ممثلة الأمم المتحدة في العراق تتعرض لانتقادات عقب زيارتها إيران

TT

ممثلة الأمم المتحدة في العراق تتعرض لانتقادات عقب زيارتها إيران

تعرضت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت إلى انتقادات شديدة بعد زيارتها الأخيرة لطهران، وصلت إلى حد اتهام البعثة الأممية بـ«شرعنة تزوير الانتخابات» ومطالبة الأمين العام للأمم المتحدة بإقالتها من منصبها. وفيما التزمت البعثة الأممية (يونامي) الصمت حيال الزيارة والانتقادات الموجهة ضدها (حتى ساعة إعداد التقرير)، استقى المنتقدون للزيارة ووسائل الإعلام المحلية في بغداد معظم المعلومات عن الزيارة من وسائل الإعلام الإيرانية.
ورغم تأكيد مصدر في مكتب «يونامي» ببغداد لـ«الشرق الأوسط» على وجود مكاتب خاصة لها في طهران ودول إقليمية مجاورة، بالنظر لظروف العراق الاستثنائية وتأثره كثيراً بمحيطه الإقليمي، فإن مراقبين يتفقون على أنها المرة الأولى التي يزور فيها مسؤول أممي يعمل في بغداد لطهران في العلن، ما أثار علامات استفهام واستغراب كثيرة في العراق حول طبيعة الأدوار التي تقوم بها البعثة الأممية وما إذا كان من مهامها زيارة الدول المجاورة له، أم لا.
والتقت بلاسخارت في طهران مستشار «المرشد الأعلى» الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، والمساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإيراني حسين أمير عبد اللهيان. وقال ولايتي خلال اللقاء: «نحن متفائلون جداً بمستقبل العراق وستشهد العلاقات بين إيران والعراق تطورات كثيرة». وأكد «ضرورة عدم تدخل الدول الأجنبية في الشؤون الداخلية للعراق»، معتبراً أن الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل «ستكون مصيرية للغاية بالنسبة للعراق». ونقل بيان صادر عن مكتب ولايتي عن بلاسخارت تأكيدها «ضرورة الحفاظ على وحدة وسيادة العراق وإجراء انتخابات حرة في هذا البلد». وقالت إن «أوضاع العراق تحسنت مقارنة بالماضي، وهذا البلد يتمتع بطاقات اقتصادية وثقافية وتاريخية جيدة بين دول المنطقة ويجب استخدام كل هذه القدرات».
وكانت بلاسخارت تعرضت إلى انتقادات واسعة من قبل جماعات الحراك الاحتجاجي بعد لقائها مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، القيادي في الحشد الشعبي و«كتائب حزب الله»، عبد العزيز المحمداوي، الملقب بـ«أبو فدك» الذي طالته عقوبات الخزانة الأميركية الشهر الماضي، وصار كثير من الناشطين يطلقون على بلاسخارت لقب «الخالة أم فدك».
ووجه عضو لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية، النائب ظافر العاني، أمس، انتقادات لاذعة للبعثة الأممية في العراق على خلفية زيارة بلاسخارت لطهران، وقال العاني في تغريدة عبر «تويتر»: «‏لا توجد جهة شرعنت التزوير والفساد والتدخل في الانتخابات العراقية مثل بعثة الأمم المتحدة في العراق عبر تقارير تبريرية مخادعة». وأضاف: «وما زيارة بلاسخارت إلى طهران ومناقشتها هناك موضوع الانتخابات العراقية إلا دليل إضافي. إبعاد الأمم المتحدة عن الانتخابات العراقية يجعلها أكثر نزاهة».
وفيما انتقد عضو‏ اللجنة القانونية في البرلمان فائق الشيخ علي بلغة شعبية ساخرة زيارة بلاسخارت، وجه رئيس حزب «الأمة العراقية» العضو السابق في البرلمان مثال الآلوسي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش طالبه فيها بإقالتها، ومن بين ما جاء في رسالته: «مَنْ خول الممثلة بلاسخارت بيع شعب العراق إلى نظام إيران؟ نطالبكم بتغييرها بشخصية حيادية».
وفي رسالة مماثلة موجهة إلى الأمين العام للأمم المحدة، قال عضو «اللجنة المنظمة لمظاهرات ثورة تشرين» علي عزير أمين: «نؤكد أن ممثلتكم في العراق غير مرغوب بها من قبل شعبنا، لا سيما بعد أن كان موقفها من ثورة تشرين غير مشرف، فإن عجزتم عن الإتيان بشخص أممي نزيه، فلا حاجة لوجود ممثل ماكر لكم في بلاد الرافدين». واتهمها بـ«السعي لخدمة مصالح إيران في العراق».



«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه «كارثي».

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب في غزة، قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لجأ تقريباً جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.

وأضاف، في مؤتمر صحافي بمقرّ المنظمة في جنيف: «الآن، يعيش 90 في المائة منهم في خيم».

وأوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية».

وحذّر تيدروس من أن الوضع مروِّع بشكل خاص في شمال غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة، مطلع أكتوبر الماضي.

وكان تقريرٌ أُعِدّ بدعم من الأمم المتّحدة قد حذّر، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة؛ حيث اشتدّ القصف والمعارك، وتوقّف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريباً.

وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها، هذا الأسبوع، بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت ثلاثة أيام، وجالَ خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً.

وقال تيدروس إن الفريق رأى «عدداً كبيراً من مرضى الصدمات، وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج». وأضاف: «هناك نقص حادّ في الأدوية الأساسية».

ولفت المدير العام إلى أن منظمته «تفعل كلّ ما في وسعها - كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله - لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات».

من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحافيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة، قدّمت طلبات بشأنها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرى تسهيل تسع مهام فقط.

وأضاف أنّه من المقرّر أن تُجرى، السبت، مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين، اللذين ما زالا يعملان «بالحد الأدنى» في شمال قطاع غزة؛ وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معرباً عن أمله في ألا تحدث عرقلة لهذه المهمة.

وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين «بحاجة إلى كل شيء»، ويعانيان بالخصوص نقصاً شديداً في الوقود، محذراً من أنّه «دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق».

وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت، هذا الأسبوع، إخلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، يُفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج.

وأوضح أن هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو (أيار) الماضي.

لكنّ نحو 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون، في القطاع، إجلاءهم لأسباب طبية، وفقاً لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع.

وقال: «إذا استمررنا على هذا المنوال، فسوف نكون مشغولين، طوال السنوات العشر المقبلة».