«القسام» تدرب آلاف المراهقين على حمل السلاح استعدادًا لمعركة التحرير

حماس تتعهد بمساعدتهم بالسلاح والجهد والمال

طفل فلسطيني بلباس عسكري يصل الى حفل تخريج من أحد معسكرات «حماس» بغزة أمس (رويترز)
طفل فلسطيني بلباس عسكري يصل الى حفل تخريج من أحد معسكرات «حماس» بغزة أمس (رويترز)
TT

«القسام» تدرب آلاف المراهقين على حمل السلاح استعدادًا لمعركة التحرير

طفل فلسطيني بلباس عسكري يصل الى حفل تخريج من أحد معسكرات «حماس» بغزة أمس (رويترز)
طفل فلسطيني بلباس عسكري يصل الى حفل تخريج من أحد معسكرات «حماس» بغزة أمس (رويترز)

أعلنت «كتائب القسام» أن أكثر من 17 ألف شاب فلسطيني التحقوا بمخيمات «طلائع التحرير»، وخاضوا تدريبات مكثفة على مدار أسبوع استعدادا لـ«معركة التحرير القادمة».
وشهد عدد من كبار قادة حركة حماس الاحتفالات الضخمة التي أقيمت في ملعب اليرموك في غزة، وملعب المدينة الرياضية في خان يونس جنوب قطاع غزة، ونفذ آلاف الشبان استعراضا عسكريا ضخما، وأظهروا مهاراتهم في تفكيك مختلف الأسلحة وتركيبها، وأداء فقرات أخرى مختلفة. وقال متحدث باسم القسام: «إنهم اليوم جند في غزة.. وغدا محررين على أعتاب المسجد الأقصى».
وعلى أنغام أغاني «يا قدس إنا قادمون» و«قادم قادم قادم»، و«هنا أعددنا لكم»، زحف الشبان داخل أنفاق ومن تحت الأسلاك الشائكة، وقفزوا من فوق النيران، وتعاملوا مع أسلحة خفيفة وقاذفات صاروخية للتأكيد على استعدادهم للقتال. وبهذا الخصوص قال محمود الزهار، القيادي البارز في حماس: «المقاومة الفلسطينية وجدت لتدافع عن فلسطين والأمة العربية والإسلامية وكرامتها، ولا يمكن لعاقل أن يصفها بالإرهاب، لأنها لا ترهب سوى عدوها الصهيوني»، وأضاف موضحا أن «(القسام) تبقي أيديها ممدودة لكل أبناء فلسطين في كل مكان لتحرير كل المقدسات، وحتى للذين ظنوا أن المفاوضات هي كل شيء فتبين لهم أنها سراب».
وتعهد القيادي في حماس بأن «الأشبال الذين تم تخريجهم من مخيمات طلائع التحرير، سيكونون غدا خلف الصواريخ في معركة التحرير المقبلة»، التي أطلق عليها اسم «وعد الآخرة». وتابع أن المتأمل لهذه الظاهرة يعلم أن «الشباب هم من يقومون بكل أدوات المعركة، فهم يصنعون ويمشون كما تمشي الجيوش المحترفة، وأعداؤهم من حولهم يعالَجون من أمراض نفسية وهم يرون الصواريخ تنزل على بلداتهم، وهم يرون قادتهم يفرون من المعارك».
وأكد الزهار أن حماس «لن تبخل على (القسام) بما تملك من سلاح وجهد ومال وعرق، جيلا بعد جيل.. وإننا وإياكم على موعد مع سجدة في المسجد الأقصى المبارك».
وتعد مخيمات طلائع التحرير بالنسبة لكثيرين في غزة فرصة للالتحاق بكتائب القسام، التي تفرض شروطا قاسية قبل قبول أي متطوع. وتختبر «القسام» قدرات الشبان، لتختار من بينهم متطوعين مستقبليين في الكتائب بعد إجراء فحص أمني مشدد. ويخضع من تختاره «القسام» لتدريبات أخرى مكثفة ومتقدمة.
وتأسست «القسام» عام 1991، أي بعد 4 سنوات من انطلاقة حركة حماس الأم عام 1987، ويعد صلاح شحادة، وعماد عقل، ويحيى عياش، من أبرز مؤسسيها إلى جانب آخرين، وقد اغتالتهم إسرائيل جميعا. ولا يعرف على وجه الدقة عدد عناصر «القسام»، لكن التقديرات الفلسطينية والإسرائيلية على حد سواء تتحدث عن وجود ما بين 20 و30 ألف مقاتل. وتتميز «القسام» بوجود ألوية وكتائب ووحدات خاصة داخلها في محاكاة للجيوش النظامية.
وقال خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحماس، إن مخيمات طلائع التحرير هي رسالة للجميع بأن «المقاومة ستحمي شعبها أمام المؤامرات.. والمقاومة الفلسطينية، وتحديدا كتائب القسام، ماضون نحو النصر والتحرير ولو تكالبت علينا الدنيا كلها.. اليوم نخرج رجال الغد الذين سيشاركون في تحرير المسجد الأقصى.. ونحن نحيي العائلات التي أرسلت أبناءها إلى هذه المخيمات، لأنه الخيار الصائب في مواجهة المحتل».
وأبرق الحية بالتحية إلى حزب الله في لبنان، قائلا: «كلنا موحدون خلف المقاومة وخلف (القسام)، ونحو النصر والتحرير.. وتحية للمقاومة الإسلامية في لبنان، ممثلة بحزب الله الذي مرغ العدو مجددا في الوحل».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.