«ربما هذه ليست الحالة التي نقول فيها كم عمرك»... هكذا كانت كلمات ستيفانو بيولي المدير الفني لفريق ميلان الإيطالي، في تهنئته للاعب السويدي المخضرم زلاتان إبراهيموفيتش في عيد ميلاده التاسع والثلاثين مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وجاءت تهنئة بيولي إلى المهاجم الشهير عبر رسالة مسجلة، ظهر فيها بيولي وسط مجموعة من اللاعبين يصطفون حوله ويصرخون: «39»، في إشارة لسن إبراهيموفيتش. ولم يستطع بيولي واللاعبون تهنئة إبراهيموفيتش بشكل مباشر، واقتصرت التهنئة على هذه الرسالة؛ حيث كان إبراهيموفيتش وقتها في فترة العزل الصحي، بعد إصابته بفيروس «كورونا» المستجد.
والحقيقة أن رد إبراهيموفيتش على هذه التهنئة كان في الملعب؛ حيث انطلق اللاعب بقوة في مسيرته مع الفريق بعد تعافيه من الإصابة بالفيروس. وظهر إبراهيموفيتش بلياقة رائعة في المباريات التي خاضها مع ميلان في الموسم الحالي، وتؤكد إحصائياته مع الفريق أن السن ليس سوى رقم عابر في مسيرة إبراهيموفيتش الكروية. ومن المعتاد أن يكون اجتياز الثلاثين من العمر بمثابة بداية العد التنازلي في مسيرة اللاعب الكروية؛ حيث يتوقع المتابعون دائماً أن تتراجع لياقة اللاعب البدنية ويتراجع أداؤه في الملعب.
ولكن إبراهيموفيتش ضرب بهذا عرض الحائط؛ حيث سطع اللاعب بشكل رائع بعد اجتيازه الثلاثين من العمر، وما زال يتألق مع كل فريق ينتمي إليه ويرتدي قميصه. وشهدت مسيرة إبراهيموفيتش الكروية على مدار أكثر من عقدين كاملين محطات احترافية مميزة ورائعة مع مجموعة من أكبر الأندية الأوروبية، إضافة لفريق لوس أنجليس غالاكسي الأميركي.
وبينما اعتقد كثيرون أن مسيرته مع غالاكسي الذي لعب له منذ 2018 وحتى نهاية 2019 ستكون المحطة الأخيرة في هذه المسيرة الكروية الحافلة بالمحطات مع أندية مختلفة وكبيرة، والحافلة أيضاً بالإنجازات، شق «السلطان» إبراهيموفيتش طريقه عائداً إلى أوروبا من خلال ميلان الإيطالي الذي سبق له أن لعب في صفوفه من 2010 إلى 2012 على سبيل الإعارة، ثم البيع النهائي من برشلونة الإسباني.
وبدأ إبراهيموفيتش فترته الثانية مع ميلان منذ يناير (كانون الثاني) 2020. وأكد اللاعب عملياً أنه لا يزال قادراً على العطاء؛ حيث سجل عشرة أهداف وصنع خمسة أهداف للفريق في 18 مباراة خاضها بالدوري في النصف الثاني من الموسم الماضي، كما سجل هدفاً واحداً في مباراتين بكأس إيطاليا الموسم الماضي.
وفي الموسم الحالي، كان أداء وإحصائيات إبراهيموفيتش أفضل؛ حيث خاض ست مباريات فقط مع الفريق في الدوري، بينما حرمته الإصابة بفيروس «كورونا» المستجد من مباراتين في الدوري، ومثلهما في الأدوار التمهيدية لمسابقة الدوري الأوروبي، كما حرمته الإصابة من خمس مباريات في الدوري وثلاث مباريات في الدوري الأوروبي.
ولم يكن غريباً أن يلتقي يانه أندرسون المدير الفني للمنتخب السويدي بالنجم المخضرم إبراهيموفيتش في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لمناقشة ما أظهره اللاعب من رغبة في العودة من جديد لصفوف منتخب بلاده. وذكر الاتحاد السويدي لكرة القدم عبر موقعه على الإنترنت، أن أندرسون توجه برفقة هاكان سويستراند الأمين العام للاتحاد، إلى ميلانو، للقاء إبراهيموفيتش. وقال أندرسون: «عندما أبدى زلاتان استعداداً للعب في المنتخب، كان من الطبيعي والمهم أن نلتقي به ونناقش الأمر بأسرع شكل ممكن. أنا سعيد بالاجتماع معه بهذه السرعة».
وكان إبراهيموفيتش قد اعتزل اللعب الدولي عقب كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2016) بفرنسا، بعد أن سجل 62 هدفاً خلال 116 مباراة دولية، واعتلى قائمة أبرز الهدافين في تاريخ المنتخب. وتوج إبراهيموفيتش بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب كرة قدم سويدي، للمرة الثانية عشرة في مسيرته. وبعدها أثير موضوع عودة محتملة لإبراهيموفيتش إلى المنتخب السويدي، خلال حديثه لصحيفة «أفتونبلادت» السويدية. وقال إبراهيموفيتش: «إذا سألتني فسأجيب بصدق بكلمة نعم. إنني أفتقد المنتخب الوطني. هذا ليس سراً».
وتذكر إبراهيموفيتش مشاعر الركض على الملعب وهو يرتدي قميص المنتخب الوطني قائلاً: «أي شخص لا يفتقد هذا الشعور فهو قد أنهى مسيرته بالفعل. وأنا لم أنهِ مسيرتي». ووصف أندرسون لقاء إبراهيموفيتش بأنه «جيد للغاية»، وأنهما اتفقا على «مواصلة المحادثات».
وتجدر الإشارة إلى أن المنتخب السويدي لن يخوض أي مباريات حتى مارس (آذار) المقبل. وتولى أندرسون تدريب المنتخب بعد اعتزال النجم السويدي اللعب الدولي، وتعرض لبعض التعليقات اللاذعة من جانب إبراهيموفيتش بسبب اختياراته في الفريق. وإلى جانب استمرار سطوعه وتألقه داخل المستطيل الأخضر، واصل إبراهيموفيتش تصرفاته المثيرة للجدل خارج الملعب، ودخل في مشاكسة مثيرة مع البلجيكي روميلو لوكاكو مهاجم إنتر ميلان؛ حيث وجه إليه تغريدة على موقع «إنستغرام» للتواصل الاجتماعي عبر الإنترنت. ورفض إبراهيموفيتش الاكتفاء بالنصر الثمين لفريقه على إنتر 2- 1 في مباراة ديربي ميلانو بالدوري الإيطالي في 17 أكتوبر الماضي، والتي كانت أول مباراة له في الدوري بعد تعافيه من الإصابة بفيروس «كورونا»، ولجأ لاستفزاز النجم البلجيكي لوكاكو عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث ذكر في تغريدته: «ميلانو لم يكن لها ملك أبداً، ولكن يوجد لها إله». واستغل إبراهيموفيتش تفوقه على لوكاكو في هذه المباراة؛ حيث سجل هدفي ميلان، فيما سجل لوكاكو الهدف الوحيد لإنتر، ورد على تغريدة قديمة من لوكاكو بتغريدة أكثر استفزازاً.
وكان لوكاكو قد قال في تغريدته بعد فوز إنتر على ميلان 4- 2 في ديربي سابق خلال فبراير (شباط) الماضي: «هناك ملك جديد في المدينة»، في إشارة إلى أنه من سجل هدف إنتر الرابع في هذه المباراة. ولكن إبراهيموفيتش سعى للرد بقوة على زميله السابق في مانشستر يونايتد الإنجليزي، لتشتعل المشاكسات بينهما عبر «السوشيال ميديا».
إبراهيموفيتش يتحدى سنوات عمره داخل الملعب ويشعل المشاكسات خارجه
«السلطان» مرشح لتمثيل المنتخب السويدي وهو في التاسعة والثلاثين من عمره
إبراهيموفيتش يتحدى سنوات عمره داخل الملعب ويشعل المشاكسات خارجه
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة