الأقنعة الواقية من «كورونا»: ما الأفضل لك؟

موظفة تختبر أقنعة واقية في مصنع لإنتاجها بفرنسا (أ.ف.ب)
موظفة تختبر أقنعة واقية في مصنع لإنتاجها بفرنسا (أ.ف.ب)
TT

الأقنعة الواقية من «كورونا»: ما الأفضل لك؟

موظفة تختبر أقنعة واقية في مصنع لإنتاجها بفرنسا (أ.ف.ب)
موظفة تختبر أقنعة واقية في مصنع لإنتاجها بفرنسا (أ.ف.ب)

تُعد الأقنعة الواقية هذه الأيام أدوات يمكن أن تنقذ حياتك، وحياة من تحبهم. ولكن، عليك اختيار قناعك بناءً على فاعليته ضد فيروس «كورونا» في البيئة التي توجد فيها، وليس شكله، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
وستصدر التوصيات التي عليك اتباعها لشراء القناع المناسب لك في الربيع المقبل، وفقاً لجوناثان سالاجدا، نائب مدير المختبر الوطني لتكنولوجيا الحماية الشخصية، وهو جزء من المعهد الوطني للسلامة والصحة المهنية في المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية.
في الوقت الحالي، إليك تفاصيل الأقنعة الواقية بناءً على المعرفة العلمية الحالية، وما يقوله الخبراء حول أفضل طريقة لاستخدامها:

* أقنعة «إن 95»
تُصنع هذه الأقنعة من ألياف منسوجة بشحنة كهربائية يمكنها حبس الجسيمات الشاردة، وأظهرت الدراسات أن الكمامات من نوع «إن 95» هي المستخدمة حالياً كأفضل وسيلة للحماية من الجزيئات الكبيرة والصغيرة. وتُعرف الأقنعة في هذه الفئة أيضاً باسم «أقنعة الوجه للاستخدام الواحد».

وماذا سيحدث إذا ارتدى كل أميركي قناعاً من نوع «إن 95» لمدة أربعة أسابيع في أماكن محفوفة بالمخاطر مثل الوجود في الداخل؟
قالت الدكتورة أبرار كاران، طبيبة الطب الباطني في مستشفى بريغهام وكلية الطب بجامعة هارفارد، لكبير المراسلين الطبيين لشبكة «سي إن إن»: «يمكن لهذه الأقنعة إيقاف هذا الوباء».
وتأتي أقنعة «إن 95» بأحجام عديدة لتلائم أشكال الوجه المختلفة. أظهرت الدراسات أنه عند ارتداء الأقنعة من نوع «إن 95» بشكل صحيح، فإنها قد تحبس 95 في المائة من الجسيمات بحجم 0.3 ميكرون.
وبينما يدعو بعض الخبراء إلى استخدام أقنعة «إن 95» على مستوى البلاد، فإن هذه الأقنعة محجوزة حالياً لأخصائيي الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية لرعاية مرضى «كوفيد - 19». ولا يرجع ذلك جزئياً إلى نقص هذه الأقنعة، المصممة للارتداء مرة واحدة والتخلص منها، ولكن أيضاً لحاجة المستخدمين للتدريب الضروري لارتدائها بشكل صحيح.
ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن عدداً قليلاً من الكمامات الأخرى تفي أيضاً بمستوى فاعلية 95 في المائة أو تتجاوزه: أقنعة «إن 99» و«إن 100» و«آر 95» و«آر 99» و«آر 100» و«بي 95» و«بي 99» و«بي 100».

* «إف إف بي 2» في أوروبا
استجابة لانتشار السلالات الجديدة والأكثر عدوى من فيروس كورونا، تفرض بعض الدول الأوروبية استخدام أقنعة «إف إف بي 1» و«إف إف بي 2» والتي تعني «أقنعة الوجه مع فلتر».
أما حرف «بي» فيعني أن القناع مقاوم بشدة للزيوت، ويمكن استخدامه للحماية من الأيروسولات غير الزيتية والزيتية. وبالمقارنة، فإن الحرف «إن» الموجود في أقنعة «إن 95»، يعني أن القناع ليس مقاوماً للزيوت ولا يمكن استخدامه في بيئة معنية مثل محطات التنقيب عن النفط.
وتبلغ فاعلية «إف إف بي 1» ما لا يقل عن 80 في المائة، و«إف إف بي 2» 94 في المائة، و«إف إف بي 3» 99 في المائة ضد الأمراض المعدية المنقولة بالهواء.

وفرضت ولاية بافاريا الألمانية الأسبوع الماضي على المواطنين استخدام أقنعة «إف إف بي 2» عند التسوق في المتاجر والسفر في وسائل النقل العام. ثم اتبعت الحكومة الألمانية هذه الطريقة أيضاً، حيث طلبت من الجميع في البلاد ارتداء أقنعة «إف إف بي 1» أو «إف إف بي 2» أثناء العمل أو التسوق في المتاجر أو التنقل في وسائل النقل العام.
كما تطالب فرنسا المواطنين بترك الأقنعة منزلية الصنع وراءهم. الآن هناك حاجة إلى أقنعة «إف إف بي 1» الجراحية ذات الاستخدام الواحد، والمزيد من أقنعة «إف إف بي 2» التي تحمي الوجه في جميع الأماكن العامة. تسمح فرنسا أيضاً للأشخاص باستخدام أقنعة النسيج التجارية المعتمدة لتصفية 90 في المائة من الجسيمات الكبيرة. ويُطلب من المواطنين البحث عن شعار «ضمان التصفية» عند شراء هذه الأقنعة.

* أقنعة «كي إن 95»
تقوم أقنعة «كي إن 95»، المعتمدة وفقاً للمعايير الصينية، بفلترة والتقاط 95 في المائة من جسيمات بحجم 0.3 ميكرون. لكن هناك اختلافات: فقد وجدت دراسة نُشرت في ديسمبر (كانون الأول) أن طبقات أقنعة «إن 95» تعد «أكثر سمكاً بثمانية أضعاف ولديها كثافة شحنة ثنائية القطب أعلى مرتين من تلك الموجودة في (كي إن 95)».

* الأقنعة الجراحية
تم تصميم الأقنعة الجراحية للاستخدام من قبل الجراحين وغيرهم من المتخصصين في الرعاية الصحية، وهي عبارة عن أقنعة فضفاضة تهدف إلى «المساعدة في منع قطرات الجسيمات الكبيرة أو البقع التي قد تحتوي على جراثيم (فيروسات وبكتيريا)، من الوصول إلى فمك وأنفك»، وفقاً لإدارة الغذاء والدواء الأميركية.

وأكدت إدارة الغذاء والدواء أن هذه الأقنعة لا «تمنع دخول الجزيئات الصغيرة جداً في الهواء والتي قد تنتقل عن طريق السعال أو العطس أو بعض الإجراءات الطبية».
وتصنع الأقنعة الطبية الحقيقية من ثلاث طبقات من الأقمشة غير المنسوجة المصنوعة عادةً من البلاستيك. والطبقة العلوية الملونة من القماش مصنوعة من مادة البولي بروبيلين المغزولة ذات الدرجة الطبية، وهي عبارة عن بوليمر مرتبط في هيكل شبيه بالشبكة.

* أقنعة القماش منزلية الصنع
القناع الأكثر شيوعاً في الاستخدام بين عامة الناس اليوم هو قناع القماش، غالباً ما يكون منزلي الصنع. تعتمد الفاعلية على نوع القماش المستخدم وعدد طبقات القماش. يمكن أن تكون فاعلية هذه الأقنعة أقل من 26 في المائة.
ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، «أظهرت طبقات القماش المتعددة التي تحتوي على عدد خيوط أعلى أداءً فائقاً مقارنة بطبقات القماش المفردة ذات عدد الخيوط الأقل».
وفحصت دراسة نُشرت في سبتمبر (أيلول) الماضي، قدرة القطن والبوليستر والحرير على مقاومة الرطوبة عند استخدامها في الأقنعة.
وكتب المؤلفون: «وجدنا أن أغطية الوجه الحريرية تحمي من القطرات وكذلك الأقنعة الجراحية التي تستخدم لمرة واحدة»، مضيفين أن أقنعة الحرير «يمكن أن تكون أكثر ملاءمة من الأقمشة الأخرى التي تحبس الرطوبة، ويمكن إعادة استخدامها عن طريق التنظيف».
ومهما كان نوع القماش، عليك استخدام طريقة النسج الضيق عند إعداد الكمامة المنزلية، وفقاً للدراسات. كما ينبغي استخدام اختبار الضوء للتحقق من النسج: إذا كان بإمكانك بسهولة رؤية الخطوط العريضة للألياف الفردية عندما ترفع الكمامة إلى الضوء، فمن غير المحتمل أن تكون فعالة.
وتفشل بعض العناصر الأخرى في توفير حاجز حماية كافٍ ضد «كورونا»، ويجب عدم ارتدائها كوسيلة للوقاية، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض. ولا يُنصح بارتداء الأوشحة أو أقنعة التزلج كإجراء وقائي، أو درع للوجه دون كمامة، لأنه لن يحمي من القطرات الصغيرة المحمولة جواً التي يمكن أن تطفو تحت الدرع وداخله.


مقالات ذات صلة

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)

ما سبب زيادة انتشار مرض الكبد الدهني خلال السنوات الأخيرة؟

أكد طبيب أميركي أن الاستهلاك المتزايد للمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والأطعمة شديدة المعالجة ساهم في زيادة انتشار «مرض الكبد الدهني» خلال السنوات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الشباب والأطفال الأعلى تفاؤلاً يميلون إلى أن يكونوا أفضل صحة (رويترز)

كيف يؤثر التفاؤل على صحة الأطفال والشباب؟

كشفت دراسة جديدة عن أن صغار السن الأعلى تفاؤلاً بشأن مستقبلهم يميلون في الواقع إلى أن يكونوا أفضل صحة بشكل ملحوظ.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي (رويترز)

الإنجاب في سن صغيرة قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي

كشفت دراسة علمية جديدة أن إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

السعودية تحتفي بإبداعات الثقافة العراقية في مهرجان «بين ثقافتين»

يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تحتفي بإبداعات الثقافة العراقية في مهرجان «بين ثقافتين»

يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)

تحتفي وزارة الثقافة السعودية بنظيرتها العراقية في النسخة الثانية من مهرجان «بين ثقافتين» خلال الفترة من 18 إلى 31 ديسمبر (كانون الأول) المقبل في «ميقا استوديو» بالرياض، لتقدم رحلة استثنائية للزوار عبر الزمن، في محطاتٍ تاريخية بارزة ومستندة إلى أبحاث موثوقة، تشمل أعمالاً فنيّةً لعمالقة الفن المعاصر والحديث من البلدين.

ويجوب مهرجان «بين ثقافتين» في دهاليز ثقافات العالم ويُعرّف بها، ويُسلّط الضوء على أوجه التشابه والاختلاف بين الثقافة السعودية وهذه الثقافات، ويستضيف في هذه النسخة ثقافة العراق ليُعرّف بها، ويُبيّن الارتباط بينها وبين الثقافة السعودية، ويعرض أوجه التشابه بينهما في قالبٍ إبداعي.

ويُقدم المهرجانُ في نسخته الحالية رحلةً ثريّة تمزج بين التجارب الحسيّة، والبصريّة، والسمعية في أجواءٍ تدفع الزائر إلى التفاعل والاستمتاع بثقافتَي المملكة والعراق، وذلك عبر أربعة أقسامٍ رئيسية؛ تبدأ من المعرض الفني الذي يُجسّد أوجه التشابه بين الثقافتين السعودية والعراقية، ويمتد إلى مختلف القطاعات الثقافية مما يعكس تنوعاً ثقافياً أنيقاً وإبداعاً في فضاءٍ مُنسجم.

كما يتضمن المهرجان قسم «المضيف»، وهو مبنى عراقي يُشيّد من القصب وتعود أصوله إلى الحضارة السومرية، ويُستخدم عادةً للضيافة، وتُعقدُ فيه الاجتماعات، إلى جانب الشخصيات الثقافية المتضمن روّاد الأدب والثقافة السعوديين والعراقيين. ويعرض مقتطفاتٍ من أعمالهم، وصوراً لمسيرتهم الأدبية، كما يضم المعرض الفني «منطقة درب زبيدة» التي تستعيد المواقع المُدرَجة ضمن قائمة اليونسكو على درب زبيدة مثل بركة بيسان، وبركة الجميمة، ومدينة فيد، ومحطة البدع، وبركة الثملية، ويُعطي المعرض الفني لمحاتٍ ثقافيةً من الموسيقى، والأزياء، والحِرف اليدوية التي تتميز بها الثقافتان السعودية والعراقية.

ويتضمن المهرجان قسم «شارع المتنبي» الذي يُجسّد القيمة الثقافية التي يُمثّلها الشاعر أبو الطيب المتنبي في العاصمة العراقية بغداد، ويعكس الأجواء الأدبية والثقافية الأصيلة عبر متاجر مليئة بالكتب؛ يعيشُ فيها الزائر تجربةً تفاعلية مباشرة مع الكُتب والبائعين، ويشارك في ورش عمل، وندواتٍ تناقش موضوعاتٍ ثقافيةً وفكرية متعلقة بتاريخ البلدين.

وتُستكمل التجربة بعزفٍ موسيقي؛ ليربط كلُّ عنصر فيها الزائرَ بتاريخٍ ثقافي عريق، وفي قسم «مقام النغم والأصالة» يستضيف مسرح المهرجان كلاً من الفنين السعودي والعراقي في صورةٍ تعكس الإبداع الفني، ويتضمن حفل الافتتاح والخِتام إلى جانب حفلةٍ مصاحبة، ليستمتع الجمهور بحفلاتٍ موسيقية كلاسيكية راقية تُناسب أجواء الحدث، وسط مشاركةٍ لأبرز الفنانين السعوديين والعراقيين.

فيما يستعرض قسم «درب الوصل» مجالاتٍ مُنوَّعةً من الثقافة السعودية والعراقية تثري تجربة الزائر، وتُعرّفه بمقوّمات الثقافتين من خلال منطقة الطفل المتّسمة بطابعٍ حيوي وإبداعي بألوان تُناسب الفئة المستهدفة، إذ يستمتع فيها الأطفال بألعاب تراثية تعكس الثقافتين، وتتنوع الأنشطة بين الفنون، والحِرف اليدوية، ورواية القصص بطريقةٍ تفاعلية مما يُعزز التعلّم والمرح.

بينما تقدم منطقة المطاعم تجربةً فريدة تجمع بين النكهات السعودية والعراقية؛ لتعكس الموروث الثقافي والمذاق الأصيل للبلدين، ويستمتع فيها الزائر بتذوق أطباقٍ تراثية تُمثّل جزءاً من هوية وثقافة كل دولة، والمقاهي التي توفر تشكيلةً واسعة من المشروبات الساخنة والباردة، بما فيها القهوة السعودية المميزة بنكهة الهيل، والشاي العراقي بنكهته التقليدية مما يُجسّد روحَ الضيافة العربية الأصيلة.

ويسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة تستعرض الحضارة السعودية والعراقية، وتُبرز التراث والفنون المشتركة بين البلدين، كما يهدف إلى تعزيز العلاقات بين الشعبين السعودي والعراقي، وتقوية أواصر العلاقات الثقافية بينهما، والتركيز على ترجمة الأبعاد الثقافية المتنوعة لكل دولة بما يُسهم في تعزيز الفهم المتبادل، وإبراز التراث المشترك بأساليب مبتكرة، ويعكس المهرجان حرص وزارة الثقافة على تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة «رؤية المملكة 2030».