الجزائر: اللواء نزار يطلق «هجوماً مضاداً» ضد خصومه

بعد إبطال تهمة «التآمر» ضد الجيش

متجر لبيع الخضراوات في حي باب الواد بضواحي العاصمة الجزائرية يوم الثلاثاء (أ.ف.ب)
متجر لبيع الخضراوات في حي باب الواد بضواحي العاصمة الجزائرية يوم الثلاثاء (أ.ف.ب)
TT

الجزائر: اللواء نزار يطلق «هجوماً مضاداً» ضد خصومه

متجر لبيع الخضراوات في حي باب الواد بضواحي العاصمة الجزائرية يوم الثلاثاء (أ.ف.ب)
متجر لبيع الخضراوات في حي باب الواد بضواحي العاصمة الجزائرية يوم الثلاثاء (أ.ف.ب)

بدأ وزير الدفاع الجزائري السابق اللواء خالد نزار معركة قضائية ضد خصوم تجاريين، بعدما كان هو نفسه في قلب اتهامات خطيرة انتهت بإدانته والحكم عليه بالسجن 20 سنة. وقالت مصادر قضائية رسمية لـ«الشرق الأوسط» إن شريكه الوحيد في مؤسسة للاتصالات وخدمات الإنترنت موجود في الحبس الاحتياطي منذ شهر ونصف شهر، بعدما رفع شكوى ضد الوزير السابق، أمام القضاء، يتهمه فيها بـ«التزوير والاحتيال».
وأرجأت محكمة في العاصمة، الأربعاء، النظر في شكوى مضادة رفعها نزار وأبناؤه الخمسة، ضد مولود مغزي شريك العائلة في المؤسسة، وأحد أقارب زوجة وزير الدفاع الذي كان نافذاً جداً في الحكم نهاية ثمانينات وبداية تسعينات القرن الماضي. وتم تأجيل القضية إلى الشهر المقبل، بطلب من الدفاع الذي تذرع بـ«عدم كفاية الوقت لقراءة كل أوراق الملف».
ويتهم مغزي نزار وأبناءه بـ«تزوير» عقود الشركة، وذلك برفع مساهماتهم في رأس مالها، مقابل تقليص حصته إلى حد يحرمه من اتخاذ أي قرار يخص نشاطاتها، بعدما كان مديرها التنفيذي في التأسيس قبل عشرين عاماً. ورفع شكوى ضدهم العام الماضي، عندما كان نزار وأفراد عائلته لاجئين في إسبانيا، مطاردين من القضاء العسكري الذي اتهم وزير الدفاع سابقاً بـ«التآمر ضد سلطة الجيش» و«إهانة هيئة نظامية»، وهما تهمتان وجهتا له بتدخل لدى القضاء العسكري من طرف الفريق أحمد قايد صالح، قائد الجيش المتوفى في نهاية 2019، وذلك لخلاف شخصي حاد بينهما يعود إلى سنوات ثورة التحرير، عندما كان نزار في بدايتها ما زال عضواً في الجيش الاستعماري.
وتم إسقاط التهم وإبطال الدعوى العمومية ضد نزار بعد عام بالضبط من وفاة قايد صالح. وعاد وزير الدفاع السابق من منفاه الاختياري في 11 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وفي 14 من الشهر نفسه اعتقل الجهاز الأمني مغزي وسجنه. وبات شريك نزار متهماً بعدما كان شاكياً. وقال أحد محاميه (رفض نشر اسمه) إن النيابة اتهمته بـ«استهداف معنويات الجيش»، على أساس اتصالات جرت عبر تطبيق «واتساب» بينه وبين هشام عبود ضابط المخابرات السابق المتابع قضائياً والمقيم بفرنسا. وأبرز المحامي نفسه أن مغزي تبادل معلومات وصوراً مع عبود، تخص نزار وابنيه لطفي وسفيان. وذكر المحامي أنه «يستغرب اتهام موكله بأمر يخص الجيش، بينما المبادلات مع عبود كانت تخص النزاع التجاري مع عائلة نزار»، مشيراً إلى أن إيداعه الحبس الاحتياطي «فيه تعسف؛ لأنه يوفر كل الضمانات التي تسمح للنيابة بمتابعته وهو في حالة إفراج، وأهم هذه الضمانات أنه شخص معروف بتخصصه في فنيات الاتصالات وخدمات الإنترنت في الجزائر ودول عديدة عبر العالم».
ويملك مغزي الجنسية الأميركية بحكم إقامته وعمله في الولايات المتحدة منذ أكثر من 30 سنة. وتتابع السفارة الأميركية بالجزائر قضيته، علماً بأن القنصل الأميركي حضر إلى المحكمة الأربعاء الماضي، وسط انتشار لافت لرجال الأمن. ورفع مغزي أيضاً شكوى ضد عائلة نزار أمام القضاء الأميركي، على اعتبار أن للشركة مشروعات وراء الأطلسي.
وتفيد مصادر مطلعة على القضية بأن القيادة الجديدة للجيش التي استخلفت قايد صالح، تعاملت مع نزار، كما يبدو، على أنه «ضحية خلاف شخصي» مع نائب وزير الدفاع السابق، وأن ذلك ألحق ضرراً بالغاً بسمعة المؤسسة العسكرية. كما أن القيادة الجديدة، حسب المصادر ذاتها، قررت أن تدعمه في مساعيه لاستعادة أنشطته الاقتصادية في البلاد التي توقفت بسبب مشكلاته مع القضاء العسكري، وإلغاء إجراءات تعلقت بمصادرة بعض أملاكه.



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).