مصر: الصكوك تغيّر شكل التمويل... وتوقعات بتجاوزها 20 مليار جنيه في 2021

مصر: الصكوك تغيّر شكل التمويل... وتوقعات بتجاوزها 20 مليار جنيه في 2021
TT
20

مصر: الصكوك تغيّر شكل التمويل... وتوقعات بتجاوزها 20 مليار جنيه في 2021

مصر: الصكوك تغيّر شكل التمويل... وتوقعات بتجاوزها 20 مليار جنيه في 2021

استعرض الدكتور سيد عبد الفضيل، رئيس قطاع عمليات سوق المال بالهيئة العامة للرقابة المالية، تطورات سوق الصكوك في مصر خلال عام 2020 والذي شهد 3 إصدارات بقيمة 5.1 مليار جنيه، فضلاً عن وجود آمال وطموحات كبيرة من نمو حجم سوق الإصدار وسط دعم جميع الأطراف العاملة للأداة التمويلية الوليدة.
جاء ذلك خلال فاعليات المائدة المستديرة حول المزايا التنافسية للصكوك عن باقي الأدوات التمويلية الأخرى، والتي تنظمه جمعية مصدري ومستثمري أدوات التمويل.
وأشار عبد الفضيل، والذي أشرف على إدارة المائدة المستديرة، إلى توقعات وكالة موديز العالمية أن يبلغ حجم سوق إصدارات الصكوك خلال العام المنتهي 2020 نحو 157.8 مليار دولار، متوقعة ارتفاعها خلال العام الحالي إلى 170 مليار دولار، وهو ما أكدته وكالات تصنيف ائتماني أخرى مثل فيتش وستاندرد أند بورز.
قسّم أيمن الصاوي رئيس القطاع المالي لمجموعة «ثروة كابيتال»، رؤيته للمزايا التنافسية للصكوك إلى جانبي الشركات المصدرة والمستثمر، قال «من حيث الشركة المصدرة يتوقف اختيار الأداة التمويلية على طبيعة التمويل واحتياجاته، حيث توفر الصكوك ميزة الوضوح والفصل بالنسبة للشركة المصدر عن سندات الشركات، وخروج عبء التمويل عن ميزانية الشركة، كما تتشابه مع السندات في انخفاض تكلفتها عن البدائل التمويلية الأخرى».
ومن ناحية المستثمر، يرى الصاوي أن تمويل الصكوك تقوم لمشروع محدد يوفر ميزة الوضوح للمستثمر لتحديد درجة المخاطرة التي يستثمر بها.
وأشار إلى أن جمعية مستثمري ومصدري أدوات الدخل الثابت تنظر للصكوك كأداة تمويلية مهمة جدا وتراهن على معدل نموها والذي سيصبح أسرع بكثير عن معدل نمو السندات.
ولفت إلى أن السوق بحاجة لتوافر ما لا يقل عن 50 مصدرا لأدوات تمويلية ومستشارين ماليين وقانونيين لتوافر عنصر المنافسة ونمو السوق بشكل أكبر.
ورجح الصاوي، أن تنمو سوق الصكوك بشكل كبير لتصل إلى ما لا يقل عن 20 - 25 مليار جنيه خلال عام 2021 بالتزامن مع توجه المصدرين للصكوك ورغبة البنوك في الاستثمار بها. مشيراً إلى أن عام 2020 يعد الانطلاقة للصكوك وعام 2021 سيشهد أرقاماً مرتفعة.
كما أكد أن تكلفة أدوات الدين أقل بكثير من تكلفة التمويل البنكي، موضحاً أنه في أوقات معينة تكون التكلفة البنكية أقل وتختلف من فترة لأخرى، كما أن البنوك تستثمر في الصكوك لعائدها الجيد.
وكشف الصاوي أن «ثروة كابيتال» تدرس طرح إصدارات بأكثر من صيغة في السوق المصرية لطرح أنواع مختلفة تساعد وتشجع المصدرين على الإصدار بشكل أكبر.
من جانبه، قال عمرو حسنين، رئيس شركة ميريس للتصنيف الائتماني، إن الفرق بين الصكوك والسندات بالنسبة للتصنيف الائتماني يظهر عبر نوعي الصكوك إما القائمة على أصول أو المدعومة بالأصول، وأوضح أن الأول هو الأكثر رواجاً ويكون فيه التصنيف الائتماني تركيزه على المنشآت والأصول الخاصة بالصك، وبالتالي يكون أقرب من تصنيف السندات، أما النوع الثاني، فيكون قريبا لعملية التوريق فيكون بيعا حقيقيا لمحفظة ستتكون فيما بعد.
فيما يرى خليل البواب الرئيس التنفيذى لشركة مصر كابيتال الذراع الاستثمارية لبنك مصر، أن الصكوك مبنية على مبدأ المشاركة في المخاطرة وتعطي فرصة أمام المشاريع للحصول على تمويل في مشروع في مرحلة البداية، لافتاً إلى أنها تربط التمويل بالإنتاجية.
وأضاف البواب أن الصكوك لها انتشار واسع عالميا حيث وصلت إلى 145 مليار دولار إصدارات صكوك في 2019. و158 مليار دولار خلال 2020 الحصة الأكبر منها في ماليزيا بنسبة تتجاوز 37 في المائة، و14 في المائة للسعودية 12.5 في المائة ماليزيا، والباقي مقسم بين إيران والإمارات وتركيا وبنغلاديش والبحرين.
وأكد أن الدول الأوروبية ترى أنها وسيلة تمويلية جاذبة خاصة بعد انتشارها، وعلى المستوى المحلي تعد جاذبة للمستثمرين والشركات.
وأضاف أن «مصر كابيتال» ترى أن عددا كبيرا من الشركات بحاجة تمويلية عن طريق نموذج الصكوك، متوقعا طلبا متزايدا عليها خلال الفترة المقبلة لتنمو الصكوك بصورة مطردة.


مقالات ذات صلة

معدل البطالة في مصر يتراجع إلى 6.6 % عام 2024

الاقتصاد شباب يعملون في إحدى الأسواق بوسط القاهرة قبل شهر رمضان (رويترز)

معدل البطالة في مصر يتراجع إلى 6.6 % عام 2024

قال الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، السبت، إن معدل البطالة بلغ 6.6 في المائة في عام 2024 بانخفاض قدره 0.4 في المائة عن العام السابق.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد مقر البنك المركزي المصري بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

ارتفاع تحويلات المصريين بالخارج 83 % خلال يناير

أعلن البنك المركزي المصري، أن تحويلات المصريين العاملين في الخارج، استمرت في تحقيق قفزات متتالية للشهر الحادي عشر على التوالي خلال شهر يناير الماضي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد محمد جاد الرئيس التنفيذي لبنك ستاندرد تشارترد مصر (الثاني من اليسار) وعلى يمينه كارلا سليم مسؤولة منطقة الشرق الأوسط ووسيم بن خضراء رئيس الاتصال المؤسسي بالبنك خلال المائدة المستديرة مع الصحافيين (الشرق الأوسط)

«ستاندرد تشارترد» يتوقع تراجع اقتصاد أميركا 0.5 % مع ارتفاع التضخم بسبب الرسوم

توقع بنك «ستاندرد تشارترد» البريطاني تباطؤ النمو الاقتصادي الأميركي بنحو 0.5 في المائة خلال العام الجاري بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي.

صبري ناجح (القاهرة)
رئيس هيئة الاستثمار المصرية خلال كلمته في منتدى الاستثمار المصري - السعودي (هيئة الاستثمار المصرية)

مصر تبحث إنشاء مناطق حرة وصناديق استثمار مع السعودية

أعلن حسام هيبة، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة في مصر، أنه بحث مع الجانب السعودي إنشاء مناطق حرة وصناديق استثمارية ومناطق صناعية مشتركة.

صبري ناجح (القاهرة)
الاقتصاد مقر البنك المركزي المصري بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

«إتش سي» تتوقع تخفيض سعر الفائدة في مصر 150 نقطة الخميس المقبل

توقعت إدارة البحوث المالية بشركة «إتش سي» للأوراق المالية أن يخفض البنك المركزي المصري سعر الفائدة بنحو 150 نقطة أساس في اجتماعه المقرر الخميس المقبل


«رؤية السعودية» تقود التحول الرقمي وتدفع التقدم في الاقتصاد المعرفي

المدينة الرقمية في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
المدينة الرقمية في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
TT
20

«رؤية السعودية» تقود التحول الرقمي وتدفع التقدم في الاقتصاد المعرفي

المدينة الرقمية في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
المدينة الرقمية في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

نجحت السعودية في ترسيخ موقعها واحدةً من أبرز القوى الاقتصادية الرقمية الصاعدة على مستوى العالم، مستندة إلى رؤية استراتيجية طموحة ضمن «رؤية 2030»، التي وضعت التحول الرقمي في قلب منظومة الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية.

وتجلّى هذا التوجه عبر استثمارات ضخمة في البنية التحتية لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، أثمرت عن بناء سوق تقنية تُعدّ اليوم الأكبر والأسرع نمواً في المنطقة.

وقد أظهر تقرير التقدم المحرز لـ«رؤية 2030» لعام 2024، أن الاقتصاد الرقمي في المملكة يقدر بـ495 مليار ريال (132 مليار دولار)، بما يعادل 15 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، مع تطور لافت في بيئة الأعمال الرقمية، مدعوماً بأنظمة وتشريعات حديثة عززت من كفاءة الأداء الحكومي ورفعت جاذبية السوق المحلية.

مخرجات التحول

وكانت منصة «أبشر» الإلكترونية أول مخرجات هذا التحول؛ إذ شكّلت نقطة انطلاق لتوسيع نطاق الخدمات الرقمية الحكومية، لتتبعها منصات متقدمة مثل «توكلنا» و«نفاذ»، وقد مثلت تلك المنصات تحولاً جذرياً في العلاقة بين الدولة والمواطن عبر خدمات مؤتمتة وعالية الكفاءة.

وأنشأت السعودية هيئة الحكومة الرقمية، وهيئة البيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، لتقود عملية توحيد جهود الرقمنة واستثمار البيانات الضخمة؛ ما ساعد في تسريع التحول الرقمي وتعزيز موقع المملكة في المؤشرات الدولية. وقد تقدمت السعودية إلى المرتبة السادسة عالمياً في مؤشر الأمم المتحدة لتطوير الحكومة الإلكترونية لعام 2024، متجاوزة المستهدف الزمني، واقتربت من تحقيق هدف المركز الخامس بحلول 2030. كما جاءت الأولى إقليمياً، والثانية ضمن دول مجموعة العشرين، والرابعة عالمياً في مؤشر الخدمات الرقمية.

جانب من «منتدى حوكمة الإنترنت 2024» في الرياض (واس)
جانب من «منتدى حوكمة الإنترنت 2024» في الرياض (واس)

«الأول» عالمياً

ولم تقتصر الإنجازات على المؤشرات العامة، بل امتدت إلى المؤشرات الفرعية؛ إذ حلّت السعودية في المركز الأول عالمياً في البيانات الحكومية المفتوحة والمهارات الرقمية الحكومية، وسابعاً في مؤشر المشاركة الإلكترونية، بما يعكس نضج المنظومة الرقمية وتكاملها.

وتشهد سوق الاتصالات والتقنية في المملكة نمواً متسارعاً، حيث بلغ حجم النمو في عام 2024 نحو 180 مليار ريال (48 مليار دولار)، كما ارتفعت نسبة مشاركة المرأة في القطاع التقني من 7 في المائة في عام 2017 إلى 35 في المائة في 2024، وتم خلق أكثر من 381 ألف وظيفة نوعية في المجالات التقنية.

99 % انتشار الأنترنت

وفي مؤشرات البنية التحتية الرقمية، حافظت السعودية على المرتبة الثانية عالمياً في مؤشر تنمية الاتصالات وتقنية المعلومات للعام الثاني على التوالي، مع بلوغ نسبة انتشار الإنترنت 99 في المائة، وشمول أكثر من 3.9 مليون منزل بشبكات الألياف الضوئية.

وفي مجال الأمن السيبراني، أحرزت المملكة مركزاً متقدماً بتصدرها المرتبة الأولى عالمياً في مؤشر الأمن السيبراني لعام 2024، بحسب تقرير التنافسية العالمية، بعد أن أطلقت البوابة الوطنية «حصين»، وأسسّت الأكاديمية الوطنية للأمن السيبراني، لتأمين البيئة الرقمية، وتعزيز الثقة في منظومة الخدمات الإلكترونية.

ويُقدّر حجم سوق الأمن السيبراني في المملكة بنحو 13.3 مليار ريال (3.5 مليار دولار)، يساهم القطاع الخاص بنسبة 69 في المائة من الإنفاق، في حين يشكل القطاع الحكومي 31 في المائة. ويعمل في القطاع أكثر من 19.6 ألف مختص، وتضم السوق 355 منشأة تقدم حلولها السيبرانية المتقدمة.

تطور الذكاء الاصطناعي

وفي ملف الذكاء الاصطناعي، أحرزت السعودية تقدماً كبيراً، بحلولها في المركز الثالث عالمياً في مرصد سياسات الذكاء الاصطناعي، والمرتبة الحادية عشرة عالمياً في مؤشر السلامة المرتبطة به، والمرتبة الرابعة عشرة في المؤشر العالمي لتطور الذكاء الاصطناعي. كما كانت أول دولة تحصل على اعتماد منظمة «آيزو» العالمية ISO 42001:2023، وسجلت إنجازاً مميزاً بحصولها على 22 ميدالية في مسابقة الذكاء الاصطناعي العالمية للشباب.

ويبرز ضمن هذا التوجه تشغيل تطبيقات ذكاء اصطناعي متقدمة مثل «ديب سيك» في مراكز بيانات «أرامكو» بالدمام.

وبهذا الأداء المتسارع، تواصل المملكة تعزيز تنافسيتها الرقمية، مدفوعة بخطة وطنية واضحة تهدف إلى تحويل المملكة إلى مركز إقليمي رائد في مجال التقنية والابتكار، وتأكيد دورها الفاعل في الاقتصاد العالمي الجديد، المعتمد على المعرفة والبيانات والذكاء الاصطناعي.