«تداولات الأفراد» تُغرق الأسواق العالمية

حمّى المضاربات تغذّي القلق والتصحيح يقترب

«تداولات الأفراد» تُغرق الأسواق العالمية
TT

«تداولات الأفراد» تُغرق الأسواق العالمية

«تداولات الأفراد» تُغرق الأسواق العالمية

أظهرت بيانات للتدفقات الأسبوعية من «بنك أوف أميركا» أن أموال المستثمرين واصلت التدفق بمستويات غير مسبوقة على الأسهم الأسبوع الماضي، في ظل حمى تداولات الأفراد والتي شهدت ارتفاع أسهم «غيم ستوب» ما يزيد على 2500% منذ بداية العام حتى الآن لبعض الوقت.
وارتفعت التدفقات الوافدة في الأشهر الثلاثة الماضية إلى مستوى قياسي عند 272 مليار دولار، بينما شهدت الشركات الأميركية ذات القيمة السوقية المحدودة، وهي في مركز حمى تداولات الأفراد غير المحترفين حالياً، ثاني أكبر دخول للتدفقات على الإطلاق بقيمة 29 مليار دولار. وأضاف محللو «بنك أوف أميركا» أنهم يتوقعون تصحيحاً بنسبة 10% في أسواق الأسهم في الأشهر المقبلة.
من جهة أخرى، سجلت صناديق الأسهم العالمية زيادة في التدفقات في 7 أيام تنتهي في 27 يناير (كانون الثاني)، إذ ما زال المستثمرون يبدون تفاؤلاً حيال تعافي الاقتصاد على الرغم من المخاوف بشأن تأخر محتمل في التحفيز وعقبات قصيرة الأمد في توزيع اللقاح.
وتُظهر بيانات «ليبر» أن المستثمرين اشتروا ما قيمته 19.3 مليار دولار في صناديق الأسهم خلال الفترة، مقارنةً مع 14.9 مليار في الأسبوع السابق. وتكشف تحليلات 12739 صندوقاً للأسهم، بناءً على تصنيف «ليبر» للقطاعات، أن الصناديق التي تركز على تكنولوجيا المعلومات استقطبت تدفقات بقيمة 4.3 مليار دولار، وهي الأكبر في ستة أسابيع.
واشترى المستثمرون ما قيمته 15.3 مليار دولار في صناديق السندات، بينما جذبت صناديق أسواق النقد أيضاً 12.4 مليار دولار، وهي القيمة الأكبر في أربعة أسابيع، حسب البيانات.
وفي الأسواق أمس، فتحت مؤشرات الأسهم الرئيسية في «وول ستريت» على تراجع بفعل بيانات بشأن لقاح «كوفيد - 19» من «جونسون آند جونسون» أثّرت على المعنويات وزادت المخاوف حيال اشتداد الأزمة بين صناديق التحوط والمستثمرين الأفراد.
وهبط المؤشر «داو جونز» الصناعي 49.5 نقطة، بما يعادل 0.16%، إلى 30553.91 نقطة، وفتح المؤشر «ستاندرد آند بورز 500» منخفضاً 9.3 نقطة، أو 0.25%، إلى 3778.05 نقطة، ونزل المؤشر «ناسداك» المجمع 52.4 نقطة، أو 0.39%، إلى 13284.19 نقطة.
وتراجعت الأسهم الأوروبية أكثر من 1% لتسير على درب انخفاضات في أسواق الأسهم الآسيوية والأميركية. ونزل المؤشر «ستوكس 600» الأوروبي 1.6% في التعاملات المبكرة في طريقه لإنهاء الأسبوع على أسوأ انخفاض منذ أواخر أكتوبر (تشرين الأول). وهبط المؤشر «فاينانشيال تايمز 100» البريطاني للأسهم القيادية 1.7%، و«داكس» الألماني 1.6%، أما في «وول ستريت» فقد انخفض مؤشرا «ستاندرد آند بورز 500» للعقود الآجلة و«ناسداك 100» للعقود الآجلة بأكثر من 1%.
وفي آسيا، تراجعت الأسهم اليابانية للجلسة الثانية، لتتخلى عن مكاسب حققتها في وقت مبكر، إذ طغت مبيعات للمستثمرين لجني الأرباح وإعادة موازنة مراكز بنهاية الشهر على دفعة من شركات التكنولوجيا التي أعلنت عن أرباح إيجابية.
ونزل المؤشر «نيكي» القياسي 1.89% إلى 27663.39 نقطة، مسجلاً أكبر انخفاض منذ 31 يوليو (تموز)، ومتراجعاً دون سعر متوسطه المتحرك في 25 يوماً. وتراجع المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 1.64% إلى 1808.78 نقطة.



شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.