المخاوف والشائعات تلاحق خطة الفلبين للتطعيم بلقاح «كورونا»

ممرضة خلال تدريب على التطعيم بلقاح «كورونا» في تاجويغ بالفلبين (أ.ب)
ممرضة خلال تدريب على التطعيم بلقاح «كورونا» في تاجويغ بالفلبين (أ.ب)
TT

المخاوف والشائعات تلاحق خطة الفلبين للتطعيم بلقاح «كورونا»

ممرضة خلال تدريب على التطعيم بلقاح «كورونا» في تاجويغ بالفلبين (أ.ب)
ممرضة خلال تدريب على التطعيم بلقاح «كورونا» في تاجويغ بالفلبين (أ.ب)

تقول إحدى الشائعات المتداولة في الفلبين إن لقاح فيروس «كورونا» سيتيح للرئيس رودريغو دوتيرتي قتل الناس بضغطة زر.
وفي أنحاء مختلفة من البلاد، التي يبلغ عدد سكانها 108 ملايين نسمة، تصرف ذكريات لقاح «حمى الدنج» الذي تقرر حظره محلياً، الناس عن فكرة التطعيم حتى قبل أن تبدأ الحملة.
تقول كريستانا أليبيو (62 عاماً): «أطفال كثيرون مرضوا بعد أن تلقوا ذلك اللقاح»؛ مشيرة إلى اللقاح الخاص بمرض «حمى الدنج» الذي يتسبب فيه البعوض ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة. وأضافت أنها تخاف من فيروس «كورونا» المستجد، لكن خوفها من التطعيم أكبر.
ومن المقرر أن تبدأ الفلبين حملة التطعيم الشهر المقبل رغم أنها شهدت ثاني أكبر انتشار لفيروس «كورونا» في جنوب شرقي آسيا حيث تجاوز عدد الإصابات فيها نصف مليون، وتجاوزت الوفيات 10 آلاف حالة.
غير أن المسؤولين يسلمون بصعوبة مهمة إقناع كثيرين بقبول اللقاح، بخلاف الصعوبات اللوجيستية في الوصول إلى ألفي جزيرة مأهولة تعاني من نظام صحي متداع في الأرخبيل الواقع بجنوب شرقي آسيا.
وقد اهتزت الثقة باللقاحات بسبب الجدل الذي صاحب لقاح «دينجفاكسيا» من إنتاج شركة «سانوفي» الفرنسية.
في 2016 جرى تطعيم أكثر من 800 ألف طفل باللقاح لحمايتهم من المرض، لكن صدر قرار حظر اللقاح محلياً بعد أن قالت الشركة المصنعة إنه قد يعرض من لم يصابوا به من قبل لمخاطر أكبر.
وأدى ذلك إلى تحقيقين برلمانيين وأكثر من 100 قضية جنائية ربطت وفيات الأطفال باللقاح؛ وإن لم تثبت هذه الصلة.
وقالت «سانوفي» مراراً إن اللقاح آمن وفعال وأقرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي استخدامه.
وبعد تلك الواقعة نزلت الفلبين من المركز العاشر في قائمة الدول من حيث الثقة باللقاحات، إلى مراكز لم تتحسن عن السبعين.
وانخفضت نسبة الأطفال الذين حصلوا على تطعيم كامل من 85 في المائة خلال 2010، إلى 69 في المائة خلال 2019. والهدف تطعيم 70 مليوناً هذا العام.
والخوف الكبير في مناطق بجنوب الفلبين من «حملة قتل برعاية الدولة»؛ وهي فكرة ليست بعيدة الاحتمال تماماً في بلد أسفرت فيه حرب دوتيرتي على المخدرات عن سقوط نحو 6 آلاف قتيل منذ تولى السلطة في 2016.
وقال ناصر علي مودا؛ الذي يعمل طبيباً حكومياً في إقليم «لاناو دل سور»: «بعض المعلومات المتداولة على (فيسبوك) وفي الرسائل النصية قالت إن لقاح (كوفيد19) يحتوي على رقاقة متناهية الصغر يمكن أن يتحكم فيها عن بعد الرئيس دوتيرتي، وما إن يضغط هو على زر حتى يموت الشخص الذي تلقى اللقاح».
وأظهر استطلاع للرأي أن أقل من ثلث الفلبينيين مستعدون للتطعيم بلقاح «كورونا».
وقالت أباسراه مابوبونو، رئيسة فريق الصحة الحكومي في «لاناو دل سور»، إنها سألت عشرات العاملين في القطاع الصحي وغيرهم عما إذا كانوا مستعدين لتلقي اللقاح، ولم يرد أي منهم بالإيجاب.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».