يعيش أكثر من 80 في المائة من سكان سنغافورة في مساكن عامة، ويمكن أن يكون لالتزام الحكومة بالتصميم الحضري المستدام آثار هائلة، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
وستكون مدينة تنغاه البيئية، التي تعني كلمة «الوسط» بلغة الملايو، رغم أنها تقع في المنطقة الغربية للجزيرة، المستوطنة الجديدة رقم 24 التي تبنيها حكومة سنغافورة منذ الحرب العالمية الثانية، وستضم 42 ألف منزل جديد في خمس مناطق سكنية.
وتعتبر هذه المدينة الأولى من نوعها مع التبريد المركزي، وجمع القمامة الآلي، ومركز المدينة الخالي من السيارات، الذي يأمل دعاة الحفاظ على البيئة أن يقدم خارطة طريق لخفض انبعاثات الكربون في جنوب شرقي آسيا.
ويطلق المسؤولون على هذا المشروع اسم «مدينة الغابة»، بسبب وفرة المساحات الخضراء والحدائق العامة فيه. وكان الموقع الذي تبلغ مساحته 700 هكتار (2.7 ميل مربع) في السابق موطناً لمصانع الطوب، واستخدم لاحقاً للتدريب العسكري، وقد تم استصلاحه في السنوات الأخيرة. سيتم الحفاظ على «ممر» بيئي يبلغ عرضه 328 قدماً من خلال مركز المدينة، مما يوفر ممراً آمناً للحياة البرية ويربط منطقة مستجمعات المياه على جانب واحد بمحمية طبيعية من جهة أخرى.
وأثبت المشروع أنه علامة مميزة للمخططين الحضريين الذين يدافعون عن مبادئ التصميم الأخضر والتكنولوجيا «الذكية»، وفقاً لما ذكره تشونغ فوك لونغ، مدير مجموعة البحث والتخطيط في مجلس الإسكان والتنمية في سنغافورة، وهي الوكالة التي تشرف على المساكن العامة في البلاد.
وقال في مقابلة بالفيديو: «تنغاه هي صفحة نظيفة»، موضحاً أن الطرق ومواقف السيارات والمرافق يتم دفعها إلى أسفل وسط المدينة.
وتابع: «نحن نتجه نحو المفهوم المثالي للفصل بين حركة المرور، (كلها تحت الأرض)، ومستوى الأرض الخالي تماماً والمخصص للمشاة - للناس. لذا، فهي بيئة آمنة جداً للجميع».
وأضاف: «نريد بلدة تسمح بالمشي وركوب الدراجات بطريقة سهلة للغاية»، مشيراً إلى أن ركوب الدراجات «انطلق» في سنغافورة في «السنوات الثلاث إلى الخمس الماضية على وجه الخصوص».
وقال تشونغ لونغ إن الخطة الرئيسية ستشهد تركيب محطات شحن للسيارات الكهربائية، في حين أن الشوارع أيضاً «محصنة للمستقبل» لاستيعاب التقنيات الناشئة.
وأشار إلى أنه «عندما خططنا لشبكة الطرق، تصورنا مستقبلاً تصبح فيه المركبات ذاتية القيادة حقيقة واقعة».
وبين المنازل التي يتم بناؤها في تنغاه، سيتم توفير أكثر من 70 في المائة منها من خلال مجلس الإسكان والتنمية في سنغافورة عبر عقود الإيجار طويلة الأجل. وتبدأ أسعار الشقق المكونة من غرفتي نوم حالياً من 108 آلاف دولار سنغافوري فقط (82 ألف دولار)، ومن المقرر أن تكتمل الشقق الأولى في عام 2023.
وسيتمكن جميع السكان من الوصول إلى تطبيق يسمح لهم بمراقبة استخدامهم للطاقة والمياه. وستعمل الشاشات الرقمية في كل كتلة في الوقت نفسه على إبلاغ السكان بتأثيرهم البيئي الجماعي، الذي قد يشجع حتى المنافسة بين الكتل السكنية.
وبغض النظر عما إذا كان استخدام التكنولوجيا الذكية يمكن أن يحد بشكل كبير من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري أم لا، فإن إشراك السكان باستهلاكهم الخاص يمكن أن يحفز التغيير السلوكي، وفقاً لبيرين هامل، الأستاذة المساعدة في المدرسة الآسيوية للبيئة بجامعة نانيانغ التكنولوجية.