اختبار لقاح لـ«كورونا» على شكل بخاخ في الأنف... ما مدى فعاليته؟

عالمة تختبر بخاخا للأنف قد يساهم بمحاربة كورونا في فرنسا (أ.ف.ب)
عالمة تختبر بخاخا للأنف قد يساهم بمحاربة كورونا في فرنسا (أ.ف.ب)
TT
20

اختبار لقاح لـ«كورونا» على شكل بخاخ في الأنف... ما مدى فعاليته؟

عالمة تختبر بخاخا للأنف قد يساهم بمحاربة كورونا في فرنسا (أ.ف.ب)
عالمة تختبر بخاخا للأنف قد يساهم بمحاربة كورونا في فرنسا (أ.ف.ب)

يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من رهاب الإبر، وقد تكون هذه الأخبار هي التي ينتظرها الكثيرون بفارغ الصبر. فهذا الشهر، سيبدأ العلماء في المملكة المتحدة باختبار لقاح ضد فيروس «كورونا» على شكل بخاخ يعطى عن طريق الأنف بدلاً من حقنه في العضلات، كما هو الحال مع معظم اللقاحات قيد التجارب حاليًا، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل».
ويبدو أن ذلك سيعتبر البديل المثالي لكل من يعاني من عدم الراحة والخوف من الحقن.
لكن هل يمكن أن يكون لقاح «كوفيد - 19» الذي يعطى عن طريق الأنف بنفس فعالية اللقاحات العادية؟
ستشمل تجربة رذاذ الأنف 48 متطوعًا يتمتعون بصحة جيدة وسيتم عزلهم في غرف منفصلة لمدة تصل إلى أسبوعين في «فلو كامب»، وهي عيادة خاصة في لندن، بينما تتم مراقبة استجابتهم للقاح.
هذا لأنه، على عكس اللقاحات القابلة للحقن، يحتوي رذاذ الأنف على شكل معدل وراثيًا من فيروس «كورونا» نفسه. إنه ما يسمى بلقاح حي مُوَهَّن، وآثار الفيروس الذي يحتويه لا تزال معدية ولكنها أضعف بكثير من اللقاح الحقيقي، لذلك من غير المرجح أن تسبب أي مرض.
وإن هذا النوع من اللقاح ليس بالشيء الجديد. كل عام، يتم تحصين حوالي ثلاثة ملايين طفل في المملكة المتحدة ضد الإنفلونزا باستخدام لقاح موهن – ويأتي أيضًا على شكل بخاخ للأنف. كما أن اللقاحات التي تعطى ضد الحصبة والنكاف مثلاً هي أيضاً موهنة.
ويعتقد العلماء أن اللقاحات الموهنة لـ«كورونا» يمكن أن تكون أكثر فعالية من العديد من اللقاحات في التجارب التي تستهدف بدلاً من ذلك بروتينًا محددًا، بروتين «سبايك»، الموجود على سطح فيروس «كوفيد - 19». وتستخدم هذه اللقاحات جزيئات جينية من هذا البروتين لتحفيز الجهاز المناعي لإنتاج أجسام مضادة، والتي تبحث عن البروتين في الدم وتدمره.
وطلبت الحكومة البريطانية ملايين الجرعات من لقاح «فايزر» و«أوكسفورد - أسترازينيكا»، وكلاهما يعمل بهذه الطريقة.
لكن الأجسام المضادة هي مجرد واحدة من الأسلحة العديدة لجهاز المناعة. تعمل اللقاحات الحية الموهنة - سواء أعطت عن طريق بخاخ الأنف أو الحقن - من خلال نشر جميع قوات مكافحة العدوى في الجسم، بما في ذلك الخلايا التائية والخلايا البائية الأكثر تعقيدًا التي يمكنها تعقب الفيروس.
الأمر أشبه باستدعاء جيش كامل ضد العدو وليس فصيلة واحدة.
ويقول البروفسور أندرو إيستون، عالم الفيروسات بجامعة وأرويك: «الأساس المنطقي وراء اللقاحات الحية الموهنة مثل هذا اللقاح هو أن المريض يعاني من عدوى لا تسبب أي أعراض». وتابع: «يؤدي ذلك إلى ظهور مجموعة كاملة من ردود الفعل من الجهاز المناعي، تمامًا كما يحدث مع عدوى فيروسية حقيقية. يعطيك استجابة مناعية أوسع، مما قد يمنحك مناعة تدوم طويلاً».
ويمكن أن يؤدي إعطاء اللقاح عن طريق الأنف إلى زيادة فعاليته. وعند حقنها في الذراع، تنظم اللقاحات استجابة الجهاز المناعي عن طريق تحفيز الخلايا في نخاع العظم لإنتاج الأجسام المضادة.
وتقوم لقاحات الأنف بذلك، ولكنها أيضًا تحفز الخلايا الأولية في الغشاء المخاطي - الأغشية اللزجة المبطنة للجهاز التنفسي - لمراقبة الفيروس، مما يزيد من فرص تدميره قبل أن يصل إلى الرئتين.


مقالات ذات صلة

نصائح لتقليل التعرض للجسيمات البلاستيكية في طعامك

صحتك الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد تتسبب في أضرار صحية خطيرة (رويترز)

نصائح لتقليل التعرض للجسيمات البلاستيكية في طعامك

هناك طرق لتقليل كمية الجسيمات البلاستيكية الدقيقة التي تدخل إلى الجسم من خلال الطعام والشراب

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق المشي يومياً يعزز فرص العيش بصحة أفضل (جامعة سيوكس فولز الأميركية)

المشي ساعة يومياً يحسن صحة الناجيات من السرطان

وجدت دراسة أميركية أن المشي لمدة ساعة يومياً يحسن الصحة ويقلل بشكل كبير من خطر الوفاة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك مضغ مادة صلبة مثل الخشب يمكن أن يعزز مستويات مضادات الأكسدة الطبيعية في الدماغ (رويترز)

يحسّن الذاكرة... تأثير مفاجئ لمضغ الخشب على الدماغ

قالت دراسة جديدة إن مضغ مادة صلبة مثل الخشب يمكن أن يعزز مستويات مضادات الأكسدة الطبيعية في الدماغ البشري، مما قد يحسِّن بدوره ذاكرة الشخص.

«الشرق الأوسط» (سيول)
صحتك أكدت عدة دراسات على التأثير السلبي للإفراط في استخدام الشاشات على الصحة (رويترز)

الإفراط في استخدام الهاتف قد يصيب هذه الفئة العمرية بالهوس

توصلت دراسة حديثة إلى أن الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 10 و11 عاماً والذين يفرطون في استخدام الهاتف والشاشات قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بأعراض الهوس.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فصيلة الدم يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية المبكرة (رويترز)

فصيلة دمك قد تزيد من خطر إصابتك بالسكتة الدماغية قبل الستين

كشفت دراسة جديدة عن أن فصيلة الدم يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية قبل سن الستين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

روبوت بحجم راحة اليد ينفذ مهام دقيقة في البيئات القاسية

الروبوت الجديد يعتبر أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة (جامعة يوكوهاما الوطنية)
الروبوت الجديد يعتبر أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة (جامعة يوكوهاما الوطنية)
TT
20

روبوت بحجم راحة اليد ينفذ مهام دقيقة في البيئات القاسية

الروبوت الجديد يعتبر أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة (جامعة يوكوهاما الوطنية)
الروبوت الجديد يعتبر أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة (جامعة يوكوهاما الوطنية)

طوّر مهندسون من جامعة يوكوهاما الوطنية في اليابان روبوتاً بحجم راحة اليد، قادراً على العمل بدقة فائقة في جميع الاتجاهات، حتى في أكثر البيئات قسوةً وتطرفاً.

وأوضحت النتائج، التي نشرت الجمعة، بدورية «Advanced Intelligent Systems» أن الروبوت الجديد يمكنه العمل في البيئات المعزولة، والمختبرات عالية الأمان، وحتى البيئات الفضائية، حيث يصعب على البشر التدخل.

واستلهم الباحثون تصميم الروبوت (HB-3) من خنافس وحيد القرن، وهي حشرات معروفة بحركتها القوية والمتعددة الاتجاهات، ما جعلها نموذجاً مثالياً لتطوير روبوت صغير يتمتع بالاستقلالية والدقة الفائقة. ويبلغ وزن الروبوت، الملقّب بـ«الخنفساء الآلية»، 515 غراماً فقط، وحجمه لا يتجاوز 10 سنتيمترات مكعبة، وهذا يجعله أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة.

ويتميز الروبوت بقدرة فريدة على التحرك في جميع الاتجاهات بدقة عالية، معتمداً على مشغلات كهروضغطية (Piezoelectric Actuators)، وهي تقنية تحول الطاقة الكهربائية إلى حركة ميكانيكية دقيقة للغاية. وتعمل هذه المشغلات بطريقة تشبه العضلات الصناعية، حيث تتمدد أو تنكمش عند تطبيق مجال كهربائي، مما يمنح الروبوت قدرة غير مسبوقة على التحرك بدقة تصل إلى مستوى النانومتر.

ووفق الباحثين، يتم التحكم بحركات الروبوت عبر دائرة قيادة مدمجة تعمل بمعالج متقدم، ما يتيح له تنفيذ مهام معقدة دون الحاجة إلى كابلات خارجية. كما زُوّد بكاميرا داخلية وتقنيات تعلم آلي، وهذا يسمح له بالتعرف على الأجسام وضبط حركاته في الوقت الفعلي وفقاً للبيئة المحيطة به.

بالإضافة إلى ذلك، يمكنه استخدام أدوات مختلفة، مثل ملقط دقيق لالتقاط وتجميع المكونات، وحاقن صغير لوضع قطرات دقيقة من المواد، كما يمكن تحويل أدواته إلى مجسات قياس، أو مكواة لحام، أو مفكات براغي، مما يمنحه مرونة واسعة للاستخدام في نطاقات مختلفة.

وأظهرت الاختبارات كفاءة عالية للروبوت في تنفيذ مهام متعددة داخل بيئات مغلقة، باستخدام أدوات دقيقة مثل ملقاط تجميع الشرائح الدقيقة أو محاقن لتطبيق كميات متناهية الصغر من السوائل، حيث حقق دقة فائقة مع معدل نجاح بلغ 87 في المائة.

بيئات صعبة

ووفق الباحثين، صُمم الروبوت للعمل في بيئات يصعب فيها التدخل البشري، حيث يمكن استخدامه في الجراحة الدقيقة ودراسة الخلايا، إضافة إلى تحليل المواد النانوية داخل البيئات المعقمة، ما يجعله أداة مهمة في مختبرات التكنولوجيا الحيوية والفيزياء المتقدمة.

وفي الصناعة الدقيقة، يساهم الروبوت في تصنيع المكونات الإلكترونية الصغيرة مثل رقائق أشباه الموصلات، مع القدرة على العمل في البيئات القاسية مثل الفراغ أو الغرف ذات الضغط العالي.

وخلص الباحثون إلى أن هذا الابتكار يمثل خطوة نحو روبوتات دقيقة مستقلة، مع إمكانات ثورية في المجالات الطبية والصناعية والبحثية. ورغم إنجازاته، يسعى الفريق إلى تحسين سرعة المعالجة وتطوير كاميرات إضافية لتعزيز دقة التوجيه مستقبلاً.