المعارضة الجزائرية ترفض مسعى الانتخابات المبكرة

الرئيس عبدالمجيد تبون (إ.ب.أ)
الرئيس عبدالمجيد تبون (إ.ب.أ)
TT

المعارضة الجزائرية ترفض مسعى الانتخابات المبكرة

الرئيس عبدالمجيد تبون (إ.ب.أ)
الرئيس عبدالمجيد تبون (إ.ب.أ)

أعلنت «جبهة القوى الاشتراكية» بالجزائر، أقدم حزب معارض، رفضها مسعى الانتخابات البرلمانية المبكرة التي تريد السلطة تنظيمها قبل نهاية العام. وأكدت على «أهمية إطلاق حوار سياسي مع الأحزاب»، والإفراج عن معتقلي الحراك، قبل الحديث عن أي استحقاق سياسي.
وذكرت «القوى الاشتراكية»، في بيان، أمس، أنها تسلمت وثيقة تعديل قانون الانتخابات، التي أعدتها رئاسة الجمهورية، وعرضتها على الأحزاب لإبداء الرأي فيها وتقديم مقترحات، وأكدت أن «الذي يجب أن يكون بحق موضع تساؤل هو النظام السياسي القائم برمته. فلا يمكن لأي قانون انتخابي حتى وإن كان سيحمي البلاد من بعض انزلاقات الماضي، أن يضمن اقتراعاً حراً ونزيهاً. ولا يمكن اختزال الديمقراطية في صندوق الاقتراع، بل تتطلب مناخاً سياسياً تسوده الحريات، التي بدورها ستسمح باختيار حر وواع».
وتضمن مشروع تعديل القانون إجراءات، قالت الرئاسة إنها ستجنب أعمال التزوير التي شابت الاستحقاقات خلال فترة حكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. لكنه أبقى على تدابير محل انتقاد قطاع من الأحزاب، منها تخصيص حصة للمرأة في لوائح الترشيحات (30 في المائة)، والاحتفاظ بشرط حصول الحزب على 4 في المائة من أصوات الناخبين في آخر اقتراع، قبل دخول الاستحقاق الجديد. وعبرت عدة أحزاب جديدة عن تذمرها من هذا الشرط، وطالبت بإلغائه من القانون قبل عرضه على مجلس الوزراء، ثم البرلمان للمصادقة عليه.
وأكد حزب «جبهة القوى الاشتراكية» أن ضعف التصويت على الدستور في الاستفتاء، الذي جرى في أول نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي (37 في المائة)، «ينبغي أن يستوقف النظام ويجعله مدركاً بعزم الجزائريين، خصوصاً الشباب منهم، وبأكثر من أي وقت مضى، على طي صفحة الإذلال والمظالم... شباب بات مشكلة لهذا النظام عوض أن يشكل ورقة رابحة في سبيل تطوير البلاد»، مبرزاً أن قانون الانتخابات المطروح للنقاش «لا يملك أي مصداقية» على أساس أنه جاء في سياق «يتسم بالاعتقالات والإدانات التعسفية في قضايا الرأي، وكذلك بإغلاق غير مسبوق للفضاءات السياسية والإعلامية».
وعد الحزب، الذي أسسه رجل الثورة الراحل حسين آيت أحمد عام 1963، الانتخابات التي يرتقب تنظيمها الخريف المقبل، «مخاطرة بتحمل إخفاق جديد، ما سيعزز انعدام الثقة لدى الشعب في جدوى الانتخابات، وسيعمق الفجوة بين الشعب وحكامه ومؤسساته»، مشدداً على أنه «حان الوقت لفهم المعنى الحقيقي للانتفاضة الشعبية (قامت في 22 فبراير/ شباط 2019 ضد حكم الرئيس بوتفليقة)، التي لا يمكن بأي حال من الأحوال اختزالها في قوس يتم غلقه، عند حبس بعض الرموز الممقوتة لهذا النظام».
وتابع بيان الحزب موضحاً: «لا نزال مقتنعين بأن تنظيم انتخابات حرة وذات مصداقية، يجب أن يسبقها حتماً حوار شامل، يرسي أسس حياة سياسية ديمقراطية تضمن التداول السياسي، وتضبط وتنظم السلطات المضادة، وتشجع بناء وساطات سياسية واجتماعية وديمقراطية مستقلة». ودعا السلطة إلى «المبادرة بحوار سياسي» يضم الأحزاب والنقابات. كما طالب بإطلاق سراح معتقي الحراك، وإعادة الاعتبار لهم، و«فتح المجال السياسي والإعلامي، ورفع كل المعوقات التي تعترض الممارسة السياسية، والنقابية والجمعوية». علاوة على وقف «ملاحقة المناضلين (المعارضين) والصحافيين، والنقابيين الملتزمين بالنضال الديمقراطي السلمي»، مطالباً أيضاً بـ«إبعاد كل أشكال الضغوط والتدخلات في عمل الجهاز القضائي، حتى تستعيد العدالة مصداقيتها وتحوز ثقة المواطنين».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.