الأردن يواجه مشكلة تردد المواطنين في تلقي اللقاح

الملك عبد الله الثاني خلال تلقيه لقاح «كورونا» في 14 يناير بعمّان (أ.ف.ب)
الملك عبد الله الثاني خلال تلقيه لقاح «كورونا» في 14 يناير بعمّان (أ.ف.ب)
TT

الأردن يواجه مشكلة تردد المواطنين في تلقي اللقاح

الملك عبد الله الثاني خلال تلقيه لقاح «كورونا» في 14 يناير بعمّان (أ.ف.ب)
الملك عبد الله الثاني خلال تلقيه لقاح «كورونا» في 14 يناير بعمّان (أ.ف.ب)

تواجه السلطات الصحية الأردنية تحدياً واضحاً في نسبة إقبال المواطنين على أخذ اللقاح الخاص بالوقاية من وباء فيروس «كورونا» المستجد، رغم توزيع نحو 29 مركزاً متخصصاً في مناطق المملكة كافة، معززة بكوادر طبية مدربة.
وفِي حين تعاقدت وزارة الصحة مع شركات مصنعة للقاح بدأت بتوريد منتجاتها إلى المملكة بعد إجازتها من مؤسسة الغذاء والدواء الأردنية، فإن بعض المصادر الطبية عبرت عن خشيتها من تراجع سلاسل التوريد نتيجة زيادة الطلب عالمياً على اللقاح، وعدم ضمان التوزيع العادل للطعوم ضمن نظام السوق التجاري.
وعبر الخبير في الأحياء الدقيقة والمناعة الوزير الأسبق الدكتور عزمي محافظة عن خشيته من مشكلة التردد في الإقبال على أخذ الطعوم، مشيراً إلى أن المسجلين على المنصة الخاصة للراغبين بأخذ اللقاح ما زالت نسبتهم محدودة، في ظل الحاجة لإعطاء 2.5 مليون أردني اللقاح خلال الفترة المقبلة.
وقال محافظة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن تحدياً آخر قد يواجه السلطات الصحية في البلاد، وهو القدرة على توفير اللقاحات، في ظل ضعف قدرة الشركات المنتجة للقاح على تغذية الطلب العالمي المتزايد على اللقاحات. كما أن هناك حالة من عدم العدالة وتساوي الفرص في توزيعها.
ورفض محافظة، عضو لجنة الأوبئة الوطنية المعروف بمواقفه المعارضة للقرارات الحكومية المتعلقة بمواجهة أزمة وباء فيروس كورونا، أي حديث عن انتهاء الفيروس قبل السيطرة عليه بتوفير اللقاح لنسبة 70 في المائة من البشر، مع ضرورة استمرارية توفير الطعوم، معتبراً أن الحديث عن المناعة المجتمعية هو حديث غير أخلاقي، في ظل تطور العلوم الطبية والصناعات الدوائية.
ومن جهته، أكد أستاذ مستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المُعدية الدكتور ضرار البلعاوي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن نحو 300 ألف أردني سجلوا على المنصة الخاصة، بصفتهم راغبين بأخذ اللقاح، مضيفاً أن 30 ألف مواطن ومقيم فقط أخذوا اللقاح خلال الأيام العشرة الماضية، مشيراً إلى ضعف نسبة الالتزام بمواعيد أخذ اللقاح.
وبين البلعاوي أن الجهات المختصة ترسل يومياً ما بين 6 و10 آلاف رسالة للمواطنين الراغبين بتلقي اللقاح، على أن 50 في المائة فقط يلتزمون بالتوجه للمراكز الطبية المتخصصة، وهو ما أدى إلى انخفاض أرقام المواطنين الذين حصلوا على اللقاح حتى يوم الأحد.
وبرر البلعاوي أسباب ضعف الإقبال على أخذ اللقاح الخاص بوباء كورونا إلى أن الدراسات العلمية التي كشفت أن نسبة الإقبال على أي علاج حديث لا تتجاوز 2.5 في المائة من فئة يطلق عليها وصف المبادرين، و13.5 في المائة من فئة يطلق عليها اسم ما بعد المبادرين.
وعبّر عن خشيته من أن يرافق زيادة الطلب على اللقاح محلياً، تراجع الشركات في توريد سلاسل اللقاحات الذي سيتسبب عندها بأزمة محلية واسعة، خصوصاً في حال تعرضت البلاد لموجة جديدة، وبأرقام مرتفعة بإصابات ووفيات وباء كورونا.


مقالات ذات صلة

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)

أحياء منكوبة بلا مياه وكهرباء بسبب القصف الإسرائيلي في مدينة صور الساحلية

جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
TT

أحياء منكوبة بلا مياه وكهرباء بسبب القصف الإسرائيلي في مدينة صور الساحلية

جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)

قرب ركام مبنى ما زال الدخان يتصاعد منه في مدينة صور، تحمل عائلة حقائب وتصعد على سلم مظلم إلى شقة خُلعت أبوابها ونوافذها، ولا يوجد فيها ماء ولا كهرباء، بعد أن استهدف القصف الإسرائيلي البنى التحتية والطرق، إضافة إلى الأبنية والمنازل.

في اليوم الثاني من سريان وقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل، كانت مئات العائلات صباح الخميس تتفقّد منازلها في أحياء استهدفتها الغارات الإسرائيلية، وحوّلتها إلى منطقة منكوبة.

لم تسلم سوى غرفة الجلوس في شقة عائلة نجدة. تقول ربّة المنزل دنيا نجدة (33 عاماً)، وهي أم لطفلين، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، بينما تقف على شرفتها المطلة على دمار واسع: «لم نتوقّع دماراً إلى هذا الحدّ. رأينا الصور لكن وجدنا الواقع مغايراً وصعباً».

وغطّى الزجاج أسرّة أطفالها وألعابهم، في حين تناثرت قطع من إطارات النوافذ الحديدية في كل مكان. وتضيف دنيا نجدة: «عندما وصلنا، وجدنا الدخان يتصاعد من المكان، وبالكاد استطعنا معاينة المنزل».

على الشرفة ذاتها، يقف والد زوجها سليمان نجدة (60 عاماً)، ويقول: «نشكو من انقطاع المياه والكهرباء... حتى المولدات الخاصة لا تعمل بعد انقطاع خطوط الشبكات».

ويقول الرجل، الذي يملك استراحة على شاطئ صور، الوجهة السياحية التي تجذب السكان والأجانب: «صور ولبنان لا يستحقان ما حصل... لكن الله سيعوضنا، وستعود المدينة أفضل مما كانت عليه».

وتعرّضت صور خلال الشهرين الماضيين لضربات عدّة؛ دمّرت أو ألحقت أضراراً بمئات الوحدات السكنية والبنى التحتية، وقطعت أوصال المدينة.

وأنذرت إسرائيل، خلال الأسابيع القليلة الماضية، مراراً سكان أحياء بأكملها بإخلائها، ما أثار الرعب وجعل المدينة تفرغ من قاطنيها، الذين كان عددهم يتجاوز 120 ألفاً.

لن يحصل بنقرة

خلال جولة في المدينة؛ حيث تعمل آليات على رفع الردم من الطرق الرئيسة، يحصي رئيس بلدية صور واتحاد بلدياتها، حسن دبوق لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أكثر من 50 مبنى، مؤلفة من 3 إلى 12 طابقاً دُمّرت كلياً جراء الغارات الإسرائيلية»، غير تضرّر عشرات الأبنية في محيطها، بنسبة تصل إلى 60 في المائة. ويضيف: «يمكن القول إنه يكاد لم يبقَ أي منزل بمنأى عن الضرر».

وشهدت شوارع المدينة زحمة سير مع عودة المئات من السكان إلى أحيائهم، في حين أبقت المؤسسات والمحال التجارية والمطاعم أبوابها موصدة.

ويوضح دبوق: «يتفقّد السكان منازلهم خلال النهار، ثم يغادرون ليلاً بسبب انقطاع الماء عن أنحاء المدينة والكهرباء عن الأحياء التي تعرّضت لضربات إسرائيلية قاسية».

ويقول إن الأولوية اليوم «للإسراع في إعادة الخدمات إلى المدينة، وتأمين سُبل الحياة للمواطنين»، مقرّاً بأن ذلك «لن يحصل بنقرة، ويحتاج إلى تعاون» بين المؤسسات المعنية.

ويضيف: «من المهم أيضاً إزالة الردم لفتح الشوارع حتى يتمكّن الناس من العودة».

واستهدفت غارة إسرائيلية في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) شركة مياه صور، ما أسفر عن تدميرها، ومقتل موظفيْن، وانقطاع المياه عن 30 ألف مشترك في المدينة ومحيطها، وفق ما قال رئيس مصلحة مياه صور وليد بركات.

ودمّرت الغارة مضخّات المياه وشبكة الأنابيب المتفرّعة منها، وفق ما شاهد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية»، الخميس، في إطار جولة نظمها «حزب الله» للصحافيين في عدد من أحياء المدينة.

وتحتاج إعادة بنائها إلى فترة تتراوح بين 3 و6 أشهر، وفق بركات، الذي قال إن العمل جارٍ لتوفير خيار مؤقت يزوّد السكان العائدين بالمياه.

ويقول بركات: «لا صواريخ هنا، ولا منصات لإطلاقها، إنها منشأة عامة حيوية استهدفها العدوان الإسرائيلي».

قهر ومسكّنات

بحزن شديد، يعاين أنس مدللي (40 عاماً)، الخيّاط السوري المُقيم في صور منذ 10 سنوات، الأضرار التي لحقت بمنزله جراء استهداف مبنى مجاور قبل ساعة من بدء سريان وقف إطلاق النار. كانت أكوام من الركام تقفل مدخل المبنى الذي تقع فيه الشقة.

ويقول بأسى: «بكيت من القهر... منذ يوم أمس، وأنا أتناول المسكنات جراء الصدمة. أنظر إلى ألعاب أولادي والدمار وأبكي».

وغابت الزحمة، الخميس، عن سوق السمك في ميناء المدينة القديمة، الذي كان يعجّ بالزبائن قبل الحرب، بينما المراكب راسية في المكان منذ أكثر من شهرين، وينتظر الصيادون معجزة تعيدهم إلى البحر لتوفير قوتهم.

بين هؤلاء مهدي إسطنبولي (37 عاماً)، الذي يروي أنه ورفاقه لم يبحروا للصيد منذ أن حظر الجيش اللبناني في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) حركة القوارب في المنطقة البحرية جنوب لبنان.

ويقول: «لم يسمح الجيش لنا بعد بالخروج إلى البحر حفاظاً على سلامتنا» باعتبار المنطقة «حدودية» مع إسرائيل.

ويقول إسطنبولي: «نراقب الوضع... وننتظر»، مضيفاً: «نحن خرجنا من أزمة، لكن الناس سيعانون الآن من أزمات نفسية» بعد توقف الحرب.

ويقول أب لأربعة أطفال: «أحياناً وأنا أجلس عند البحر، أسمع صوت الموج وأجفل... يتهيّأ لي أن الطيران يقصف. نعاني من الصدمة».