«مضاربات الهواة» تضع الأسواق العالمية في مأزق

أسوأ يوم في 3 أشهر لوول ستريت

تمثال جورج واشنطن أمام بورصة نيويورك في وول ستريت (رويترز)
تمثال جورج واشنطن أمام بورصة نيويورك في وول ستريت (رويترز)
TT

«مضاربات الهواة» تضع الأسواق العالمية في مأزق

تمثال جورج واشنطن أمام بورصة نيويورك في وول ستريت (رويترز)
تمثال جورج واشنطن أمام بورصة نيويورك في وول ستريت (رويترز)

عانت الأسهم الأميركية من تراجع هو الأشد بالنسبة المئوية في جلسة واحدة على مدى ثلاثة أشهر يوم الأربعاء، لتتفاقم خسائرها بعد أحدث بيان من مجلس الاحتياطي الفيدرالي ووسط ضغوط من تهاوي بوينغ وعمليات بيع من صناديق تحوط... ما يمكن أن يكون بداية لعملية تصحيح واسعة بالأسواق العالمية كما كان متوقعا على نطاق واسع منذ بداية العام الجاري.
وارتفعت أسهم كل من شركة «غيم ستوب» لبيع ألعاب الفيديو و«إيه إم سي إنترتنمنت هولدنغز» لقاعات العرض السينمائي إلى أكثر من مثليها خلال تداولات الأربعاء، مواصلة مكاسبها الفلكية على مدى الأسبوع الأخير، مع استمرار شراء المستثمرين الهواة فيها، مما أجبر باعة على المكشوف مثل «سيترون» و«ملفين» لتصفية رهانات خاسرة في السهمين، وأجبر صناديق تحوط على القبول بخسائر فادحة، وانطلاق دعوات للتحقيق بشأن تدوينات مجهولة الاسم عن تداولات سوق الأسهم على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال ماثيو كيتور، الشريك في مجموعة كيتور لإدارة الثروات: «لعبة خطيرة أن تلعب عند الطرفين، سواء كنت دائنا أم مدينا... من يقترب من النار تكاد النار أن تحرقه».
وفي تعليق مثير، قالت جين بساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض مساء الأربعاء إن البيت الأبيض ووزارة الخزانة يراقبان الوضع فيما يخص سهم «غيم ستوب»، وأسهم شركات أخرى شهدت مكاسب قوية بالبورصة.
وقالت بساكي إن سوق الأسهم الأميركية ليست المؤشر الوحيد على سلامة الاقتصاد، وإن الرئيس جو بايدن يواصل الضغط من أجل حزمة تعاف اقتصادي حجمها 1.9 مليار دولار لمساعدة الأسر من الطبقة العاملة والمتوسطة.
وعقب تقليص وجيز للخسائر، تسارعت التراجعات إثر بيان من مجلس الاحتياطي، حيث أبقى البنك المركزي على سعر فائدة ليلة قريبا من الصفر وعلى مشترياته الشهرية من السندات، كما كان متوقعا على نطاق واسع، وتعهد بمواصلة تقديم الدعم لحين انتعاش الاقتصاد انتعاشا تاما... لكنه أشار إلى تباطؤ التعافي الاقتصادي في الأشهر الأخيرة، ما تسبب إلى جانب تراجع أسهم بوينغ لصناعة الطائرات في أن تسجل الأسهم الأميركية أكبر انخفاض في يوم واحد بالنسبة المئوية في ثلاثة أشهر.
وفي تداولات الخميس، تحسنت وول ستريت قليلا، إذ فتحت مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية على ارتفاع متغاضية عن بيانات أظهرت انكماشا حادا جديدا للاقتصاد الأميركي وتناميا في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية.
وصعد المؤشر داو جونز الصناعي 74 نقطة بما يعادل 0.24 في المائة ليصل إلى 30377.19 نقطة، وزاد المؤشر ستاندرد آند بورز 500 خمس نقاط أو 0.13 في المائة مسجلا 3755.75 نقطة، في حين تقدم المؤشر ناسداك المجمع 52.7 نقطة أو 0.40 في المائة إلى 13323.294 نقطة.
ومن جانبها، بلغت الأسهم الأوروبية أدنى مستوى في شهر تقريبا عقب أسوأ موجة بيع تشهدها وول ستريت منذ أكتوبر (تشرين الأول) بفعل مخاوف بشأن ارتفاع التقييمات، بينما ينمو قلق المستثمرين بشأن زيادة في الإصابات بسلالة جديدة أشد عدوى من فيروس «كورونا».
ونزل المؤشر ستوكس 600 الأوروبي واحدا في المائة بحلول الساعة 08:12 بتوقيت غرينيتش، ليتحول إلى تسجيل انخفاض منذ بداية العام، بينما انزلقت المؤشرات الرئيسية في المنطقة مثل المؤشرين داكس الألماني وكاك 40 الفرنسي إلى منطقة انخفاض أشد، وتمسك المؤشر فاينانشيال تايمز 100 البريطاني بمكاسب ضئيلة حققها هذا العام.
وغض المستثمرون البصر عن أرباح قوية من آبل وفيسبوك أثناء الليل، وكذلك تعهد مجلس الفيدرالي بالتمسك بسياسة نقدية تيسيرية، في الوقت الذي تأثرت فيه المعنويات سلبا في ظل بطء توزيع لقاحات مضادة لـ(كوفيد - 19) والمزيد من القيود في أوروبا.
كما تكبدت الأسهم اليابانية أكبر انخفاض لها في ستة أشهر الخميس، لتقتفي أثر وول ستريت، إذ تعرضت لضغوط بفعل شركات التكنولوجيا التي استفادت من ارتفاع الأسهم في الآونة الأخيرة.
وهبط المؤشر نيكي القياسي 1.53 في المائة إلى 28197.42 نقطة، مسجلا أكبر انخفاض يومي منذ 31 يوليو (تموز)، بينما تراجع المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 1.14 في المائة إلى 1838.85 نقطة. وقفز مؤشر شركات تصنيع الأجهزة الكهربائية على توبكس 6.34 في المائة منذ بداية العام الجاري، بينما ربح المؤشر توبكس 1.89 في المائة.
وقال يوشيهيرو تاكيشيجي مدير عام إدارة الاستثمار في أساهي لايف لإدارة الأصول: «السوق اليوم تقتفي أثر أسواق الأسهم الأميركية. ارتفاع مؤشر تقلب الأسهم يحفز أيضا المستثمرين على البيع».
وتراجعت الأسهم اليابانية المرتبطة بالرقائق، إذ نزل سهم رينيساس إلكترونيكس 5.85 في المائة وتراجع سهم أدفانتست 4.3 في المائة وانخفض سهم سومكو 4.47 في المائة. وتراجع سهم فانوك 1.01 في المائة، حتى بعد أن رفعت شركة صناعة منتجات التحكم الآلي في المصانع توقعاتها لأرباح التشغيل للمرة الثانية إلى 105.8 مليار ين (1.01 مليار دولار) بزيادة 19.8 في المائة عن نفس الفترة من السنة السابقة. وتراجعت الأسهم ذات الثقل على المؤشر نيكي أيضا، إذ هوى سهم مجموعة سوفت بنك 3.6 في المائة وتراجع سهم طوكيو إلكترون 4.62 في المائة ونزل سهم فاست للتجزئة 0.24 في المائة.
وتقدمت أسهم شركات النقل والبيع بالتجزئة والتي تعرضت لمبيعات كثيفة خلال الجائحة. وارتفعت أسهم إيه إن إيه هولدينغز والخطوط الجوية اليابانية (جابان إيرلاينز) وسكك حديد شرق اليابان ما يتراوح بين 2.71 في المائة و4.65 في المائة. وصعدت أسهم شركتي صناعة السيارات ميتسوبيشي موتورز 6.75 في المائة وإيسوزو موتورز 4.73 في المائة.



عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

قال رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو يوم الجمعة، إن «المركزي الأوروبي» لم يتأخر في خفض أسعار الفائدة، لكنه يحتاج إلى مراقبة خطر عدم تحقيق هدفه للتضخم من كثب، وهو ما قد يؤدي إلى تثبيط النمو بشكل غير ضروري.

وخفّض البنك المركزي الأوروبي معدلات الفائدة ثلاث مرات هذا العام بالفعل، ويتوقع المستثمرون مزيداً من التيسير النقدي في كل اجتماع حتى يونيو (حزيران) المقبل، وهو ما قد يؤدي إلى خفض سعر الفائدة على الودائع، الذي يبلغ حالياً 3.25 في المائة، إلى 2 في المائة على الأقل وربما أقل، وفق «رويترز».

ومع ذلك، تدعم البيانات الاقتصادية الضعيفة، كما يتضح من تقرير مسح الأعمال المخيّب للآمال الذي نُشر يوم الجمعة، الرأي القائل إن البنك المركزي الأوروبي قد يحتاج إلى تسريع إجراءات التيسير النقدي، وقد يضطر إلى اتخاذ تدابير إضافية لدعم الاقتصاد.

وقال دي غالهاو في فرنكفورت: «نحن لسنا متأخرين في المسار اليوم. الاقتصاد الأوروبي يسير نحو هبوط ناعم».

واعترف بوجود مخاطر على التوقعات المستقبلية، مشيراً إلى أنه يجب على صانعي السياسات التأكد من أن أسعار الفائدة لا تبقى مرتفعة لمدة طويلة، مما قد يضرّ بالنمو الاقتصادي.

وأضاف قائلاً: «سوف نراقب بعناية توازن المخاطر، بما في ذلك احتمال عدم بلوغ هدف التضخم لدينا، وكذلك تأثير ذلك في الحفاظ على النشاط الاقتصادي بمستويات منخفضة بشكل غير ضروري».

وكانت التوقعات تشير إلى خفض للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في 12 ديسمبر (كانون الأول) بوصفه أمراً شبه مؤكد، لكن بعد نشر أرقام مؤشر مديري المشتريات الجديدة يوم الجمعة، أصبح هناك احتمال بنسبة 50 في المائة لخيار خفض أكبر يبلغ 50 نقطة أساس، نتيجة لتزايد المخاوف من ركود اقتصادي.

ومع ذلك، يشير صانعو السياسات إلى أن المسوحات الاقتصادية قد تكون قد قدّمت صورة أكثر تشاؤماً عن وضع الاقتصاد مقارنة بالبيانات الفعلية التي كانت أكثر تفاؤلاً.

ورغم التباطؤ في التضخم الذي وصل إلى أدنى مستوى له بنسبة 1.7 في المائة هذا الخريف، فإنه يُتوقع أن يتجاوز 2 في المائة هذا الشهر، مما يجعل من الصعب اتخاذ قرار بخفض أكبر في الفائدة.

ومع ذلك، شدّد دي غالهاو على أن التضخم في طريقه للعودة إلى الهدف المتمثل في 2 في المائة، وأنه من المتوقع أن يتحقّق بشكل مستدام قبل الموعد الذي حدّده البنك المركزي الأوروبي في نهاية 2025.

وقال: «نحن واثقون للغاية بأننا سنصل إلى هدفنا البالغ 2 في المائة بشكل مستدام». وأضاف: «من المرجح أن نحقّق هذا الهدف في وقت أقرب من المتوقع في 2025، مقارنة بتوقعاتنا في سبتمبر (أيلول) الماضي».