومة الوفاق الوطني، على 8 أصوات.
ونال المرشح عن الجنوب، عبد المجيد غيث سيف النصر، سفير ليبيا إلى المغرب والمنتمي إلى زعماء قبائل واسعة النفوذ في فزان، 6 أصوات.
لكن مع عدم حصول أي من أبرز المرشحين الثلاثة على الأصوات اللازمة، فإن جولة الاقتراع التالية ستسند إلى نظام قائم على أساس لوائح.
وكتبت كلوديا غزيني من مجموعة الأزمات الدولية للأبحاث على «تويتر»: «ستكون عملية معقدة». وأضافت «كثير من الأمور قد تخفق، لكن ما يبعث على التفاؤل رؤية مرشحين يلقون خطابات سياسية لا إعلانات حرب مليئة بالكراهية».
وعلى الوفود، بحلول (الجمعة)، اختيار شخص لمنصب رئيس الوزراء الذي يتنافس عليه 21 مرشحاً.
ومن بين الأسماء المطروحة لمنصب رئيس الوزراء، فتحي باشاغا وزير الداخلية القوي في حكومة الوفاق الوطني.
وأُطلق الحوار الليبي في تونس في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 وأُوكلت إلى المندوبين الـ75 مهمة وضع خريطة طريق لتنظيم انتخابات. وفي منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) وافق المشاركون على تنظيم انتخابات «وطنية» في 24 ديسمبر 2021.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».