«درون» مطورة للشرطة الأميركية

«درون» مطورة للشرطة الأميركية
TT

«درون» مطورة للشرطة الأميركية

«درون» مطورة للشرطة الأميركية

عندما يتلقى قسم الشرطة في مدينة تشولا فيستا اتصالاً عبر خط الطوارئ، يمكنه الاستجابة بإرسال طائرة «درون» بكبسة زرّ. وكل يوم، يستجيب قسم الشرطة في المدينة لنحو 15 نداء طوارئ، بواسطة طائرات الـ«درون». ومنذ بداية البرنامج قبل عامين، أطلق القسم الطائرات أكثر من 1400 مرة.
كانت مدينة تشولا فيستا الواقعة في جنوب كاليفورنيا والتي يبلغ عدد سكانها 270 ألفاً، أول من تبنى برنامج «طائرة الدرون... المستجيب الأول»، وفقاً لـ«نيويورك تايمز».
خلال الأشهر القليلة الماضية، حذت 3 مدن أخرى حذوها، اثنتان في كاليفورنيا، وواحدة في جورجيا. منذ سنوات، تستخدم وكالات الشرطة من هاواي إلى نيويورك طائرات الـ«درون»، ولكن معظمها كان بسيطاً ويقتصر على الطيّران اليدوي، كأن يحمل رجال الشرطة المركبة الصغيرة في صندوق السيّارة أثناء دوريّة، أو أن يصحبوها إلى مسرح جريمة قبل إطلاقها فوق متنزّه أو داخل مبنى.
ولكنّ أحدث تقنيات الـ«درون»، أي تقنية الانعكاس التي تزوّد السيّارات الآلية بالطّاقة، قادرة على إحداث تحوّل في أعمال الشرطة اليومية تماماً كما يمكنها إحداث تحوّل في مجال توصيل الحزم ومراقبة عمليات البناء والاستطلاع العسكري. يساعد هذا النوع من البرامج أصغر وحدات الشرطة على تشغيل طائرات «درون» صغيرة لإتمام عمليات بسيطة بدل إنفاق ملايين الدولارات على الطوّافات والطيّارين.
ولكنّ هذه الأتمتة الطارئة تثير بعض المخاوف فيما يتعلّق بالحريّات المدنية، لا سيّما مع اكتساب طائرات الـ«درون» نفوذاً إضافياً بمراقبة العربات والنّاس بشكل أوتوماتيكي. ومع استخدام الشرطة عدداً أكبر من هذه الطائرات، سيصبح بإمكانها جمع وتخزين مزيد من الفيديوهات حول الحياة في المدينة، ما لن يترك للنّاس أي فرصٍ للاستمتاع بالخصوصية بعد خروجهم من المنزل.
ولكن إذا انخفضت أسعار هذه المركبات الآلية الصغيرة وازدادت قوّتها، فستقدّم وسائل أكثر فاعلية لمراقبة المناطق المدنية. هذا الأمر من شأنه أن يساعد أقسام الشرطة في ظلّ تراجع أعداد الموظفين.
تمنع قوانين إدارة الطيران الفيدرالية، التي وُضعت لحماية الطائرات التجارية وغيرها من المركبات الطائرة، طائرات الـ«درون» من التحليق فوق خطوط رؤية مشغّليها. ولكنّ قسم شرطة «تشولا فيستا» حصل على إعفاء من الإدارة، أي إنّ الطيّار والضابط التّابعين له يستطيعان تطيير الـ«درون» على ارتفاع 3 أميالٍ من موقع إطلاقها.
تصل تكلفة كل طائرة «درون» مجهّزة بكاميرات للمسافات الطويلة وغيرها من أجهزة الاستشعار والبرامج الإلكترونية، إلى 35 ألف دولار، ويرتفع هذا المبلغ إذا تمّت الاستعانة بالبرنامج الذي يسمح لعدّة ضبّاط بتشغيل الـ«درون».
ويتعامل قسم شرطة تشولا فيستا مع فيديو الطائرات من دون طيار مثلما يتعامل مع الفيديوهات الملتقطة بكاميرات الشرطة، ويخزن اللقطات على أنها دليل ولا ينشرها علانية دون موافقة رسمية، لافتاً إلى أن القسم لا يستخدم طائرات الـ«درون» في الدوريات الروتينية.



الذكاء الاصطناعي... الثورة القادمة في طب الأسنان الجنائي

الذكاء الاصطناعي... الثورة القادمة في طب الأسنان الجنائي
TT

الذكاء الاصطناعي... الثورة القادمة في طب الأسنان الجنائي

الذكاء الاصطناعي... الثورة القادمة في طب الأسنان الجنائي

لطالما كان مجال طب الأسنان العدلي أو الجنائي ميداناً حيوياً في علم الطب الشرعي، إذ يقدم الأدلة الأساسية التي تساعد في كشف الجرائم وحل الألغاز القانونية.

الأسنان لتحديد الهوية

وتجرى التحقيقات الجنائية لحل الألغاز القانونية من خلال:

> تحديد الهوية: يتم استخدام الأسنان وبصمات الأسنان لتحديد هوية الأفراد في حالات الكوارث الطبيعية، الحوادث، أو الجرائم، خصوصاً عندما تكون الجثث مشوهة أو متحللة.

> تحليل علامات العضّ: يساعد تحليل علامات العض الموجودة على الأجساد أو الأشياء في تحديد الجناة أو الضحايا من خلال مقارنة العلامات مع أسنان المشتبه بهم.

> تقييم العمر: يمكن لطب الأسنان الجنائي تقدير عمر الأفراد بناءً على تطور الأسنان وتركيبها، مما يساعد في قضايا مثل الهجرة غير الشرعية وحالات الاستغلال للأطفال.

> فحص الجثث المجهولة: يتم استخدام تقنيات طب الأسنان لفحص الجثث المجهولة والتعرف عليها من خلال السجلات الطبية للأسنان.

> الأدلة الفموية: يمكن للأدلة المستخرجة من الفم والأسنان أن توفر معلومات حول نمط حياة الأفراد، مثل النظام الغذائي والعادات الصحية، التي قد تكون ذات صلة بالقضايا الجنائية.

> الكشف عن التزوير والتزييف: يمكن تحليل التركيبات السنية والأسنان المزيفة لتحديد التزوير والتزييف في الأدلة الجنائية.

> التشخيص المسبق: يستخدم طب الأسنان العدلي في تشخيص الإصابات الفموية وتحليلها لتحديد ما إذا كانت ناتجة عن أعمال جنائية أو غيرها.

دور الذكاء الاصطناعي

ومع التقدم السريع في التكنولوجيا، يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً متزايداً في تعزيز هذا المجال وجعله أكثر دقة وفاعلية. وسنستعرض كيف يغير الذكاء الاصطناعي ملامح طب الأسنان العدلي ودوره المحوري في تحسين عملية التشخيص وتقديم الأدلة الجنائية.

> الذكاء الاصطناعي في تحليل الأدلة، يتيح الذكاء الاصطناعي تحليل البيانات الضخمة بسرعة ودقة، وهو ما كان يستغرق أياماً أو حتى أسابيع لفرق من الأطباء والمختصين. أما الآن، فباستخدام خوارزميات التعلم الآلي، يمكن تحليل الصور الفموية والأشعة السينية وتحديد الهوية من خلال بصمات الأسنان بوقت قياسي قد لا يتجاوز الساعة.

> التشخيص الدقيق، يسهم الذكاء الاصطناعي في رفع مستوى الدقة في التشخيص من خلال تحليل البيانات الفموية مثل تحديد هوية العضات والعمر والجنس للضحايا من خلال الأسنان وعظم الفك وتحديد الأنماط غير المرئية بالعين المجردة. ويساعد هذا الأطباء في تمييز الحالات العادية من الحالات الحرجة التي قد تكون ذات صلة بالجرائم أو الحوادث.

> تحديد الهوية، يُعد تحديد الهوية من خلال الأسنان من أهم تطبيقات طب الأسنان العدلي، خصوصاً في حالات الكوارث أو الجثث غير معروفة الهوية. وبفضل الذكاء الاصطناعي، يمكن مقارنة البيانات الفموية بسرعة مع قواعد بيانات السجلات الطبية الرقمية، مما يسهل عملية التعرف على الضحايا بدقة عالية. كما مكنت خوارزميات الذكاء الاصطناعي من إعادة بناء الوجه بعد حوادث الغرق أو الحريق أو الطائرات لسهولة التعرف على الضحايا.

ومع استمرار تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، نتوقع أن يصبح طب الأسنان العدلي أكثر تطوراً وفاعلية، فالذكاء الاصطناعي لا يقلل من الوقت والجهد فحسب، بل يساهم أيضاً في تقليل الأخطاء البشرية وتحقيق نتائج أكثر دقة ومصداقية. بفضل التعاون بين الخبراء في مجالات التكنولوجيا والطب الشرعي، يتم تطوير تطبيقات جديدة لتحديد العمر والجنس وحتى الأصل العرقي بناءً على تحليل الأسنان.

وعلى الرغم من الفوائد العديدة للذكاء الاصطناعي في طب الأسنان العدلي، هناك تحديات يجب التغلب عليها. ومن بين هذه التحديات ضرورة تحسين دقة الخوارزميات وتجنب التحيزات التي قد تؤثر على النتائج. بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة لضمان الخصوصية وحماية البيانات الشخصية للمرضى.

وتنفيذ الذكاء الاصطناعي بشكل فعال في طب الأسنان العدلي، يجب على المؤسسات التعليمية توفير التدريب اللازم للأطباء والمختصين في هذا المجال. يشمل ذلك تعليمهم كيفية استخدام الأدوات التكنولوجية الجديدة، وفهم كيفية تفسير النتائج التي تنتج عن الخوارزميات الذكية.

وتبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في هذا السياق بوضوح أهمية التقنية في تحسين حياتنا وجعل مجتمعاتنا أكثر أماناً وعدالةً.