ديربي ميلانو... صراع شرس على تضميد الجراح في دور الثمانية بكأس إيطاليا

إبراهيموفيتش وأحزان ميلان عقب الهزيمة أمام أتالانتا (أ.ف.ب)
إبراهيموفيتش وأحزان ميلان عقب الهزيمة أمام أتالانتا (أ.ف.ب)
TT

ديربي ميلانو... صراع شرس على تضميد الجراح في دور الثمانية بكأس إيطاليا

إبراهيموفيتش وأحزان ميلان عقب الهزيمة أمام أتالانتا (أ.ف.ب)
إبراهيموفيتش وأحزان ميلان عقب الهزيمة أمام أتالانتا (أ.ف.ب)

تنطلق منافسات دور الثمانية ببطولة كأس إيطاليا لكرة القدم اليوم بمواجهة مثيرة تجمع الجارين ميلان وإنتر ميلان في ديربي ميلانو، وذلك في الوقت الذي يسعى فيه كل من الفريقين إلى نفض غبار الكبوة التي تعرض لها في الدوري مطلع هذا الأسبوع. وتستأنف منافسات دور الثمانية مساء الغد بلقاء أتالانتا مع لاتسيو ويوفنتوس مع فريق الدرجة الثانية (سبال)، على أن تختتم مساء الخميس بلقاء نابولي حامل اللقب مع سبيزيا.
وتعرض ميلان متصدر الدوري الإيطالي لكبوة السبت بالهزيمة على ملعبه أمام أتالانتا صفر - 3 في المرحلة التاسعة عشر من المسابقة، كما تعادل صاحب المركز الثاني إنتر ميلان في الوقت نفسه مع مضيفه أودينيزي سلبياً.
وحافظ ميلان على موقعه في الصدارة لكن بفارق نقطتين فقط أمام إنتر ميلان، وذلك مع وصوله إلى منتصف رحلة الدوري الإيطالي بمرور أول 19 جولة، لكنه بحاجة إلى استعادة الثقة بعد أن تلقى الهزيمة الثانية خلال يناير (كانون الثاني) الجاري، حيث كان قد خسر أيضاً أمام يوفنتوس 1 - 3.
أما إنتر ميلان الذي يتحسر على إهدار فرصة الفوز أمام أودينيزي ومعادلة نقاط ميلان، فيتطلع إلى استغلال فرصة تراجع معنويات ميلان والتأهل على حسابه في بطولة الكأس. وألقى أنطونيو كونتي المدير الفني لإنتر ميلان، الضوء على افتقاد الدقة، مشيراً إلى أن ذلك تسبب في إهدار العديد من الفرص أمام أودينيزي. وقال كونتي: «بالطبع سنقيم الأمور ونرى من يتعافى بشكل أفضل ويستحق المشاركة. لن نتعامل مع الأمر باستهانة وسنحاول تحقيق الفوز، مثلما نفعل دائماً». وأضاف: «لن نضع أي حدود لأنفسنا، لكن سيكون علينا إجراء بعض الحسابات من أجل التوصل إلى التوازن المطلوب».
وإلى جانب الدوري، تعد بطولة الكأس بمثابة الهدف الآخر الوحيد لإنتر ميلان في الموسم الحالي الذي شهد خروجه من دوري أبطال أوروبا، المسابقة التي شهدت تأهل يوفنتوس وأتالانتا ولاتسيو إلى الأدوار الإقصائية، بينما يتنافس ميلان ونابولي في الدوري الأوروبي.
كذلك شهد الدوري الإيطالي مطلع هذا الأسبوع صدمة لنابولي الذي خسر أمام فيرونا 1 – 3، وذلك بعد أربعة أيام من الهزيمة أمام يوفنتوس صفر - 2 في مباراة كأس السوبر. ويتمتع سبيزيا، الذي يشارك في دوري الدرجة الأولى للمرة الأولى، بمعنويات عالية قبل مواجهة نابولي، خاصة بعد أن فاز سبيزيا 2 - 1 في مباراة الفريقين بالدوري في وقت سابق من الشهر الجاري. وتغلب سبيزيا على روما في دور الـ16 ببطولة الكأس، كما قدم مستويات قوية أمامه في مباراة الفريقين السبت التي انتهت بفوز روما 4 - 3.
كذلك قدم سبال عرضاً قوياً ليهزم ساسولو 2 - صفر في دور الستة عشر ببطولة الكأس ويتطلع الفريق إلى الصعود لدوري الدرجة الأولى في ظل المستويات القوية التي يقدمها في الدرجة الثانية. ويستضيف يوفنتوس، حامل لقب الدوري، فريق سبال، منتشياً بالفوز على بولونيا 2 - صفر وتقليص الفارق الذي يفصله عن ميلان إلى سبع نقاط، علماً بأن يوفنتوس تتبقى له مباراة مؤجلة في الدوري أمام نابولي.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».