مطالبة لبنانية لبريطانيا بوقف حلّ الشركة المستوردة لـ«نيترات» المرفأ

TT

مطالبة لبنانية لبريطانيا بوقف حلّ الشركة المستوردة لـ«نيترات» المرفأ

وجّهت نقابة المحامين في بيروت كتاباً إلى السلطات البريطانية، طلبت بموجبه وقف تصفية شركة «سفارو ليميتد»، التي يلاحقها القضاء اللبناني بجرم «شراء وإدخال شحنة نترات الأمونيوم إلى مرفأ بيروت»، التي انفجرت في 4 أغسطس (آب) الماضي.
ودعا نقيب المحامين ملحم خلف في كتابه الذي أرسله بواسطة البريد الإلكتروني (إيميل)، لكلّ من السجل التجاري في لندن، وعضو مجلس اللوردات جان ماين والنائبة في مجلس العموم البريطاني مارغريت هودج، إلى العمل على «وقف إجراءات حل وتصفية شركة (سفارو ليمتيد)، حتى لا تُعفى هذه الشركة من مسؤولياتها المادية والجزائية جرّاء تداعيات انفجار مرفأ بيروت».
وتأتي مراسلة نقيب المحامين إلى الجهات البريطانية، بوصفه أحد الأطراف المعنية بقضية انفجار المرفأ، باعتبار أن نقابة المحامين هي الوكيل القانوني لـ610 أشخاص من أهالي الضحايا والمصابين والمتضررين من الانفجار. وفي هذا الإطار أكد المحامي يوسف لحّود ممثّل نقابة المحامين في التحقيقات القضائية، أن «النقابة معنية مباشرة بمتابعة ملفّ شركة سفارو». واعتبر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «رسالة النقيب إلى السلطات البريطانية، تقطع الطريق على كل الإجراءات التي قد تؤدي إلى حلّ وتصفية هذه الشركة».
ونبّه لحّود إلى «خطورة التداعيات التي قد تنتج عن حلّ الشركة». وقال إن «أي عملية تصفية لهذه الشركة ستعفيها من المسؤولية الجزائية والمادية، وتحول دون استمرار التحقيق لكشف هوية أصحابها، وخلفيات إبقائها كشركة مموهة، وما إذا كانت تقوم بأعمال مشبوهة أم لا».
وكان المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوان، ادعى على شركة «سفارو ليمتيد» المسجلة في لندن بجرم «شراء شحنة نترات الأمونيوم من جورجيا، وتسهيل دخولها إلى مرفأ بيروت والتسبب بالانفجار المدمّر». وأكد مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط»، أن الشركة البريطانية «مسؤولة معنوياً عن الجريمة كما أنها مسؤولة جزائياً ومادياً، وتعتبر الجهة الضامنة للعطل والضرر للتعويض على الضحايا».
وذهب المصدر القضائي إلى مخالفة مقاربة نقابة المحامين للقضية، وجزم بأن «حل الشركة لا يوقف ملاحقتها قضائياً، خصوصاً أن أسماء مؤسسي الشركة تبقى مدونة في قيود تسجيل الشركات في لندن». وقال: «القضاء اللبناني طلب من السلطات البريطانية تزويده بأسماء مالكي الشركة، للبدء بملاحقتهم واتخاذ إجراءات تنفيذ الحجز على أموالها وممتلكاتها».
إلى ذلك، أفادت وكالة «رويترز»، بأن نقابة المحامين طلبت في الرسالة التي بعثت بها في 25 يناير (كانون الثاني) إلى المشرعة البريطانية مارجريت هودج، من مكتب تسجيل الشركات في بريطانيا أن يمنع تصفية شركة «سفارو ليميتد»، بوصفها كياناً متهماً، وبما يسمح باستمرار التحقيقات عن دورها المحتمل في الانفجار، وبما يحول دون تهربها من العدالة. وكانت النائبة في مجلس العموم البريطاني مارغريت هودج، دعت الأسبوع الماضي، السلطات البريطانية إلى إجراء تحقيق بريطاني بشأن شركة سفارو.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.