مصر: دعوات لاستمرار الاحتراز رغم تراجع الإصابات بـ«كورونا»

رئيس الوزراء شدد على وضع الكمامات في الأماكن العامة

قياس الحرارة في مطار القاهرة (أرشيف – أ.ف.ب)
قياس الحرارة في مطار القاهرة (أرشيف – أ.ف.ب)
TT

مصر: دعوات لاستمرار الاحتراز رغم تراجع الإصابات بـ«كورونا»

قياس الحرارة في مطار القاهرة (أرشيف – أ.ف.ب)
قياس الحرارة في مطار القاهرة (أرشيف – أ.ف.ب)

رغم استمرار تسجيل معدلات متراجعة للإصابات بفيروس «كوفيد- 19» في مصر، فإن رسميين بينهم رئيس الوزراء مصطفى مدبولي شددوا على «ضرورة استمرار الاحتراز بين المواطنين، ومواجهة التراخي في إجراءات الوقاية من الفيروس بمنتهى الحزم». ووفق «مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء»، فقد احتلت «مصر المركز الـ 62 في عدد المصابين بالفيروس، من بين 215 منطقة ودولة حول العالم، واحتلت المركز العاشر في نسبة الوفيات من مجموع عدد المصابين».
وأكد مدبولي أن «هناك توجيهاً واضحاً لجميع الوزارات والجهات المعنية بشأن تطبيق الإجراءات الاحترازية، في إطار سعي الدولة قدر الإمكان لتجنب الغلق الكامل للمنشآت، لتجنب الآثار الاقتصادية المرتبطة بهذه الخطوة، والتي تؤثر بشكل واضح على حياة المواطنين، لذا لن تقبل الدولة التهاون في تنفيذ الإجراءات».
وبحسب «مركز معلومات مجلس الوزراء»، فقد أشار رئيس الوزراء إلى «جهود الدولة في متابعة تنفيذ القرارات الاحترازية، وفي مقدمتها الالتزام بارتداء الكمامات في الأماكن العامة والمزدحمة».
وتواكبت التحذيرات المصرية الرسمية، مع إعلان وزارة الصحة «تسجيل 521 حالة جديدة ثبت إيجابية تحاليلها مخبرياً لفيروس كورونا المستجد، ووفاة 54 حالة جديدة»، في «تراجع لمعدل الإصابات بالفيروس، التي كانت تتراوح من 600 إلى 700 إصابة يومية، خلال الأسبوع الماضي».
وقال مستشار الرئيس المصري للشؤون الصحية محمد عوض تاج الدين إن «أعداد الإصابات التي يعلن عنها عن طريق الصحة المصرية تعكس الجو العام في البلاد»، لافتاً إلى أن «الوصول إلى ما يقرب من 500 إصابة، تراجعاً عن 1000 إصابة، يرجح أن ذروة الموجة الثانية وصلت، وبدأنا التناقص»، مضيفاً في تصريحات متلفزة أن «الدولة اتخذت في الفترة الماضية إجراءات صارمة نتيجة لزيادة عدد الإصابات، من بينها تقليل التجمعات، وتفعيل التعليم الإلكتروني، مما ساهم في تقليل الأعداد بشكل كبير».
وأعلنت الصحة مساء أمس الخميس «خروج 477 متعافياً من فيروس (كورونا) من المستشفيات، وذلك بعد تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة وتمام شفائهم، وفقاً لإرشادات منظمة الصحة العالمية، ليرتفع عدد المتعافين من الفيروس إلى 128440 حالة».
ووفق زارة الصحة فإن «العدد الإجمالي الذي تم تسجيله في مصر بالفيروس، حتى مساء أمس، هو 164282 حالة، من ضمنهم 128440 حالة تم شفاؤها، و9169 حالة وفاة».
وأكدت وزيرة الصحة هالة زايد، اليوم الجمعة، أن «1315 من أفراد الطواقم الطبية تلقوا الجرعة الأولى من لقاح سينوفارم في 22 مستشفى بعدد من المحافظات ، وذلك منذ (الاثنين) الماضي، وحتى مساء أمس، في إطار حرص الدولة على صحة وسلامة جميع الطواقم الطبية، باعتبارهم خط الدفاع الأول لمواجهة كورونا».


مقالات ذات صلة

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.