أكد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، اليوم الأحد، أن الهند ستمضي قدماً في الإصلاحات الزراعية الجديدة، منتقداً أعمال الشغب الدامية التي اندلعت الأسبوع الماضي في العاصمة في أعقاب حملة احتجاج للمزارعين مستمرة منذ أسابيع.
واجتاح آلاف المزارعين الغاضبين، الثلاثاء، نيودلهي، آتين على ظهر جرارات من مخيمات على حدود العاصمة، حيث نظموا اعتصامات كبيرة منذ 26 نوفمبر (تشرين الثاني).
لكن التجمع تحول إلى أعمال شغب وفوضى أسفرت عن مقتل شخص وإصابة المئات من رجال الشرطة. ووصف مودي هجوم المزارعين على قلعة تاريخية بأنه «إهانة» للعلم الوطني.
وتصر حكومته على أن قطاع الزراعة بحاجة إلى إدخال إصلاحات، لكن المزارعين الغاضبين يخشون من أن قوانين إلغاء التنظيم الزراعي الحكومي ستضعهم تحت رحمة الشركات الكبرى التي تهيمن بالفعل على الصناعات الأخرى.
في أول تعليق علني له على أحداث الثلاثاء، شدد مودي على أن الحكومة ما زالت «ملتزمة بتحديث الزراعة».
وقال مودي في خطابه الإذاعي الشهري، الأحد، إن «جهود الحكومة ستتواصل أيضاً في المستقبل».
وأضاف زعيم الحزب القومي الهندوسي الحاكم: «في 26 يناير (كانون الثاني)، شعرت البلاد بحزن شديد عندما شاهدت إهانة الألوان الثلاثة» لعلم البلاد.
والثلاثاء، احتشد المتظاهرون في القلعة الحمراء المدرجة في قائمة التراث العالمي، التي يبلغ عمرها 400 عام، ورفعوا أعلام اتحادات دينية وزراعية، رغم أنهم لم يزيلوا العلم الوطني من أعلى المبنى التاريخي.
جاءت تعليقات مودي فيما اعتقلت الشرطة صحافياً واحداً على الأقل، وقدمت شكاوى ضد آخرين، ما أثار مخاوف من قمع إعلامي بسبب تغطية الاحتجاجات.
واعتُقل مانديب بونيا، الذي يكتب لمجلة «كارافان» الناطقة بالإنجليزية، السبت، في سينغو، أحد مواقع الاحتجاج الرئيسية.
وذكرت وسائل إعلام محلية أنه تم تصويره وهو يُقتاد إلى المحكمة اليوم، حيث من المتوقع أن يُتهم بجرائم غير معروفة.
ومنذ الثلاثاء، تم تسجيل ما لا يقل عن خمس شكاوى ضد صحافيين هنود وعضو الكونغرس المعارض في البرلمان بشأن عدة مزاعم، بما في ذلك التحريض على الفتنة والتآمر الإجرامي.
ودعت لجنة حماية الصحافيين، الهيئة الدولية لمراقبة وسائل الإعلام، السلطات الهندية، لإطلاق سراح بونيا وصحافي آخر، ورد أنه تم اعتقالهما، على الفور.
وقالت لجنة حماية الصحافيين، ومقرها نيويورك، في تغريدة، في وقت متأخر من مساء السبت، «على السلطات الهندية السماح للصحافيين بأداء عملهم دون تدخل».
وشددت الشرطة، السبت، الإجراءات الأمنية حول المخيمات بعد قطع الاتصال بالإنترنت في المناطق المحلية، مع وصول آلاف المزارعين إلى المواقع للانضمام إلى الاحتجاجات.
لطالما كان قطاع الزراعة حقل ألغام سياسياً، حيث يعمل به نحو 70 في المائة من السكان البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة.
مودي يتعهد بالمضي قدماً في الإصلاحات الزراعية رغم احتجاجات المزارعين
مودي يتعهد بالمضي قدماً في الإصلاحات الزراعية رغم احتجاجات المزارعين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة