«كورونا» البريطانية: السعال والتهاب الحلق أكثر شيوعاً... ماذا عن الأعراض الأخرى؟

ممرضان يفحصان مريضاً مصاباً بـ«كورونا» في مستشفى بإندونيسيا (أ.ف.ب)
ممرضان يفحصان مريضاً مصاباً بـ«كورونا» في مستشفى بإندونيسيا (أ.ف.ب)
TT

«كورونا» البريطانية: السعال والتهاب الحلق أكثر شيوعاً... ماذا عن الأعراض الأخرى؟

ممرضان يفحصان مريضاً مصاباً بـ«كورونا» في مستشفى بإندونيسيا (أ.ف.ب)
ممرضان يفحصان مريضاً مصاباً بـ«كورونا» في مستشفى بإندونيسيا (أ.ف.ب)

وجدت دراسة حديثة أن الأعراض مثل السعال والتهاب الحلق والإرهاق تعتبر أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بالسلالة البريطانية لفيروس «كورونا»، لكن فقدان حاسة التذوق والشم ظهرت بشكل أقل لديهم، وفقاً لصحيفة «الغارديان».
ويبدو أن السلالة شديدة العدوى من فيروس «كورونا» التي ظهرت في المملكة المتحدة العام الماضي وانتشرت في جميع أنحاء العالم تجعل الأعراض المألوفة لـ«كوفيد - 19» أكثر شيوعاً.
ووجدت دراسة استقصائية أجراها المكتب الوطني للإحصاء في بريطانيا أن الأشخاص أبلغوا عن المزيد من السعال والتهاب الحلق والتعب وآلام العضلات عند الإصابة بالسلالة المتحورة مقارنة بتلك الأقدم.
وقد يكون الدافع وراء التحول في الأعراض هو حقيقة أن البديل أكثر عدوى وينتشر في الجسم بشكل أسرع من المتغيرات القديمة، رغم أن التأثير الكامل للسلالة الجديدة لا يزال غير معروف.
وسأل المكتب الوطني للإحصاء الأشخاص عن أعراضهم بعد إصابتهم بالسلالة المتحورة للفيروس بين 15 نوفمبر (تشرين الثاني) و16 يناير (كانون الثاني). تم اكتشاف البديل الأكثر قابلية للانتقال، المسمى «بي 117»، لأول مرة في سبتمبر (أيلول)، وانتشر بسرعة في جميع أنحاء البلاد وحول العالم.
وفقاً للدراسة الاستقصائية، أبلغ المصابون بالسلالة الجديدة عن المزيد من الأعراض، رغم أن تعرضهم لفقدان التذوق والشم كان أقل احتمالاً. وارتفعت التقارير عن حالات السعال من نحو 27 في المائة إلى 35 في المائة من المصابين، كما زاد التعب وآلام العضلات والتهاب الحلق بشكل ملحوظ.
وخلص العلماء في المجموعة الاستشارية لتهديدات الفيروسات التنفسية الجديدة والناشئة التابعة للحكومة (نيرفتاغ) الأسبوع الماضي إلى أن السلالة الجديدة قد تزيد من معدل الوفيات بنسبة 30 في المائة إلى 40 في المائة، رغم أن بعض الخبراء قالوا إنه من السابق لأوانه تقييم ذلك.
ويعتبر سبب زيادة معدل الوفيات غير واضح ولكن قد يكون مرتبطاً بطفرة تسمى «إن 501 واي»، والتي تسمح للفيروس بإصابة الخلايا بسهولة أكبر، مما يجعله أكثر قابلية للانتقال بنسبة 50 إلى 70 في المائة.
وقال العلماء إن «فقدان التذوق وحاسة الشم كانت أقل شيوعاً بشكل ملحوظ في الإصابات المرتبطة بالسلالة الجديدة مقارنة بالسلالة القديمة، بينما كانت الأعراض الأخرى أكثر شيوعاً بين المصابين بـ(كورونا) البريطاني».
وأشار المسح إلى أنه لا يوجد دليل على ظهور اختلافات في أعراض الجهاز الهضمي أو ضيق التنفس أو الصداع المرتبطة بالفيروس.
وقال لورنس يونغ، أستاذ علم الأورام الجزيئي بجامعة وارويك، إن الطفرات في سلالة الفيروس في المملكة المتحدة يمكن أن تؤثر على الأعراض المرتبطة بالعدوى. وأوضح: «هذا البديل أكثر قابلية للانتقال ويبدو أن الأفراد المصابين به لديهم حمولات فيروسية أعلى، مما يعني أنهم ينتجون المزيد من الفيروسات».
وتابع: «وهذا يمكن أن يؤدي إلى انتشار العدوى داخل الجسم وربما يكون السبب وراء المزيد من السعال وآلام العضلات والتعب. السلالة الجديدة لديها 23 تغييراً، مقارنة بسلالة ووهان الأصلية. يمكن لبعض هذه التغيرات في أجزاء مختلفة من الفيروس أن تؤثر على الاستجابة المناعية للجسم ونطاق الأعراض المرتبطة بالعدوى».


مقالات ذات صلة

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)

ما سبب زيادة انتشار مرض الكبد الدهني خلال السنوات الأخيرة؟

أكد طبيب أميركي أن الاستهلاك المتزايد للمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والأطعمة شديدة المعالجة ساهم في زيادة انتشار «مرض الكبد الدهني» خلال السنوات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الشباب والأطفال الأعلى تفاؤلاً يميلون إلى أن يكونوا أفضل صحة (رويترز)

كيف يؤثر التفاؤل على صحة الأطفال والشباب؟

كشفت دراسة جديدة عن أن صغار السن الأعلى تفاؤلاً بشأن مستقبلهم يميلون في الواقع إلى أن يكونوا أفضل صحة بشكل ملحوظ.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي (رويترز)

الإنجاب في سن صغيرة قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي

كشفت دراسة علمية جديدة أن إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

عقود من الرّيادة السعودية في فصل التوائم

جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)
جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)
TT

عقود من الرّيادة السعودية في فصل التوائم

جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)
جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)

بينما تتواصل جلسات «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»، بالعاصمة السعودية الرياض لليوم الثاني، أظهرت ردهات المكان، والمعرض المصاحب للمؤتمر بما يحتويه، تاريخاً من الريادة السعودية في هذا المجال على مدى 3 عقود، وفقاً لردود الفعل من شخصيات حاضرة وزوّار ومهتمّين.

جانب من المعرض المصاحب لـ«المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)

على الجهة اليُمنى من مدخل مقر المؤتمر، يكتظ المعرض المصاحب له بالزائرين، ويعرّج تجاهه معظم الداخلين إلى المؤتمر، قُبيل توجّههم لحضور الجلسات الحوارية، وبين مَن يلتقط الصور مع بعض التوائم الموجودين ويستمع لحديثٍ مع الأطباء والطواقم الطبية، برزت كثير من المشاعر التي باح بها لـ«الشرق الأوسط» عددٌ من أشهر حالات التوائم السياميّة التي نجحت السعودية في عمليات فصلها خلال السنوات الأخيرة.

«أعمل في المستشفى حيث أُجريت عملية فصلنا»

السودانيتان التوأم هبة وسماح، من أوائل التوائم الذين أُجريت لهم عمليات الفصل قبل 3 عقود، وقد عبّرتا لـ«الشرق الأوسط» عن فخرهما بأنهما من أولى الحالات الذين أُجريت عملية فصلهما في السعودية.

قالت هبة عمر: «مَدّتنا عائلتنا بالقوة والعزيمة منذ إجرائنا العملية، وهذا الإنجاز الطبي العظيم ليس أمراً طارئاً على السعودية، وأرجو أن يجعل الله ذلك في ميزان حسنات قيادتها وشعبها».

التوأم السيامي السوداني هبة وسماح (تصوير: تركي العقيلي)

أما شقيقتها سماح عمر فتضيف فصلاً آخر من القصة :«لم نكن نعرف أننا توأم سيامي إلّا في وقت لاحق بعد تجاوزنا عمر الـ10 سنوات وبعدما رأينا عن طريق الصّدفة صورة قديمة لنا وأخبرنا والدنا، الذي كافح معنا، بذلك وعاملنا معاملة الأطفال الطبيعيين»، وتابعت: «فخورون نحن بتجربتنا، وقد واصلنا حياتنا بشكل طبيعي في السعودية، وتعلّمنا فيها حتى أنهينا الدراسة الجامعية بجامعة المجمعة، وعُدنا إلى السودان عام 2020 شوقاً إلى العائلة ولوالدتنا»، وبعد اندلاع الحرب في السودان عادت سماح إلى السعودية لتعمل في «مستشفى الملك فيصل ومركز الأبحاث»، وهو المستشفى نفسه الذي أُجريت لها ولشقيقتها فيه عملية الفصل.

ووجهت سماح عبر «الشرق الأوسط» رسالةً إلى التوائم السيامية طالبتهم فيها باستكمال حياتهم بشكل طبيعي: «اهتموا بتعليمكم وصحتكم؛ لأن التعليم على وجه الخصوص هو الذي سيقوّيكم لمواجهة صعوبة الحياة».

«وجدتُ العلاج في السعودية»

بوجهين تغشاهما البراءة، ويشع منهما نور الحياة، بينما لا يتوقع من يراهما أن هاتين الطفلتين قد أجرتا عملية فصل؛ إذ تظهرا بصحة جيدة جداً، تقف الباكستانيتان التوأم فاطمة ومشاعل مع أبيهما الذي يتحدث نيابةً عنهما قائلاً :«بحثت في 8 مستشفيات عن علاج للحالة النادرة لفاطمة ومشاعل، ولم أنجح في مسعاي، وعندما رفعت طلباً إلى الجهات الصحية في السعودية، جاء أمر العلاج بعد شهرين، وتوجهت إلى السعودية مع تأشيرة وتذاكر سفر بالإضافة إلى العلاج المجاني. رافقتني حينها دعوات العائلة والأصدقاء من باكستان للسعودية وقيادتها على ما قدمته لنا».

التوأم السيامي الباكستاني فاطمة ومشاعل (تصوير: تركي العقيلي)

«السعودية بلد الخير (...) فاطمة ومشاعل الآن بأفضل صحة، وأصبحتا تعيشان بشكل طبيعي مثل أخواتهما الثلاث الأخريات»؛ يقول الوالد الباكستاني... «أشكر القيادة السعودية والشعب السعودي الطيب والدكتور عبد الله الربيعة على الرعاية التي تلقيناها منذ كان عمر ابنتيّ عاماً واحداً في 2016».

وقبل أن تغادرا الكاميرا، فاضت مشاعر فاطمة ومشاعل بصوتٍ واحد لميكروفون «الشرق الأوسط»: «نحن فاطمة ومشاعل من باكستان، ونشكر السعودية والملك سلمان والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، والدكتور عبد الله الربيعة».

عُماني فخور بالسعودية

أما محمد الجرداني، والد العُمانيتين التوأم صفا ومروة، فلم يُخفِ شعوره العارم بالفخر بما وصلت إليه السعودية من استخدام التقنيات الحديثة في المجال الطبي حتى أصبحت رائدة في هذا المجال ومجالات أخرى، مضيفاً أن «صفا ومروة وُلد معهما شقيقهما يحيى، غير أنه كان منفرداً».

الجرداني وهو يسهب في الحديث لـ«الشرق الأوسط»، وسط اختلاط المشاعر الإنسانية على وجهه، أكّد أن صحة ابنتيه اليوم «في أفضل حالٍ بعدما أُجريت لهما عملية الفصل في السعودية عام 2007، وأصبحتا تمارسان حياتهما بأفضل طريقة، ووصلتا في دراستهما إلى المرحلة الثانوية»، وأضاف: «نعزو الفضل في ذلك بعد الله إلى الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، ثم الملك سلمان، والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، اللذين واصلا المسيرة الإنسانية للسعودية... وصولاً إلى هذا المؤتمر، وتحديد يوم 24 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عامٍ (يوماً للتوائم الملتصقة)».

الجرداني أشاد بجهود الدكتور عبد الله الربيعة في قيادة الفرق الطبية المختصة، وقال إنه «مدين بالشكر والعرفان لهذا المسؤول والطبيب والإنسان الرائع».

المؤتمر الذي يُسدَل الستار على أعماله الاثنين ينتشر في مقرّه وبالمعرض المصاحب له عدد من الزوايا التي تسلّط الضوء على تاريخ عمليات فصل التوائم، والتقنيات الطبية المستخدمة فيها، بالإضافة إلى استعراضٍ للقدرات والإمكانات الطبية الحديثة المرتبطة بهذا النوع من العمليات وبأنشطة «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية».