ترمب يعين فريقاً جديداً للدفاع عنه

بايدن يلتقي مع جمهوريين في مساعٍ لحلحلة أجندته

فريق ترمب الدفاعي السابق تخلّى عن تمثيله بسبب إصراره على اعتماد قضية الغش في الانتخابات حجة أساسية للدفاع عنه (أ.ف.ب)
فريق ترمب الدفاعي السابق تخلّى عن تمثيله بسبب إصراره على اعتماد قضية الغش في الانتخابات حجة أساسية للدفاع عنه (أ.ف.ب)
TT

ترمب يعين فريقاً جديداً للدفاع عنه

فريق ترمب الدفاعي السابق تخلّى عن تمثيله بسبب إصراره على اعتماد قضية الغش في الانتخابات حجة أساسية للدفاع عنه (أ.ف.ب)
فريق ترمب الدفاعي السابق تخلّى عن تمثيله بسبب إصراره على اعتماد قضية الغش في الانتخابات حجة أساسية للدفاع عنه (أ.ف.ب)

مع اقتراب موعد بدء محاكمة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في مجلس الشيوخ، أعلن مكتبه عن تعيين لفريق دفاعي جديد لتمثيله في المحاكمة التي ستبدأ في التاسع من الجاري، بعد خسارته لفريقه السابق كاملاً. وقال بيان صادر عن مكتب الرئيس السابق أنه عيّن المحاميين دايفيد شون وبروس كاستور لقيادة فريقه ضد الادعاءات التي يواجهها وتهم التحريض على اقتحام الكابيتول في السادس من يناير (كانون الثاني). وقد رحّب المحاميان الجديدان بتعيينهما وأصدر بروس كاستور بياناً يقول فيها إنه «سيتم تحدي قوة دستورنا بشكل غير مسبوق في التاريخ. وهو دستور قوي وفعّال وسوف يتفوق على المشاعر الحزبية مرّة جديدة».
بيان مقتضب لكن فيه دلالات كبيرة، خاصّة في ظل التسريبات التي أفادت بأن فريق ترمب الدفاعي السابق برئاسة المحامي بوش باورز تخلّى عن تمثيل الرئيس السابق بسبب إصراره على طرح قضية الغش في الانتخابات واعتمادها كحجة أساسية للدفاع عنه. فيما أراد باورز التركيز على قضية دستورية المحاكمة، وتسليط الضوء على عدم شرعيتها بسبب نظر المشرعين في إدانة رئيس سابق. ويدّل بيان الفريق الجديد على أنه سيطرح قضية شرعية المحاكمة ودستوريتها، في وقت يسعى الجمهوريون إلى رص الصف وراء استراتيجية موحدة بهذا الشأن مفادها بأن المحاكمة غير شرعية لأنها تسعى إلى عزل رئيس سابق غادر منصبه. وعلى الأرجح أن تؤدي هذه الاستراتيجية إلى تبرئة ترمب من التهم الموجهة ضده. وقد بدا هذا واضحاً من خلال التصويت الاختباري في مجلس الشيوخ لإسقاط المحاكمة الذي حظي بدعم 45 جمهورياً. ما أشار إلى غياب دعم العدد الكافي لإدانة ترمب في المجلس حيث تتطلب الإدانة. ويرجح البعض أن تكون نتيجة هذا التصويت، وإدراك ترمب أن المجلس لن يتمكن من إدانته، هو السبب وراء إصراره على طرح ملف الغش في الانتخابات مجدداً خلال المحاكمة. فهو يعتبر ذلك مناسبة لإعادة تسليط الأضواء على ادعاءاته، بما أن إدانته مستبعدة في نهاية الإجراءات. لكن خطة ترمب هذه في حال ما حصلت، ستضع الجمهوريين في موقف حرج، خاصة وأنهم يسعون لإثبات عدم شرعية المحاكمة، من دون التطرق إلى موضوع الانتخابات، أو حتى الحديث عمّا إذا كان ترمب مسؤولاً بالفعل عن دعوة مناصريه لاقتحام الكابيتول. وقد حث السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام ترمب على الالتزام بحجة عدم شرعية المحاكمة معتبراً أن «القضية بسيطة للغاية».
هذا وقد أدى تغيير ترمب لفريقه الدفاعي قبل أسبوع من المحاكمة إلى قلق كبير في صفوف الجمهوريين الذين أعربوا في أكثر من مناسبة عن اعتقادهم بأن الرئيس الأميركي السابق ليس لديه الوقت الكافي للاستعداد للمحاكمة، لهذا كان زعيم الأقلية الجمهورية في الشيوخ ميتش مكونيل دعا إلى تأجيل المحاكمة حتى التاسع من الجاري. لكن الديمقراطيين لا يعانون من غياب الاستعدادات، فهم يعملون على مدار الساعة للتحضير للحجج التي سيقدمونها في المحاكمة. ويجمع فريق الادعاء إثباتات من أحداث الكابيتول بدءاً من تسجيلات عبر الفيديو إلى تصريحات ترمب أمام مناصريه ووصولاً إلى تعليقات على منصات التواصل الاجتماعي. وعلى فريق الادعاء أن يسلم حججه إلى مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء، فيما يحتاج فريق ترمب لتسليم الحجج الخاصة به في الثامن من فبراير (شباط) أي قبل يوم من بدء المحاكمة. وفيما ينهمك المشرعون بالاستعداد لمحاكمة قد تستغرق أسابيع، يسعى أعضاء مجلس الشيوخ إلى الدفع نحو إنهاء المصادقات على التعيينات الرئاسية. ويتوقع أن يصوت مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء على تعيين أليخاندرو مايوركاس وزيراً للأمن القومي بعد تأجيل التصويت بسبب العاصفة الثلجية التي ضربت واشنطن، كما سيتم التصويت على بيت بوتيجج وزيراً للنقل في اليوم نفسه. ومن جهة أخرى، تتكثف المفاوضات الجارية بين الديمقراطيين والجمهوريين بشأن التوصل إلى اتفاق للإنعاش الاقتصادي بأسرع وقت ممكن، وعاد التعاون الحثيث بين الطرفين إلى الواجهة مع دعوة الرئيس الأميركي جو بايدن لمجموعة من الجمهوريين إلى البيت الأبيض للقائهم بخصوص طرح تقدموا به كجزء من تسوية لملف الإنعاش.
وكانت مجموعة مؤلفة من 10 جمهوريين في مجلس الشيوخ كتبوا رسالة إلى بايدن يدعونه فيها للقائهم ومناقشة أفكارهم، وتجاوب بايدن مع طلبهم هذا بلقائهم في البيت الأبيض مساء يوم الاثنين.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».