استراتيجية «الاستثمارات العامة» دافع جديد لانطلاقة منظومة الاقتصاد السعودي

مختصون لـ «الشرق الأوسط» : أهداف الصندوق تسهم في تطوير المحتوى المحلي وتوليد وظائف نوعية للمواطنين

انطلاقة جديدة لمنظومة الاقتصاد السعودي باعتماد استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة (الشرق الأوسط)
انطلاقة جديدة لمنظومة الاقتصاد السعودي باعتماد استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة (الشرق الأوسط)
TT
20

استراتيجية «الاستثمارات العامة» دافع جديد لانطلاقة منظومة الاقتصاد السعودي

انطلاقة جديدة لمنظومة الاقتصاد السعودي باعتماد استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة (الشرق الأوسط)
انطلاقة جديدة لمنظومة الاقتصاد السعودي باعتماد استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة (الشرق الأوسط)

بعد أن وافق مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة السعودي برئاسة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، على اعتماد استراتيجية الصندوق للأعوام الخمسة المقبلة، أكد مختصون أن الاستراتيجية الجديدة ستكون دافعة جديدة لانطلاق منظومة الاقتصاد السعودي، وستعود إيجاباً بتوليد وظائف نوعية للمواطنين ورفع المحتوى المحلي، بالإضافة إلى تحقيق جودة الحياة والازدهار التنموي، مبينين في الوقت ذاته، أن الصندوق يستهدف تنمية أصوله ليصل إلى تحقيق مركز ضمن أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم.
وقال الخبير الاقتصادي أحمد الشهري لـ«الشرق الأوسط»، إن أهم نقاط التركيز الاستراتيجي في تعديل الهيكل الاقتصادي السعودي رفع مستوى المحتوى المحلي إلى 60 في المائة، ضمن نطاق الاستثمارات التي سيكون الصندوق جزءاً منها، أما على المستوى العالمي فإن الصندوق يستهدف تنمية أصوله ليصل إلى تحقيق مركز ضمن أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم، عبر الأداء المتواصل، بهدف أن يكون شريكاً استثمارياً مفضلاً من خلال أداء الاستثمار وقوة الوصول إلى الفرص الاستثمارية النوعية.
وأوضح الشهري أن الاستثمار في الشركات الوطنية القائمة أو الجديدة سيعمل على تنمية قدرات القطاع الخاص عبر استراتيجية دعم التحول من الاعتماد على فاتورة الواردات الاستهلاكية إلى تعديل نموذجها للصناعة المحلية ورفع المحتوى المحلي، بما في ذلك توطين الخدمات في سلاسل القيمة الوطنية، سواء صناعياً أو خدمياً، والتي بدورها ستكون جزءاً من سلاسل القيمة العالمية.
ووفقاً للشهري، فإن تحضير الأسواق الداخلية إلى الارتباط بسلاسل القيمة الإقليمية والعالمية سيولد وظائف نوعية للمواطنين عبر رفع المحتوى المحلي في مجال التوظيف وزيادة عددها ونوعيتها، ثم تحقيق ميزة تنافسية للشركات الوطنية، بالإضافة إلى تحسين فاتورة الواردات كعائد ثانوي أو غير مباشر.
واستطرد قائلاً: «المملكة تعتمد في تمويل تحولها الاقتصادي على ميزانيتها العامة وعلى صندوق الاستثمارات العامة كذراع تمويلية مالية وفق استراتيجية تنوع داخلي ودولي، لذا فإن الاستراتيجية التي صدرت مؤخراً تمثل جزءاً من برامج الرؤية 2030، ويمكننا رؤية المشهد الكلي من خلال تطور المملكة على المؤشرات العالمية الاقتصادية والاجتماعية».
من جهته، ذكر المحلل الاقتصادي عبد الرحمن أحمد الجبيري لـ«الشرق الأوسط»، أن نمو أداء صندوق الاستثمارات العامة أفرز طيفاً واسعاً من المبادرات والبرامج على أساس نوعي وشمولي، مؤكداً أن التوسع الكبير في قدرات وأداء الصندوق سيؤدي إلى تعاظم الأنشطة الاقتصادية ونموها وتسارعها، ما يخلق البرامج والمشاريع التي لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بأداء الصندوق، ما يسهم في توفير الفرص الوظيفية والبرامج التشغيلية ودورانها وتكاملها.
وأضاف الجبيري أن الاستراتيجية الجديدة للصندوق تنسجم مع محاور ورؤية المملكة 2030، وتنطلق من أسس المنهجية المتوازنة وتنمية الموارد والثروات، بالإضافة إلى الإسهام في تحقيق الرخاء وجودة الحياة والازدهار الاقتصادي، والاستثمار في رأس المال البشري السعودي، ليكون أحد أهم عناصر الإنتاج في ظل التقدم المعرفي والتقني وتسارع التقنية.
من ناحيته، أفاد الخبير الاقتصادي حسين شبكشي لـ«الشرق الأوسط»، بأنه بعد إعلان الاستراتيجية الجديدة للصندوق، أصبح هناك اتجاه واضح للاهتمام بالاستثمار الداخلي، مؤكداً أن تلك الخطوات ستحقق عوائد جيدة من شأنها خلق وظائف جديدة للسعوديين، وسيلعب الصندوق دوراً مؤثراً في الاقتصاد المحلي، كما لعب دوراً مهماً في الاقتصادات العالمية.
وبين شبكشي أن التوجهات الجديدة انطلاقة لمنظومة الاقتصاد السعودي المتعلقة برؤية المملكة 2030، التي أصبح صندوق الاستثمارات العامة إحدى أهم ركائزها.


مقالات ذات صلة

السعودية تستعين بالمؤسسات المحلية والعالمية لتسويق الاستثمارات

الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

السعودية تستعين بالمؤسسات المحلية والعالمية لتسويق الاستثمارات

منحت حكومة المملكة، الهيئة السعودية لتسويق الاستثمار، صلاحية الاستعانة بالمؤسسات المحلية والدولية لتسويق الاستثمارات في البلاد.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد وزير المالية السعودي محمد بن عبد الله الجدعان خلال مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض (رويترز)

السعودية وأميركا تبحثان تعزيز التعاون المالي والاقتصادي

بحث وزير المالية السعودي محمد الجدعان، يوم الاثنين، عبر اتصال مرئي مع وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، سبل تعزيز التعاون المالي والاقتصادي بين البلدين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد السوق الحرة في مطار الملك خالد الدولي بالرياض (الشرق الأوسط)

«صندوق الاستثمارات» يعزز انتشار العلامات السعودية في الأسواق الحرة العالمية

اتخذ صندوق الاستثمارات العامة خطوة جديدة تعزز انتشار العلامات السعودية في الأسواق الحرة العالمية.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد جانب من العاصمة السعودية الرياض (رويترز)

«بلومبرغ»: السعودية تخطط لزيادة قدرة مراكز البيانات 37 % حتى 2027

تكثف السعودية جهودها لتعزيز رقمنة اقتصادها لترسيخ مكانتها مركزاً إقليمياً للذكاء الاصطناعي؛ مما يجعلها السوق الأسرع نمواً لمراكز البيانات في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مقر السوق المالية السعودية في الرياض (أ.ف.ب)

«تداول» توافق لـ«مورغان ستانلي السعودية» بمزاولة أنشطة صناعة السوق

وافقت شركة «تداول» السعودية أن تزاول شركة «مورغان ستانلي السعودية» أنشطة صناعة السوق على ثمانية أوراق مالية مدرجة في السوقين الرئيسية والموازية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

ترمب يضاعف الرسوم على كندا

ترمب يلوح لوسائل الإعلام في أثناء سيره بالحديقة الجنوبية للبيت الأبيض في واشنطن 9 مارس 2025 (أ.ب)
ترمب يلوح لوسائل الإعلام في أثناء سيره بالحديقة الجنوبية للبيت الأبيض في واشنطن 9 مارس 2025 (أ.ب)
TT
20

ترمب يضاعف الرسوم على كندا

ترمب يلوح لوسائل الإعلام في أثناء سيره بالحديقة الجنوبية للبيت الأبيض في واشنطن 9 مارس 2025 (أ.ب)
ترمب يلوح لوسائل الإعلام في أثناء سيره بالحديقة الجنوبية للبيت الأبيض في واشنطن 9 مارس 2025 (أ.ب)

صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس (الثلاثاء)، من حدة المواجهة التجارية مع كندا، معلناً مضاعفة الرسوم الجمركية المفروضة على جميع واردات الصلب والألمنيوم الآتية من كندا إلى الولايات المتحدة، لتصل إلى 50 في المائة من 25 في المائة، كان فرضها في وقت سابق. وجاء هذا القرار رداً على فرض مقاطعة أونتاريو رسوماً جمركية بنسبة 25 في المائة على الكهرباء المصدرة إلى الولايات المتحدة.

ورفع هذا القرار المخاوف من تباطؤ الاقتصاد واحتمالات الدخول في مرحلة ركود بسبب حرب التعريفات الجمركية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، التي قال المحللون إنها قد تؤدي إلى ضغوط تضخمية وتباطؤ اقتصادي.