في يونيو (حزيران) من عام 1991. انفجرت قمة جبل بيناتوبو، وهي قمة بركانية في جزيرة لوزون الفلبينية (ثاني أقوى ثوران بركاني في القرن العشرين)، حيث كانت آثاره مدمرة للغاية، وتسببت في تناثر الحمم البركانية والرماد في البيئة المحيطة، وفي السنوات الأخيرة، عاد العلماء إلى المنطقة لمسح مجموعات الثدييات التي نجت من هذا الانفجار، وأعلنوا في ورقة بحثية نشرت، أول من أمس، في مجلة العلوم الفلبينية، إعادة اكتشاف نوع من الفئران كان يُخشى منذ فترة طويلة أن يكون في عداد الثدييات المنقرضة.
وقبل الثوران، لم تكن هناك دراسات استقصائية للثدييات التي تعيش على جبل بيناتوبو، ومع ذلك، فإن العينات الموجودة في المتحف الميداني للتاريخ الطبيعي بأميركا، قدمت بعض السجلات من الارتفاعات المنخفضة حول الجبل، وكانت معظمها لأنواع شائعة من الخفافيش التي تم جمعها في الخمسينيات من القرن الماضي، ولكن عينة واحدة كانت مثيرة للاهتمام بشكل خاص، وهي قوارض صغيرة لأنواع جديدة وصفت في عام 1962 على أنها «فأر بركان بيناتوبو».
وعندما انفجر بركان جبل بيناتوبو، ربما كان آخر شيء يدور في ذهن أي شخص هو أن نوعاً صغيراً من الفئران نجا من هذا الحادث، وفي أوائل عام 2011 ومرة أخرى في عام 2012 بعد عشرين عاماً من ثوران البركان، ذهب دانيلو باليتي، الباحث في المتحف الميداني إلى جبل بيناتوبو لعمل مسح للثديات الباقية على الحياة بالجبل، وعلى مدار عدة أشهر، قام وفريقه من المساعدين الميدانيين بمسح الثدييات على الجبل، من الأسفل إلى القريب من القمة.
كان الدافع المحدد للمسح، هو اكتشاف مصير «فأر بركان بيناتوبو»، حيث لم يكن من المتوقع، استناداً إلى أحداث سابقة وقعت في أماكن أخرى أن يكون قد حافظ على بقائه.
وكانت المفاجأة أن المسح أنتج بعض النتائج المدهشة للغاية، حيث تم توثيق ما مجموعه 17 نوعاً من الثدييات، وكان النوع الأكثر وفرة، بأغلبية ساحقة، «فأر بركان بيناتوبو»، حيث كان مزدهراً في المشهد المضطرب الذي خلفه ثوران البركان ولا يزال مستمراً إلى الآن.
العثور على فأر منقرض بعد وفاة مكتشفه
العثور على فأر منقرض بعد وفاة مكتشفه
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة