المالكي يشيد بالدعم الأميركي للعراق.. ويعلن بدء العد التنازلي لمعركة الفلوجة

واشنطن تدعوه إلى انتهاج استراتيجية أمنية وسياسية شاملة في الأنبار

صورة من موقع رئاسة الوزراء العراقية لرئيس الحكومة نوري المالكي لدى استقباله نائب وزير الخارجية الأميركي ويليام بيرنز أول من أمس
صورة من موقع رئاسة الوزراء العراقية لرئيس الحكومة نوري المالكي لدى استقباله نائب وزير الخارجية الأميركي ويليام بيرنز أول من أمس
TT

المالكي يشيد بالدعم الأميركي للعراق.. ويعلن بدء العد التنازلي لمعركة الفلوجة

صورة من موقع رئاسة الوزراء العراقية لرئيس الحكومة نوري المالكي لدى استقباله نائب وزير الخارجية الأميركي ويليام بيرنز أول من أمس
صورة من موقع رئاسة الوزراء العراقية لرئيس الحكومة نوري المالكي لدى استقباله نائب وزير الخارجية الأميركي ويليام بيرنز أول من أمس

أشاد نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي، بالدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الأميركية للعراق الآن في إطار حربه ضد الإرهاب في وقت أبدت فيه واشنطن استعدادها لدعمه في جميع الاحتياجات لمكافحة الإرهاب.
وجاء في بيان صدر عن مكتب المالكي بعد استقباله نائب وزير الخارجية الأميركي، ويليام بيرنز، أول من أمس، أن «العراق يخوض معركة مع الإرهاب الذي يهدد الأمن والاستقرار ليس في العراق فحسب، بل في كل العالم»، متابعا أن «حرصنا على عدم إلحاق الأذى بالمدنيين قد يؤخر حسم المعركة». ودعا المالكي إلى «تعاون دولي أكبر لكسر شوكة الإرهاب، لأن الجرائم التي يرتكبها هي التي تعكر أجواء العراقيين، ولهذا فإن تكاتف العراقيين وتوحدهم سيزداد ويتعمق في حالة دحر الإرهاب والقضاء عليه»، مثمنا «المواقف الأميركية الداعمة للعراق في مواجهة الإرهاب والتطرف».
من جانبه، شدد نائب وزير الخارجية الأميركي على أن «الولايات المتحدة تقف إلى جانب العراق في هذه المواجهة وهي مستعدة لدعمه بكل ما يحتاج إليه لدحر الإرهاب والتطرف». وحسب البيان، أضاف بيرنز، أن «المواجهة الحالية في المنطقة هي مواجهة بين التطرف والاعتدال لا بين المذاهب كما يجري تصويرها». من جهتها، جاء في بيان للسفارة الأميركية في بغداد أن بيرنز خلال لقاءاته مع المسؤولين العراقيين أكد التزام الولايات المتحدة باتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بين البلدين. وبالنسبة للوضع الأمني، أوضح البيان أن بيرنز «شدد على أهمية بلورة استراتيجية أمنية وسياسية شاملة لعزل ودحر المجموعات الإرهابية مثل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)». كما أعرب بيرنز عن تأييده «للاستراتيجية المتبعة في الرمادي، حيث يضطلع وجهاء العشائر والمسؤولون المحليون بدور رئيس في إخراج الإرهابيين من المدينة». كما حث بيرنز الفرقاء العراقيين على التوصل إلى اتفاق بشأن تصدير نفط إقليم كردستان إلى تركيا، محذرا في الوقت نفسه من المخاطر للاستقرار في المدى الطويل في حال الشروع بالتصدير قبل إبرام اتفاق.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية أعلنت أول من أمس، أن الكونغرس وافق على بيع 24 طائرة أباتشي للحكومة العراقية ضمن صفقة تتضمن تأجير ست طائرات من هذا النوع وبيع 480 صاروخ هيل فاير وتصل تكلفتها إلى 4.8 مليار دولار.
في سياق ذلك، قال العضو المستقل في البرلمان العراقي، عزة الشابندر الذي عاد أخيرا من زيارة للولايات المتحدة مع نائب رئيس الوزراء صالح المطلك، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إنه التقى بيرنز بحضور المطلك، وقال: «أكدت له أن العراق بات اليوم هدفا للإرهاب ويجب أن لا يتفرج أحد على العراق وهو يخوض هذه المعركة بالنيابة عن العالم، وبالتالي فإنه يجب تسليح العراق»، مبينا أن «المشكلة هي أن بعض القادة السياسيين العراقيين، وفي مقدمتهم أسامة النجيفي وصالح المطلك، حذروا الأميركيين من احتمال أن يستخدم المالكي هذا السلاح ضد خصومه السياسيين». وأضاف أن «رؤيتي التي أبلغت بها بيرنز وبحضور المطلك هي أن المالكي خصم سياسي، لكنه لن يستخدم السلاح ضد خصومه بقدر ما يستخدم ملفات معينة، ولا بد هنا من التأكيد أن المالكي بقدر ما هو خصم لهم فإنه يفترض أن يكون حليفا لهم، وأن يكونوا حلفاء له في المعركة ضد الإرهاب». وأشار الشابندر إلى أن «خصوم المالكي (...) يخشون أن ينتصر المالكي في الحرب ضد الإرهاب قبل الانتخابات لأنه سيستخدم هذا الانتصار ورقة ضغط لصالحه». وقال إن «المشكلة التي تكاد تكون بمستوى الكارثة، هي أن هؤلاء المنافسين السياسيين جعلوا مشكلاتهم الشخصية والحزبية والطائفية بحجم مشكلة العراق وبحجم التحدي الذي يواجهه في الحرب ضد الإرهاب».
على صعيد متصل، أعلن المالكي، في كلمته الأسبوعية، أمس، أن معركة الفلوجة باتت وشيكة رغم الخسائر. وقال إن «هناك عاملين مهمين يحتمان دخول الجيش إلى الفلوجة والعامل الأول هو: ضرورة عودة أهالي الفلوجة النازحين خوفا من التنظيمات الإرهابية فيها وممارسة حياتهم الطبيعية من جديد». وتابع: «أما العامل الثاني والمتمثل بمنع اتخاذ الفلوجة منطقة لضرب الوحدة الوطنية في البلاد وعدم إعطاء تنظيم داعش والقاعدة الفرصة لضرب مدينة كربلاء والنجف وصلاح الدين ولهذه الأسباب تحتم علينا اتخاذ قرار بالإجراءات اللازمة». وأضاف المالكي أن «على عشائر الفلوجة العودة إلى المدينة ومساندة الجيش في ضرب الإرهابيين»، مشيرا إلى أن «دخول الجيش إلى المدينة سيلحق الخسائر، وخصوصا بعد أن اتخذت (القاعدة) من أهالي الفلوجة دروعا بشرية لها، لذا من واجب العشائر مقاومتهم وسيكون الجيش داعما لهم لتقليل الخسائر بأكبر قدر ممكن». ودعا المالكي إلى «ضرورة تجميد كل الخلافات السياسية بين الشركاء في العملية السياسية للوصول إلى حلول مناسبة تكون كفيلة بالخروج من الأزمة».
ميدانيا، استطاعت القوات الحكومية استعادة السيطرة على مناطق كانت بيد مسلحين من تنظيم داعش في محافظة الأنبار، حسبما ذكرت مصادر أمنية. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع، اللواء محمد العسكري، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «قواتنا استعادت السيطرة بشكل كامل على منطقة البوعلوان (شمال الرمادي) بعد معارك شرسة وتمكنت من تطهير المنطقة من الإرهابيين».
وأضاف: «ستسلم المنطقة إلى العشائر والشرطة لتعود الحياة الطبيعية فيها».
بدوره، أعلن ضابط برتبة مقدم في شرطة مدينة الرمادي «مقتل أربعة من مسلحي (داعش) وإصابة آخرين خلال اشتباكات متواصلة وقعت أمس (الثلاثاء) في منطقة البوفراج». وأشار إلى وقوع اشتباكات مماثلة في قرية البوعيثة المحاذية لمنطقة البوفراج.
وفي الفلوجة، أكد ضابط برتبة نقيب في الشرطة أن «القوات العراقية من الجيش والعشائر والصحوات والطوارئ، تمكنت من استعادة السيطرة على منطقة النساف (غرب الفلوجة) وطرد المسلحين منها».



إرهاب الحوثيين يتصدّر نقاشات يمنية - أميركية في الرياض

رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)
TT

إرهاب الحوثيين يتصدّر نقاشات يمنية - أميركية في الرياض

رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة اليمني يعول على دعم أميركي لمواجهة الحوثيين (سبأ)

استحوذ إرهاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران خلال اليومين الأخيرين على مجمل النقاشات التي دارت بين قيادات الشرعية والمسؤولين الأميركيين، وسط تطلع رئاسي لتصنيف الجماعة منظمة إرهابية عالمية وتجفيف مواردها المالية وأسلحتها.

وتأتي المحادثات اليمنية - الأميركية في وقت يتطلع فيه الشارع اليمني إلى اقتراب لحظة الخلاص من الانقلاب الحوثي واستعادة صنعاء وبقية المحافظات المختطفة، بخاصة عقب التطورات الإقليمية المتسارعة التي أدت إلى هزيمة إيران في كل من لبنان وسوريا.

وذكر الإعلام الرسمي أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، استقبل في الرياض جيسي ليفنسون، رئيس مكتب مكافحة الإرهاب لجنوب ووسط وشرق آسيا بوزارة الخارجية الأميركية، وسفير الولايات المتحدة لدى اليمن ستيفن فاجن، وبحث معهما العلاقات الثنائية، خصوصاً في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وتعزيز الشراكة الوثيقة بين الجانبين على مختلف الأصعدة.

وطبقاً لوكالة «سبأ» الحكومية، تطرق اللقاء إلى التهديدات الإرهابية التي تغذيها الميليشيات الحوثية والتنظيمات المتخادمة معها، بما في ذلك الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، والاعتداءات، وأعمال القرصنة المستمرة على سفن الشحن البحري بدعم من النظام الإيراني.

واستعرض العليمي - وفق الوكالة - جهود الإصلاحات الحكومية في المجال الأمني وأجهزة إنفاذ القانون وسلطات مكافحة الإرهاب وغسل الأموال والجريمة المنظمة، والدعم الدولي المطلوب لتعزيز قدراتها في ردع مختلف التهديدات.

وفي حين أشاد رئيس مجلس الحكم اليمني بالتعاون الوثيق بين بلاده والولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، قال إنه يتطلع مع الحكومة إلى مضاعفة الضغوط الدولية على الميليشيات الحوثية، بما في ذلك تصنيفها منظمة إرهابية، وتجفيف مصادر تمويلها وتسليحها.

تأكيد على دور واشنطن

وشملت اللقاءات الأميركية في الرياض عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني عبد الرحمن المحرمي، ونقل الإعلام الرسمي أن الأخير ناقش مع السفير الأميركي، ستيفن فاجن، آخر المستجدات المتعلقة بالأوضاع الاقتصادية والعسكرية في اليمن.

وتناول اللقاء - وفق وكالة «سبأ» - التداعيات الاقتصادية والإنسانية في اليمن والمنطقة، في ظل استمرار تصعيد ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني على خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر. كما تم بحث سبل تعزيز التعاون بين الجانبين لمكافحة الإرهاب ودعم جهود السلام والاستقرار في المنطقة.

النقاشات اليمنية - الأميركية ركزت على الدعم الأمني لمواجهة الإرهاب (سبأ)

واستعرض اللقاء، حسب الوكالة، الجهود التي يبذلها مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لمواجهة التحديات الاقتصادية والإنسانية في اليمن.

وفي هذا السياق، جدد المحرّمي حرص المجلس على تنفيذ الإصلاحات الداخلية ومكافحة الفساد لتحسين الخدمات الأساسية وتلبية احتياجات المواطنين، مؤكداً على أهمية الدور الأميركي والدولي في دعم هذه الجهود.

ونسب الإعلام الرسمي إلى السفير الأميركي أنه «أكد دعم بلاده لجهود مجلس القيادة الرئاسي والحكومة في مواجهة التحديات المختلفة، مشيداً بالجهود المبذولة لتعزيز الاستقرار وتوحيد الصفوف في مواجهة التحديات الراهنة».

دعم المؤسسات الأمنية

وفي لقاء آخر، الاثنين، بحث وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني مع السفير الأميركي ومدير مكتب مكافحة الإرهاب لجنوب ووسط وشرق آسيا بوزارة الخارجية الأميركية، الوضع الأمني في البحر الأحمر والتهديدات الحوثية المستمرة للملاحة الدولية، وبحث التعاون الثنائي لتطوير القدرات الأمنية للمؤسسات اليمنية.

وفي حين أكد الوزير الزنداني التزام الحكومة بمواصلة الجهود الرامية إلى القضاء على الإرهاب والتطرف، شدد على أهمية الشراكة الدولية في هذا المجال.

وزير الخارجية اليمني مستقبلاً في الرياض السفير الأميركي (سبأ)

إلى ذلك، بحث وزير الداخلية اليمني إبراهيم حيدان مع المسؤولين الأميركيين تعزيز التعاون الأمني في مجال التكنولوجيا وأمن واستخدام المعلومات لمكافحة الإرهاب والتصدي للتحديات الأمنية التي تواجه اليمن والمنطقة.

وحسب ما أورده الإعلام الرسمي، أكد حيدان خلال لقائه السفير فاجن والمسؤول في الخارجية الأميركية ليفنسون على أهمية دعم جهود الحكومة اليمنية لتعزيز الاستقرار ومواجهة التنظيمات الإرهابية والميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني التي تهدد أمن وسلامة اليمن ودول الجوار.

وأشار حيدان إلى الجهود التي تبذلها وزارته في إعادة بناء الأجهزة الأمنية وتطوير الأنظمة الرقمية لتحسين قدراتها العملياتية، رغم التحديات التي تواجهها البلاد في ظل الظروف الراهنة.

وعود أميركية بدعم القوات الأمنية اليمنية في مجال التدريب وبناء القدرات (سبأ)

ونسب الإعلام الرسمي إلى رئيس مكتب مكافحة الإرهاب لجنوب ووسط وشرق آسيا بوزارة الخارجية الأميركية، جيسي ليفنسون، استعداد بلاده لدعم الجهود الأمنية في اليمن من خلال التدريب وتقديم المساعدات التقنية وبناء القدرات.

يشار إلى أن الحوثيين في اليمن يخشون من حدوث إسناد دولي واسع للحكومة الشرعية يؤدي إلى القضاء على انقلابهم واستعادة صنعاء وتأمين الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.

وكان زعيمهم عبد الملك الحوثي قد طمأن أتباعه بأن الجماعة أقوى من نظام بشار الأسد، ولن يستطيع أحد إسقاطها لجهة ما تملكه من أسلحة إلى جانب ما استطاعت تجنيده من عناصر خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.