«نافورة النيل» تستعيد رونقها بعد 4 عقود من التوقف

أنشئت بالقاهرة في خمسينات القرن الماضي

«نافورة النيل» تستعيد رونقها بعد 4 عقود من التوقف
TT

«نافورة النيل» تستعيد رونقها بعد 4 عقود من التوقف

«نافورة النيل» تستعيد رونقها بعد 4 عقود من التوقف

لطالما ظهرت النافورة الشهيرة، وسط صفحة النيل البيضاء، في القاهرة، وهي ساكنة تماماً، تعاني من الإهمال والتشققات، حتى أطلت أخيراً بصورة أنيقة ومبهجة، مفجرّة موجة من الاحتفاء بها في مصر عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المتنوعة.
واستعادت «نافورة النيل» رونقها مجدداً وعادت للعمل، بعدما نجحت شركة «المقاولون العرب» المصرية في إعادة تشغيلها مساء أول من أمس، وحظيت الصور التي نشرتها الشركة عبر حسابها الرسمي على موقع «فيسبوك» باهتمام لافت من الجمهور والمسؤولين والإعلاميين في مصر، لا سيما أنّ إعادة تشغيل النافورة تمّ بعد مرور نحو 40 عاماً على توقفها عن العمل، حسب هاني يونس، المستشار الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء المصري، الذي نشر الصور على صفحته الرسمية على «فيسبوك» وعلق عليها قائلاً: «عطلانة من 40 سنة وأصبحت منارة مضيئة... أفضل جملة قرأتها عن هذه النافورة».
النافورة التي أُنشئت في عام 1956 خلال عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، بواسطة شركة «جوليوس برجر للأشغال العمومية» الألمانية، تعرضت لأعطال مختلفة ومحاولات عديدة للإصلاح في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، حتى اكتفت الحكومة بتشغيلها فقط في بعض المناسبات ومن ثمّ توقفت عن العمل تماماً لسنوات طويلة، قبل أن يوقع المهندس عاطف عبد الحميد، محافظ القاهرة السابق، بروتوكول تعاون مع وزارة الإنتاج الحربي، في عام 2017 لتطوير وتأهيل نافورة نهر النيل لتستعيد رونقها السابق، لتعلن شركة «المقاولون العرب» نجاحها مساء أول من أمس، في إعادة إحياء النافورة التي تتوسط عدداً من الفنادق الشهيرة المطلة على نهر النيل، وسط القاهرة بالقرب من كوبري قصر النيل المعدني التاريخي.
وتضمن مشروع التطوير تحويل أقدم نافورة في منطقة الشرق الأوسط إلى نافورة راقصة كعنصر من عوامل الجذب والتنشيط السياحي والترفيهي.
ويأتي تطوير نافورة النيل في إطار مشروع تطوير القاهرة التاريخية الذي بدأته الحكومة المصرية بالسنوات الأخيرة بهدف استعادة العاصمة المصرية لرونقها وجعلها من المدن الجاذبة للسياحة، حيث انتهت السلطات المصرية من تطوير ميدان التحرير أخيراً عبر تشغيل مشروع الإنارة المتكامل بالميدان ليلاً، ووضع مسلة فرعونية وكباش أثرية وسط الميدان بشكل دائم، تمهيداً لحفل نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط.
وتواصل السلطات المصرية تنفيذ مشروع «ممشى أهل مصر» بالقرب من النافورة الشهيرة، حيث اقتربت الشركات المنفذة للمشروع من الانتهاء من المرحلة الأولى منه بالقرب من جسر 15 مايو الذي يربط القاهرة بحي الزمالك العريق.
ويشمل مشروع «ممشى أهل مصر»، إنشاء ممشى أفراد متدرج المناسيب على طول الكورنيش بطول يقترب من 5 كيلومترات ويضم المشروع 19 مبنى، منها 5 مطاعم، و5 كافيتريات، و62 محلاً تجارياً، بالإضافة إلى مسرح كبير.
وظهرت نافورة نهر النيل في عدد من الأفلام المصرية القديمة على غرار فيلم «عروس النيل» إنتاج عام 1963 من بطولة لبنى عبد العزيز، ورشدي أباظة، كما ظهرت في فيلم «الأيدي الناعمة» بطولة أحمد مظهر وصباح وصلاح ذو الفقار، كما ظهرت بشكل لافت منذ أكثر من عامين من خلال كليب أغنية «القاهرة ونيلها» للفنان عمرو دياب، بجانب أغنية «يا بلدنا يا حلوة».
واحتفلت مصر لأول مرة بالعد التنازلي للعام الجديد (2021) بالألعاب النارية المبهرة عبر جسر «تحيا مصر» المعلّق على نهر النيل بالقاهرة، بالتزامن مع مدن العالم، لتكون بداية حقيقية لاحتفال مصر بهذه المناسبة كل عام للترويج للسياحة في مصر، والتعرف على أبرز معالمها.
ووفق الدكتور محمد يوسف، عضو مجلس إدارة شركة المقاولون العرب، فإنه تم البدء في عملية إعادة التأهيل والتشغيل منذ 3 أشهر بعد تكليف من مجلس الوزراء بإعادة إحياء هذا المشروع المهم، وأضاف في تصريحات صحافية أمس: «إنه تم تجديد النافورة وإصلاح ما بها من أعطال وليس إنشاء نافورة جديدة، للحفاظ على التصميم القديم وإدخال تكنولوجيا جديدة، حيث تمت تهيئة المبنى الخرساني وتجهيزه، ثم تقويته للتعامل مع مضخات المياه الجديدة. لافتاً إلى أن «النافورة القديمة كانت تتكون من ضخ المياه بنظام واحد، لكن بعد التجديد تمت إضافة 5 أنظمة لضخ المياه بألوان وارتفاعات متعددة».



ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
TT

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)

أثبتت دراسة بريطانية حديثة أن الضوضاء البشرية الناتجة عن حركة المرور يمكن أن تخفي التأثير الإيجابي لأصوات الطبيعة في تخفيف التوتر والقلق.

وأوضح الباحثون من جامعة غرب إنجلترا أن النتائج تؤكد أهمية أصوات الطبيعة، مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة الطبيعية، في تحسين الصحة النفسية؛ ما يوفر وسيلة فعّالة لتخفيف الضغط النفسي في البيئات الحضرية، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «بلوس وان».

وتسهم أصوات الطبيعة في خفض ضغط الدم ومعدلات ضربات القلب والتنفس، فضلاً عن تقليل التوتر والقلق الذي يتم الإبلاغ عنه ذاتياً، وفق نتائج أبحاث سابقة.

وعلى النقيض، تؤثر الأصوات البشرية، مثل ضوضاء المرور والطائرات، سلباً على الصحة النفسية والجسدية، حيث ترتبط بزيادة مستويات التوتر والقلق، وقد تؤدي إلى تراجع جودة النوم والشعور العام بالراحة.

وخلال الدراسة الجديدة، طلب الباحثون من 68 شخصاً الاستماع إلى مشاهد صوتية لمدة 3 دقائق لكل منها. تضمنت مشهداً طبيعياً مسجلاً عند شروق الشمس في منطقة ويست ساسكس بالمملكة المتحدة، احتوى على أصوات طبيعية تماماً مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة المحيطة، دون تدخل أي أصوات بشرية أو صناعية، فيما تضمن المشهد الآخر أصواتاً طبيعية مصحوبة بضوضاء مرور.

وتم تقييم الحالة المزاجية ومستويات التوتر والقلق لدى المشاركين قبل الاستماع وبعده باستخدام مقاييس ذاتية.

وأظهرت النتائج أن الاستماع إلى الأصوات الطبيعية فقط أدى إلى انخفاض ملحوظ في مستويات التوتر والقلق، بالإضافة إلى تحسين المزاج.

بالمقابل، أدى إدخال ضوضاء المرور إلى تقليل الفوائد الإيجابية المرتبطة بالمشاهد الطبيعية، حيث ارتبط ذلك بارتفاع مستويات التوتر والقلق.

وبناءً على النتائج، أكد الباحثون أن تقليل حدود السرعة المرورية في المناطق الحضرية يمكن أن يعزز الصحة النفسية للإنسان من خلال تقليل الضوضاء؛ ما يسمح بتجربة أصوات الطبيعة بشكل أفضل.

كما أشارت الدراسة إلى أهمية تصميم المدن بشكل يقلل من الضوضاء البشرية، ما يوفر للسكان فرصاً أكبر للتفاعل مع الطبيعة.

ونوه الفريق بأن هذه النتائج تفتح المجال لإعادة التفكير في كيفية تخطيط المدن بما يعزز التوازن بين التطور الحضري والحفاظ على البيئة الطبيعية، لتحقيق فوائد صحية ونفسية ملموسة للسكان.